#الثائر
تسييب قضية عين دارة حصيلته خمسة جرحى اليوم، هم: سمير ي، ريمون ب، ناصر ع، رشيد ب، وانطوان ب، بحسب ما أشارت "الوكالة الوطنية للإعلام"، أما أسماء العائلات المرمزة بالحرف الأول يوحي بأن عين دارة مثل نيويورك أو أحد أحياء الصين الشعبية، علما أن عائلات هذه البلدة معروفة (ي = يمين أو يحيى ب = بدر = ع = عطالله)، باستثناء الالتباس في حرف الياء.
هذا الأمر كان متوقعا، وألمحنا إليه في أكثر من مقالة، وبحسب الوكالة أيضا، فقد أشارت إلى أنه "إثر إشكال حصل مع جماعة من آل فتوش ترافق مع رشق المعتصمين بالحجارة وإطلاق نار في الهواء للترهيب، خلال الاعتصام السلمي الذي نظمه أهالي بلدة عين دارة، رفضا لمعمل الترابة التابع لآل فتوش والمزمع انشاؤه في مرتفعات البلدة".
قبل نحو أسابيع عدة، تم توظيف عدد من شبان تابعين لجهة سياسية من العاطلين عن العمل لصالح القيمين على مشروع المصنع، وبالتأكيد ليس من أجل حل أزمة البطالة، فالوضع حرج ويتطلب من يعملون في الحراسة والحماية والأمن الخاص، وما حصل اليوم من رشق بالحجارة للأهالي المعتصمين أعاد التذكير بالانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقد عُرفت بانتفاضة الحجارة، ويبدو أن ثمة يظن أن طريق القدس تمر حتما في أعالي عين دارة، وتحديدا عند ما بقي من تلال ضهر البيدر، وقد تحولت منطقة منزوعة الحياة.
لم يكن أحد يتوقع أن تصبح عين دارة في قلب معادلة الصراع مع إسرائيل، ويبدو أن ثمة ضوءا أخضر بالمباشرة بأعمال البناء، ما يمكن تفسيره بالرد المناسب في الوقت المناسب على العربدة الإسرائيلية بين لبنان وسوريا، وبالبعد الاستراتيجي تعتبر تلال عين دارة موقعا استراتيجيا يصلح لنصب بطاريات صورايخ "إس 400" ومصنع إسمنت، فكلاهما يدمر باستثناء أن "الإسمنت" أِكثر فعالية من الصاروخ، فآثار إنتاجه تستمر طالما بقي إنتاج الإسمنت قائما، ويستهدف صحة الناس على المديين القصير والطويل.
لكن ما يطمئن أن الدولة تدخلت، إذ على الفور، عملت قوة من الجيش والقوى الأمنية على تطويق الاشكال، منعا لتفاقمه، كما أوقف الجيش 3 مسلحين تابعين لآل فتوش، وبحسب "الوكالة الوطنية" أيضا، تحدث رئيس بلدية عين دارة العميد المتقاعد مارون بدر فناشد "كل المعنيين الوقوف بجانب الأهالي ضد إنشاء هذا المعمل وضد كل الخارجين عن القانون في لبنان"، وأشارت إلى أن قوة من الجيش ما زالت متواجدة في المكان، منعا لحصول أي إشكال جديد.
وليس من قبيل الصدفة أن يلمح البعض إلى أن ما حصل هو نتيجة رفض الأهالي لنصب منظومة صواريخ "إس 400" في أعالي بلدتهم! لكن ما هو مؤكد أن "شر البلية ما يُضحك"!