#الثائر
استوقفتنا بالأمس على موقع "الوكالة الوطنية للإعلام" صورة لرئيس مجلس القيادة "حركة الناصريين الأحرار" الدكتور زياد العجوز، يبدو فيها منفعلا و"مدوِّرا" يديه بمعنى "تخنتوها" أو "لهون وبس" وبالفصحى لقد "بلغ السيل الزبى"، والموضوع أن "الحركة عقدت في اجتماعا طارئا منطقة الطريق الجديدة لأمر جلل، فبحسب العجوز، جاءت الدعوة لهذا الاجتماع الطارىء رفضا لاستمرار التطاول على مقاماتنا وقاماتنا الكبيرة في طائفتنا الكريمة الطائفة السنية، فهي ليست مكسر عصا، ولن نسمح في استمرار نهج استفزازنا والتطاول على رموزنا وتهديدها".
مضيفا "اليوم، يتم استهداف رمز من رموزنا الكبيرة، ألا وهو اللواء عماد عثمان المدير العام لقوى الأمن الداخلي ضمن حملة مبرمجة تذكرنا بالحملات المشبوهة التي طالت اللواء الشهيد وسام الحسن قبل جريمة اغتياله. وبالأمس القريب، كان هناك استهداف لرمز قضائي كبير عندنا، ألا وهو القاضي سمير حمود. وبالأمس البعيد، تطاولوا على رئيس حكومتنا الشهيد رفيق الحريري وما زالوا يتطاولون على رموزه السياسية".
صراحة لم نسمع بـ "حركة الناصريين الأحرار"، ربما لأننا مقصرون في متابعة كل ما له علاقة بالناصرية السياسية، بعد أن أفُلَ وهجها لأسباب ستكون موضع دراسة نقدية من قبلنا، لكن ما يهمنا في هذا المجال أن استحضار مثل هذه اللغة لا يمكن استساغته في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الابتعاد عن كل ما يفرق، فضلا عن أن الانفعال مرفوض من العجوز ومن أي تيار سياسي طائفي أو مذهبي، وإحدى إشكاليات "الناصرية" تحويلها إلى مشروع سني لا يمكن تجميله بالنائب الأسبق نجاح واكيم (الأثوذكسي) الذي محض هذا التيار عمره مناضلا في سبيل عروبة لبنان.
إن استحضار خطاب مذهبي فيه افتئات على المدافَع عنه، ونقصد اللواء عماد عثمان، وهو رجل دولة من الطراز الرفيع ليس بحاجة لشفاعة أحد، تضامنا أو إطلاق مواقف، وإذا ما تعرض عثمان لهجمة معروفة المقاصد والأغراض، فلأن الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة.
لا نعرف المقصد من هجوم العجوز، ولا نكن له إلا الاحترام والتقدير، ومن هذا الباب نؤكد أن المطلوب في هذه اللحظة ودائما الهدوء ثم الهدوء، وعدم تسعير المواقف، علما نصل يوما إلى فضاء إنساني تنتفي فيه الحاجة إلى الدفاع عن مواقع السنة والشيعة والدروز والموارنة والأرثوذوكس في دولة منقسمة على ذاتها طوعا وبإرادة طوائفية لا غبار عليها.