#الثائر
ما تمت "مسرحته" عبر تدخلات سياسية، وأفضى إلى وقف التعقبات في حق المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج بعد تلفيق تهم التعاون مع إسرائيل ضد الممثل زياد عيتاني بالاشتراك مع المقرصن إيلي غبش، كاد يصيب القضاء ويشل حضوره ويصادر أحكامه، ويبدو أن من حاول تمرير القضية لم يتوقع ردود الفعل الشاجبة لحكم يبيح انتهاك الحريات، وكأننا في دولة بوليسية لا تقيم اعتبارا لشرعة حقوق الإنسان، أو كأن لبنان تحول دولة توتاليتارية لا صوت فيها يعلو فوق صوت القادة "الملهمين"، أو من يظنون أنهم قادة، فوصل بهم الأمر إلى أن صاروا "قضاة" يلفطون أحكاما جائرة.
وقد جاءت ردود الفعل الواسعة لتعيد هذه القضية إلى الصدارة، بعد أن استحال "هضمها" من قبل جمهور واسع من اللبنانيين، وفي هذا السياق، جاء الطعن الذي تقدم به مفوض الحكومة لدى محكمة التمييز العسكرية القاضي غسان الخوري أمام محكمة التمييز العسكرية ليعيد تصويب الأمور، فطالب بإعادة المحاكمة واعتبار الحكم الصادر كأنه لم يكن، حتى أن الخوري طلب إدانة المقدم الحاج وصولا إلى إعلان بطلان الأسباب التخفيفية للمتهم غبش، وبالتالي وضعت محكمة التمييز يدها على الدعوى، وقد تم ذلك بالتنسيق مع النائب العام التمييزي بالوكالة القاضي عماد قبلان.
لن نتحدث عن التراشق الإعلامي بين فريق رئيس الحكومة سعد الحريري و"تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" ورئيسه الوزير جبران باسيل، ولن نتوقف عند ما تناقلته مصادر وصفت بـ "المطلعة" ونشر معلومات في وسائل الإعلام عن أن وزير الدفاع الياس بو صعب كان في دائرة الاتهام، مع تأكيد قياديين في "المستقبل" ووزير الداخلية السابق نهاد المشنوق أن وزيرا زار المحكمة العسكرية للتأثير على حكم قضاة المحكمة، بأنه تدخل كوزير للدفاع للحؤول دون "ضغوط" شعبة المعلومات في قوى الأمن على القضاة.
ولن نتطرق إلى شعبة المعلومات التي كشفت تلفيق التهمة للممثل عيتاني الذي سجن بسببها لأشهر، ولا إلى الرد على الوزير بوصعب من قبل الأمين العام لـ "المستقبل" أحمد الحريري بالقول "إنك وضعت نفسك في قفص الاتهام"، ولا يعنينا السجال وتبادل الاتهامات بين وزير الدفاع وأحمد الحريري على مدى يومين متتاليين.
كل ذلك تفاصيل، وإذا كان "التيار الوطني الحر" قد أخطأ، ففي موضوع القضاء الكل سواسية، والكل يوظف حضوره للضغط على القضاء وتشويه أحكامه، ولا نرى قيامة للبنان دون قضاء بعيدا من آفة السياسة ومفاسدها، المهم أننا سنكون بانتظار مسلسل سوزان الحاج وزياد عيتاني في جزئه الثاني، علنا نصل إلى خواتيم تعطي لكل ذي حق حقه!