مقالات وأراء

كذب "المغرِّدون" ولو صدقوا!

2019 أيار 17
مقالات وأراء المدى

#الثائر

اجتاحت بعض وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين موجة هستيرية من ردود الفعل على ما تعرضت له المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من عدوان، تؤكد نشوب حرب عالمية ثالثة، غرد مغردون، كتب مدونون، كثرت التحليلات والاستنتاجات وجميعها على موجة واحدة، عنوانها الحرب على إيران وقرب نهاية "نظام الملالي"، وطغى خطاب الكراهية وبالكاد سمعنا أصواتا رأى أصحابها أبعد من حدود الشحن المذهبي على خلفية الصراع السني – الشيعي، هذا الصراع الذي يعتبر أثمن هدية تقدم للولايات المتحدة الأميركية وإلى إسرائيل ذراعها العسكرية في المنطقة.

إلى الآن لم نرق إلى مستوى ما يتهددنا من أخطار أبعد من حدود ما زرع فينا من عصبيات وأحقاد، خصوصا وأن ثمة من يظن أن الله سخَّر الولايات المتحدة لتقاتل في سبيل "العروبة" كما تراها الأنظمة، وقد واكب "الثائر" الأحداث والتطورات الأخيرة، وأكد أن ليس ثمة حرب عسكرية، وأن الولايات المتحدة لن تغامر خوفا على مصالحها في المنطقة، وهي لا تلقي بالا لما غرد به المغردون، ففي السياسة تغلب المصالح، ولم تكن الولايات المتحدة يوما نصيرة للشعوب العربية، هي داعمة للأنظمة بما يخدم مصالحها ويبقي النفط وإمداداته بعيدا من أي استهداف.

قد يظن البعض أننا نتبنى وجهة نظر إيران، لكننا نقول أنّ على الدول العربية وطهران أن يعملا على تحصين السلم في المنطقة، وحل نزاعاتهما بعيدا من الحروب والمواجهات، لأنها لن تفضي إلا لمزيد من الخسائر، وسيكون الجميع خاسرين، ونعلم أن مثل هذا الأمر بات اليوم من سابع المستحيلات، لكننا نتحدث عن توجه عام، كي لا نحسب كمنصة إعلامية على فريق، فيما نحن نتقصد تحصين المنطقة العربية في مواجهة الاستهدافات الإسرائيلية والأميركية.

ولمن راهن على نشوب حرب أميركية ضد طهران، نقول أن ما استشرفناه منذ اللحظة الأولى تحقق من خلال السير نحو التهدئة بعد الخطاب الإنفعالي والتصعيدي في مواقف المسؤولين الأميركيين، وقد كشفت معلومات رسمية صادرة عن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، عن اتصال أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السويسري الذي تتولى حكومته رعاية المصالح الأميركية في إيران عبر سفارتها في طهران، والاتصال محوره التهدئة مع إيران وإيصال رسالة رسمية بهذا المضمون، الذي نقلته الصحف الأميركية على لسان ترامب تحت عنوان لا نريد حرباً مع إيران في إطار كشفها لمضمون المحادثات التي أجراها ترامب مع قيادات عسكرية في وزارة الدفاع الأميركية.

وسط كل ذلك، جاء موقف طهران واضحا بألا حوار مع واشنطن، وهذا ما أكده وزير الخارجية محمد جواد ظريف، فيما اعتبر قائد الحرس الثوري حسين سلامي أن الحرس جاهز لتلقين العدو الأميركي الصهيوني درساً تاريخياً لن ينساه، وهذا خيط اللعبة المحكومة بالمصالح ويبدي الجميع حرصا على ألا ينقطع.

السياسة ليست ضربا من التنجيم، أو تخيلات لا تصرف في مدى الواقع واللحظة السياسيين، هي قراءة واستقراء لهذا الواقع، والسياسة هي بحث بين سطور المواقف، غير أن بعض المغردين والمدونين يؤثرون التبصير والتنجيم، ومن هنا نقول: "كذب المغردون ولو صدقوا"!

اخترنا لكم
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
أبي المنى يدعو إلى شراكة روحية - وطنية تصون الوطن وتحمي مرتكزاته
المزيد
قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج
المزيد
الرئيس عون أمام الوفد الايراني: لبنان تعب من حروب الآخرين
المزيد
اخر الاخبار
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
الجزائر.. وفاة 3 عسكريين في عين تموشنت
المزيد
رئيس الجمهورية يستقبل سفيرة لبنان في قبرص.. ويزور السعودية الأحد
المزيد
أوفتشاروف: دعم أوكرانيا استثمار في الأمن العالمي!
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
طلال المرعبي: نرى السجالات تصدع الصف الوطني ولبنان يمر بمرحلة حرجة
المزيد
العملية الانتخابية في القارة الاميركية انطلقت في الثالثة من بعد الظهر
المزيد
"فقاعة الصحراء" تنفجر في أوروبا مخلفة موجة حر "غير مسبوقة"
المزيد
قائد الجيش استقبل حبشي وسفير لبنان في كوريا الجنوبية ووفد منظمة الشفافية الدولية
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
غانم: المحميات الطبيعية ضمانة بيئية واستثمار في المستقبل
ألنبيذ اللبناني بات ينافس في الاسواق الاميركية والاوروبية لويس لحود: انتاجنا ١٢ مليون قنينة وطموحنا ٥٠ مليون قنينة
فيديو.. هكذا تحطم صاروخ "ستارشيب" وتساقط حطامه
كابي فرج رئيساً لنقابة مزارعي البطاطا في البقاع
ماذا عن التقرير الاولي لتحديد الاضرار والحاجات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي؟
بدانة البشر والكلاب.. دراسة مثيرة تكشف عاملا مشتركا