#الثائر
كرمت جمعية إنماء الجميزة ADG وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة مي شدياق في حفل أقامته مساء أمس في حديقة متحف سرسق، تقديرا للمثال الذي تقدمه في مجتمعها، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء الوزير غسان حصباني ، وزير الشؤون الإجتماعية ريشار كيوموجيان ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع السفيرة كارولين زيادة ممثلة رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل، جان زيلاع ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، الأب نكتاريوس خيرالله ممثلا مطران بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس الياس عوده، الأب ريشارد أبي صالح ممثلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، ولفيف من الوزراء والسفراء والنواب والأصدقاء، وأعضاء الجمعية.
داغر
افتتاحا، النشيد الوطني اللبناني، بعده ألقى رئيس جمعية إنماء الجميزة سمير داغر كلمة أشاد فيها بالوزيرة شدياق مركزا على مسيرتها المهنية والحياتية وقال: "عاشت طفولتها في الجميزة، درست في مدرسة السانت فامي القريبة من منزلها على درج الجميزة، ونمت في جو مليء بالقيم الانسانية والوطنية.
بدأت رحلتها المهنية في الاعلام المرئي حيث تميزت بابتسامتها وجرأتها ومهنيتها. وهكذا كانت في مختلف مراحل حياتها المهنية والسياسية والتنموية. فيما كانت الجمعية تستعد في أيلول 2005 لإفتتاح المهرجان الثالث عشر للفن على درج مار نقولا، كانت على موعد مع الاجرام، فتحول درج مار نقولا الى معرض تضامن معها. وبفضل العناية الالهية والطبية وصلوات المحبين، وبالأخص بفضل شجاعتها وارادتها، هي اليوم امامنا، تمثل اعلى القيم والميزات".
وختم قائلا: "اليوم، كلنا وبصوت واحد نحييك ونفتخر بك. ان الكلام لا يكفي للتعبير عن شعورنا، لكنه باقة حب وتقدير وشكر نهديها لمي شدياق الإنسانة، الزميلة، والوزيرة، متمنين لك كل التوفيق والنجاح في حياتك السياسية والمهنية والخاصة".
الشدياق
ثم ألقت الوزيرة شدياق كلمة عبرت فيها عن اعتزازها بهذا التكريم. وإذ استرجعت ذكريات الطفولة، قالت: "أستذكر اليوم في هذه المناسبة الغالية على قلبي قول الشاعر العباسي أبو تمام "كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل". أنا اليوم في منزلي، في مسقط رأسي، حيث ولدت وترعرعت واكتسبت حب بيروت ولبنان. كم هو جميل أن يكرم المرء في بيته حيث راحة البال التي نكاد لا ننعم بها إلا نادرا في بلد يعيش معظم الوقت على كف عفريت".
وشكرت جمعية إنماء الجميزة قائلة: "في الحقيقة، هذه ليست المرة الأولى التي يكرمني فيها أبناء منطقتي وتحديدا جمعية إنماء الجميزة التي أنا أحد أعضائها منذ حوالي العشرين سنة. المرة الأولى كانت عام 2005 بعيد محاولة الإغتيال التي تعرضت لها، حيث تم رفع صورتي من جهة الى أخرى في شارع غورو حيث ولدت، وأضيئت الشموع في الحي وعلى الأدراج على نيتي. أما اليوم، فالمناسبة أجمل بكثير... ولا أخفي عنكم انني أعيش في هذه اللحظة شعورا يختلط فيه الفرح والحنين بالاعتزاز والفخر.. ها هي واحدة من بنات الجميزة الصغيرات ترتقي سلم النجاح وتتبوأ منصب وزيرة في الحكومة اللبنانية بعد اجتيازها طريقا مليئا بالألم والأسى والعمل الدؤوب والتحديات والنجاحات".
وتحدثت الوزيرة شدياق عن منطقة الجميزة "المميزة" وقالت: "من أهم الأشياء التي تعبر ذهني كلما أستذكرت أيام الطفولة هو درج مار نقولا أو كما تربيت عليه درج السراسقة قبل أن يلقبه البعض بدرج الفن، هذا الدرج الذي يحمل في زواياه آلاف الذكريات، حيث كنا نركض في صغرنا، وتدفعنا براءة الطفولة إلى القفز على مصطباته وعد درجاته ال 202 في الطريق إلى منزل خالتي في شارع مار نقولا. اليوم، يصعب علي صعود ذاك الدرج الذي يربطني بطفولة حالمة، بسبب محاولة الإغتيال التي شكلت مفترق طريق في حياتي كإنسانة وامرأة على المستوى الجسدي والمعنوي... ولكن، في مخيلتي، وكلما أغلقت عيناي يعود بي الزمن، أتنشق رائحة الياسمين فأرى نفسي طفلة صغيرة تلهو وتصعد الدرج بخطى ثابتة وفي جعبتها أحلام وطموحات كثيرة. وبالفعل، لا أزال أتسلق وأرتقي سلم الطموحات الذي لا نهاية له في قاموسي. سأظل أغزل آلاف الأحلام يوميا ولن يردعني أي شيء من الوصول إلى ما أصبو إليه".
وختمت كلمتها بالقول: "أعزائي، أعدكم أن أكمل مسيرتي بالعمل السياسي والإجتماعي، متسلحة بروح الاصلاح والخدمة والدفاع عن المظلومين من أي موقع كنت وأن أواجه أعداء النجاح بحزم كعادتي. كما أعدكم أن يتفوق توقي للنجاح على الخوف من أي تهديد ووعيد وعلني لا أكشف سرا إذا قلت أنه لا زال يصلني حتى يومنا هكذا خزعبلات".
تلا التكريم، حفل استقبال وكوكتيل على شرف الوزيرة شدياق.