#الثائر
تحدث النائب سيزار أبي خليل خلال الإفطارا الذي أقامه مع وزير المهجرين غسان عطالله لتكريم الإعلاميين في مطعم La Ronge في الجية قائلاً: "إنه لقاء مميز بمكانه وزمانه وفي حضور أصدقائنا الإعلاميين وشركائنا بالمنظومة الديموقراطية واقول ذلك ليس مسايرة أو مبالغة، لأن حق وصول المواطن للمعلومات مقدس، ولأنه إذا لم يكن لديه المعلومة الصحيحة لا يمكن أن ينتخب بشكل صحيح وأن يفوض شخصا لإدارة الشأن العام وتأمين مصالحه. لكم منا الشفافية وأن نعرض لكم ماذا نفعل وبماذا نفكر وماذا سنفعل. ولنا عليكم وبالأمانة الخبر والصورة والحقيقة للرأي العام، لأن أي تبسيط منا ومنكم يوصل الحقيقة بشكل مشوه ومحرف، وهذا ينتج رأيا عاما غير سليم وسلطة غير سليمة وهذا الأمر يسيء للديموقراطية، والجميع حينها يكون مغبونا ويصبح لدينا سياسيين غير مستحقين وإعلام غير موثوق ومواطن مغبون وضائع. وما يزيد الطين بلة الجيوش الإلكترونية التي تبث الإشاعات وتحرف الأمور، وإذا إستمرت هذه الظاهرة تكون نهاية الإعلام الحر وكل المنظومة الديموقراطية التي نعيش فيها".
أضاف: "الحضور مميز وكذلك المكان والزمان، فنحن في ساحل الشوف وفي هذه المنطقة التي نتمثل فيها للمرة الأولى بكتلة نيابية ووزارية وازنة، ونحقق العودة السياسية التي لطالما كنا نطالب بها، ولأنه كل مصالحة دون العودة السياسية تبقى ناقصة، فإنعدام هذه العودة كان الخطر على لبنان وخطر على الجبل، لأن ذلك يتناقض مع النموذج اللبناني المتنوع والمتعدد. فالأحادية ليست لنا، بل هي نموذج تكفيري أو إسرائيلي وهذا ليس لنا، إنما النموذج اللبناني هو نموذج متعدد متنوع يشارك فيه الجميع والكل يقرر بشأنه الداخلي والوطني وبكيفية إدارة مصالحة وشؤونه. وإنطلاقا من موضوع العودة السياسية سوف أترك موضوع العودة الفعلية والناجزة ليتحدث عنها وزير المهجرين. وبوجود رفيقي وأخي غسان عطاالله سوف أذكر اليوم بالإتفاقات السياسية التي حصلت قبل ان نأخذ نحن وزارة المهجرين. لقد إتفقنا على تأمين الدعم والتمويل اللازمين لإقفال ملف المهجرين وإقفال الوزارة والصندوق، كما أيضا إقفال المؤسسات والتي يعترف القيمون عليها بأنها لا تقوم بعملها وبأن الزمن قد تخطاها ونموذج الحكومة والإدارة الذي نعيش فيه قد تخطاهم. ومن هنا سوف أتطرق لشأن أوسع وهو الشأن الوطني ولمحاور عملنا في الحكومة وفي مجلس النواب كفريق سياسي".
وتابع: "لقد حددنا تلك المحاور للمرحلة المقبلة وهي تتركز على محاربة الفساد وموضوع النازحين وموضوع الإقتصاد. وجزء من الإقتصاد هو الرؤية الإقتصادية التي سوف نعكسها بالموازنة التي يتم بحثها. الوزير سيلتحق الليلة بجلسة مجلس الوزراء المخصصة للموازنة وهذه الموازنة التي لن نقبل بأن تكون ورقة محاسبية أو على شاكلة دفتر الدكنجي. نحن نريد رؤية إقتصادية تنعكس بشكل واضح بهذه الموازنة. ولقد قدم رئيس التيار ورقة من خمسة محاور ومن أربعين إجراء، والأفكار معروفة وسننفذها. سنضع كل ذلك بمشروع الموازنة وعندما تصبح قانونية يصبح تطبيقها إلزاميا. وإلا ستبقى الأفكار أفكارا. وإذا بقينا في الوضع الحالي فسنذهب الى الخراب. المنظومة المصلحية الجاثمة على جسم الدولة هي تمص دمها وسنعمل على تفكيكها. فكلما تحدثنا عن التغيير يقولون بأنهم ليسوا جاهزين ويجدون الأعذار لإبقاء الوضع على حاله ولحماية هذه المنظومة المصلحية والتي هي الفساد الأكبر".
وأكد "أننا لا نقبل مخالفة أي موظف وأن يمد يده الى المال العام، لكن الإصلاح يجب أن يبدأ من المستوى الأعلى أيضا وعلى ضرورة تفكيك هذه المنظومة المصلحية. وأنا قلت سابقا أنه طالما الكهرباء مقطوعة، هناك 1100 ميغاواط مولدات يعني هناك ملياري دولار مازوت وإذا اتت الكهرباء يختفي كل ذلك"، معلنا "المقاومة الإقتصادية التي بدأت وستكون شغلنا الشاغل الى الأمام وسنواجه على مستويات عدة، إن على مستوى الماكينات التي تبث الاخبار المسيئة والتي تحاول تشويه صورة البلد وتسعى الى تهريب المستثمرين ورؤوس الاموال منه وتضعف السيولة وهذا ما تشعرون به".
وشدد على ان "هذه المنظومة تبدأ من خارج الحدود اللبنانية ولها إمتداداتها، وهناك من يسير وفق الأجاندة التابعة لها، لافتا الى "المواجهة على المستوى العملاني والإجرائي من خلال رفضنا القبول بإستمرار الوضع القائم، لأنه إذا إستمرينا به سنصل الى الخراب"، وقال: "عندما ترشحت للمرة الأولى الى الإنتخابات وكان فخامة الرئيس في الرابية يعلن أسماء المرشحين، فقد كانت كلمتي في حينه بأن المسرور بالمنظومة القائمة وبالوضع القائم وبالقيمين عليه يجب ان لا ينتخبنا، لأننا لن نقبل بهذا الوضع وسنعمل على تغييره، والذي له مصلحة من خلال المنظومة الموجودة لا ينتخبنا. لقد قلت ذلك في الـ2009 ولا زلت أقولها في الـ2019 نحن قوة تغييرية. المقاومة الإقتصادية هي عنوان مرحلتنا اليوم، وهي تبدأ بالموازنة التي تنتظر بفارغ الصبر أن تصل الى المجلس حتى نناقشها بنفس الذهنية والنية، لنعكس رؤية يمكنها إخراج البلد من هذا الوضع".