#الثائر
رعى العلامة السيد علي فضل الله إفطار مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل، الذي أقيم في مبنى المؤسسة، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان وشخصيات دينية وبلدية وثقافية واجتماعية.
بعد آيات من القرآن والنشيد الوطني، قدم طلاب المؤسسة مسرحية من وحي المناسبة، ثم ألقى قيومجيان كلمة عبر في بدايتها عن سعادته لوجوده في الضاحية، "ضاحية المؤمنين والوطنيين وضاحية الشرفاء"، ولمشاركته في إفطار مؤسسة الهادي التابعة للمبرات الخيرية التي تقوم بواجباتها على أكمل وجه، وسجلها ناصع البياض كثلج لبنان".
وأثنى على "هذه المؤسسات التي تهتم بذوي الإعاقة أو الحالات الاجتماعية التي يعانيها مجتمعنا وترعاهم"، معتبرا أن "ما تقدمه الوزارة لهذه الجمعيات ولهذه المؤسسات هو مساهمة صغيرة بالنسبة إلى الخدمات التي تقوم بها أصلا، والتي لا يقوم بها أحد ولا حتى الدولة".
وأكد أنه بفضل جهوده، وبدعم سائر الوزراء، "سوف تحافظ وزارة الشؤون على موازنتها"، لافتا إلى أنه كان يرغب في أن يزيدها بعشرات المليارات "لكي نؤمن المساعدة للمزيد من الأشخاص، سواء للفقراء أو المرضى وذوي الإعاقة والمسنين أو مدمني المخدرات".
وفي الختام، تمنى على الجمعيات أن تبقى تمارس دورها، واعدا بالوقوف إلى جانبها "ودعمها بكل ما أوتينا من الإمكانات المادية والمعنوية".
ثم كانت كلمة لفضل الله استهلها بالترحيب بوزير الشؤون الاجتماعية والحضور، وقال: "نلتقي مجددا في رحاب شهر رمضان المبارك، شهر القيم الروحية والقيم الاجتماعية والأخلاقية على مائدة الخير، فهو لقاء تظللنا فيه رحمة الله وبركاته وكرمه ومحبته، ولقاء يزداد توهجا وألقا، في ظل أجواء ضاغطة ظلامية تخيم على إنساننا وتخنق الإنسانية فيه، فالألم يتصاعد والخوف على المستقبل القادم يزداد".
وأضاف: "إننا نعتبر أنفسنا محظوظين بأن من الله علينا بهذا الشهر الفضيل. نحن محظوظون بهذه المحطة التي تضيء لنا نفوسنا وتشرق فيها بالأمل. تخرج من داخلنا بذور الخير وتستنهض فينا هذا الشعور الإنساني والمجتمعي، وتزيل التباعد، وتقرب المسافات بين الإنسان والإنسان. إننا في حضرة أناس حرموا أشياء كثيرة، ولكنهم لم يحرموا نعمة الإيمان، ولم يحرموا قيمة الشكر أو الصبر أو الوعي".
وأكد أن "الهم الأساس الملقى على عاتقنا جميعا، أفرادا وجماعات، هو المزيد من الرعاية والاحتضان لذوي الإعاقة، لتثبيت الأرض تحت أقدامهم، وتمكينهم من العلم، وإكسابهم مهارات تمكنهم من الإبحار في خضم هذه الحياة، وهناك هما آخر لا يقل عن هم التأسيس، وهو ما بعد التخرج، لنكون عونا لهم للولوج إلى ساحات العمل، فنواكبهم، كل من موقعه وبحسب علاقاته، والمجتمع قادر على أن يقوم بهذا إن تكاتفت جهوده".
ودعا إلى "تشكيل جماعات ضغط على الدولة لتقوم بواجبها، فهي المسؤولة عن أبنائها فكيف الضعفاء منهم!؟ ذلك للأسف أن المسؤولين في هذا البلد اعتادوا أن لا يعطوا الناس حقوقهم إلا بالإلحاح والضغط، أن نضغط على من هم في مواقع القرار لإصدار القوانين التي تكفل حمايتهم من البطالة والعوز، وتفعيل القوانين الموجودة والمودعة في أدراج وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، والعمل لتفعيل قانون توظيف 3% من ذوي الإعاقة في المؤسسات العامة".
وتوجه إلى الحكومة "التي تفتش عن حل لعجزها بالتقشف في مواردها"، طالبا منها "ألا يصل التقشف إلى مؤسسات وخدمات ذوي الحاجات الخاصة والأيتام والفقراء والمعوزين، مما يزيد معاناتهم، وتكون الدولة مشكلة لهم بدلا من أن تكون حلا. إن على الدولة أن تعتبر المس بحقوق هؤلاء من المحرمات، لا إن مجرد التفكير في خفض التقديمات جريمة بحقهم".