#الثائر
لن يجدي اعتذار رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر عن كلام قاله في حق غبطة أبينا البطريرك الراحل المثلث الرحمات مار نصرالله بطرس صفير ، وفي لحظة كان لبنان والعالم يجتمع على وداعه، نعم، لا يجدي الإعتذار، لأن الكلمة تقتل مثل رصاصة، ولئن انطلقت تهشم عظما وتحدث جرحا وتسبب نزفا، ولربما تكون قاتلة أو تحدث كذلك عطبا دائما، ولا رصاص طائشا في السياسة وفي كل ما له صلة بالشأن العام، ما يقال محسوب على قائله، وأنَّــى لاعتذار أن يرمم جثة ويعيد إليها الحياة، أو يضمد جرحا لا يلتئم بـ "بوسة" واعتذار.
لسنا هنا لنعلق مشنقة ونجدل حبل الموت، إنما نتحدث عن واقعة صدمت وأخذتنا نحو ما نحن عليه كلبنانيين، وثمة من هم في مواقع أكبر سقطوا أيضا في "هفوات" قاتلة، وتناهت إلينا كلماتهم في مجالس خاصة جدا، وبينهم من هم في مواقع الصف الأول، وكادت كلمات أطلقت على عواهنها أن تحدث فتنة، بعد أن أحدثت بلبلة وردود فعل باعتذارات أو بدون اعتذارات.
لا نبرر للأسمر سقطة وهفوة، لكن ألسنا كلبنانيين محكومين بقيم تعايش جوفاء، بخطابين، خطاب "تحت الكاميرا" وآخر خارجها؟ ألا نتحدث علانية عن قيم المحبة ونقول نقيضها في مجالس خاصة، ألم نوزع البقلاوة عند اغتيال قادة ومسؤولين؟ أولم تقل يوما مذيعة على قناة لبنانية بأنها تنتظر أن يأتي دور نائب وراحت تعد وتحصي من اغتالتهم يد الغدر والإجرام؟
أشار الأسمر إلى أنه يتم تداول فيديو مصور ينقل عني كلاما قلته في معرض المزاح، وقبل بدء التصوير أثناء مؤتمر صحافي، إلا أن بعض المغرضين قاموا بتسريبه عمدا.
وأكد أنه يكن لغبطة أبينا البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير جزيل الاحترام، كما للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ولجميع المقامات الروحية، وما قلته ليس سوى زلة لسان أملك الجرأة للاعتذار عنها وأضع اعتذاري هذا بتصرف البطريرك الراعي، رأس الكنيسة المارونية التي لي شرف الانتماء إليها.
لكننا نقول، لا مزاح في المقدسات يا بشارة، تحت الهواء أو فوقه، قبل بدء التصوير أو بعده، وما يقال بعيدا من "كادر" الكاميرا أكثر خطرا لأنه يعبر عن مكنون الذات بعيدا من رقابة!