#الثائر
– أنور عقل ضو
أخطر ما في "سقطة" رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر وكلامه المبتذل والمرفوض بحق من كتب له مجد لبنان، أن يصوب البعض على الاتحاد العمالي العام ، خصوصا أولئك من لديهم حساسية من اليسار اللبناني بشكل خاص واليسار العالمي بشكل عام، بعد أن ظنوا أنه بانهيار الاتحاد السوفياتي غير المأسوف عليه حُلت كل عقدهم، وناموا مطمئني البال وصحوا على أن اليسار لا يمكن أن يموت طالما ثمة فقر وجوع وعدالة اجتماعية غائبة.
لا نفهم التصويب على "الاتحاد العمالي" إلا من خلال هذه النظرة الدونية تجاه فقراء لبنان والطبقة العاملة والفلاحين وصغار الكسبة من يدفعون اليوم أثمانا باهظة عن كل ما اقترفته سلطة الفساد طوال عقود انصرمت، وإلا ما معنى أن تؤخذ مؤسسة تمثل عمال لبنان بجريرة رئيسها، وهنا نفهم ونتفهم كل هذا الحقد الطبقي المرسوم في مخيلات مريضة، أنّــــــى لأصحابها أن يدركوا أن الفقراء هم ملح الأرض وخميرة العطاء، وهم يكدون ويُستغلون ليجني الكبار من دمائهم ثروات لا تنضب.
كم نحن بحاجة لينتظم الصراع في لبنان بين يمين ويسار، وننتهي من كل هذا الانقسام الطائفي الذي لم يجلب لنا إلا السذج الحاقدين والمتغولين إلى مواقع السلطة والمسؤولية، يتوالدون كالفطر على جذوع أشجار تطرح ثمارها للجميع، ولا تضن بخيراتها على أي عابر سبيل، ولمن لا يعلم، ممثلو الطوائف هم أبناء اليمين بالضرورة جتى وإن مثلوا الفقراء زورا، ولنخرج نهائيا من مقولة أن التغيير وارد على أيدي طوائفيين.
أما من وجد في سقطة بشارة الأسمر مناسبة للتصويب على الاتحاد العمالي، فنقول، إن هذا الاتحاد شوهته الوصاية السورية، وشرذمته سلطة الطوائف يوم سمحت بتفريخ نقابات ممسوكة من طوائف ومذاهب، واليسار اللبناني مدعو إلى إجراء تعديلات في بنية هذا الاتحاد شرط ألا يكون صورة تشبه واقعنا السفيه والمسفه.
طالعتنا اليوم أصوات تدعو الأسمر إلى الاستقالة، ونحن نقول، إنّ هذا ما يجب أن يكون الآن قبل الغد، أما من تطاول على الاتحاد العمالي العام أو من يفكر بالتطاول فهو مأزوم ويواجه "فوبيا يسارية" ورهابا من يسار لا بد وأن يصحو يوما ليعيد إلى لبنان توازنه، بعيدا من حلبة السيرك وعرض الدمى المتحجرة.