#الثائر
جاءت تغريدة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري اليوم في غير موقعها، أو ليس في محلها، زمانا ومكانا، ويمكن قراءتها على أنها رسالة يُراد بعثها على جناح "تويتر" السريع، ولو لم يكن بخاري في موقع سفير المملكة في لبنان لكانت مرت ولا عكرت أجواء ولا أثارت مشاعر من دبلوماسي عربي يفترض أن يراعي خصوصية البلد الذي يعيش بين ظهرانيه، خصوصا وأن تغريدته بدت موجهة إلى ثلث اللبنانيين من الطائفة الشيعية الكريمة وإلى معظم الشعب اللبناني الذي لا يرى عدوا إلا إسرائيل، عدونا الأول والأخير، فضلا عن أن لبنان تربطه علاقات صداقة مع طهران.
غرد بخاري قائلا: "المملكة العربية السعودية تُطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية من تهديد للأمن والسّلم الدوليين"، صحيح أن المقصود ليس بعيدا عن أجواء التوتر في الخليج، وهذا التوتر ليس بمستجد وإن اتخذ شكلا تصعيديا على جانب كبير من الخطورة في الآونة الأخيرة مهددا السلم في المنطقة، وهنا الكل مسؤول ومعني ولا يمكن تحميل إيران وحدها تبعات ما يجري.
ولا نكنّ للملكة العربية السعودية إلا كل الود والخير والعرفان بالجميل، ولطالما تحدثنا في "الثائر" عن مكرمة السعودية في أكثر من مجال وفي محطات تاريخية عدة، لا ننسى أنه إبان الحرب الأهلية شرعت المملكة أبوابها لجميع اللبنانيين، وكان لهم شرف المساهمة في نهضة المملكة وما زالوا، وليس ثمة عائلة لبنانية إلا وتحفظ الود للملكة، ولا ننسى مساعدة السعودية للبنان في أحلك وأصعب الظروف، لا ننسى دعمها لا اليوم ولا بالأمس ولا غدا، ولسنا ممن ينسى الجميل، فالمملكة كانت وستبقى في القلب كما سائر الدول العربية الشقيقة، فما يحمعنا هو فضاء العروبة والعلاقات الأخوية، وهذا ما نتطلع إليه دائما من أجل غد أفضل لشعوبنا ودولنا.
تغريدتك سعادة السفير أثارت فينا "نقزة" "و"نكزة"، لأننا لا نريد لبلدنا الصغير أن يكون جزءا من حرب على إيران، وهي التي أمدتنا بكل مقومات الصمود في وجه عدو احتل أرضنا، وما زال يطمع بثرواتنا ويحتل جزءا كبيرا من ترابنا المقدس، ولسنا بالضرورة مع إيران في كل سياساتها ولسنا أيضا صدى لخلافات إقليمية ودولية.
أما في موضوع خلافاتكم مع إيران وغيرها فنتمنى أن يصلح الله الحال، لأننا نرى أن ما هو قائم اليوم من سوريا إلى العراق واليمن والسودان وليبيا المقصود منه تدمير مَواطِن القوة في وطننا العربي الكبير، وهذا مطلب أميركا وإسرائيل!