#الثائر
في موضوع زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى لبنان، وتحديدا ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية والبرية مع إسرائيل، لا بد من كلام صريح وإن لم يرضِ كثيرين، يبدأ من مقولة أن ما يحمي حدود لبنان وحقه في ثرواته الطبيعية وتأمين مصالحه هو أولا وأخيرا قوته، ولهذه القوة أشكال مختلفة، أهمها وحدة الموقف تحصينا لساحته الداخلية، ثانيها دعم الجيش اللبناني، وثالثها المقاومة بكافة أشكالها عسكرية وثقافية، وهذا ما قصدنا بأن ثمة ما لا يرضي البعض، خصوصا وأن هناك من لديه حساسية مفرطة تجاه المقاومة، وبغض النظر عن تفاصيل وحيثيات هذه القضية، يمكن القول أنَّ لبنان لم يعش استقرارا كالذي ينعم به منذ عدوان تموز (يوليو) 2006.
لن ننساق إلى خطاب وشعارات شعبوية مثل ثلاثية: جيش، شعب، مقاومة، فالمسألة أبعد من أي توصيف يمكن أن يتبناه فريق سياسي رفضا أو قبولا، وليس هكذا تساق الأمور، فثمة مَواطن قوة لا يمكن التفريط بها، ومن هنا، نجد أن لبنان الرسمي كان على قدر المسؤولية، وسلم ساترفيلد طرحا لبنانيا موحدا لترسيم الحدود البحرية والبرية إسرائيل، وفي ما توافر لـ "الثائر" من معلومات، فإن الاميركيين وافقوا على الطرح اللبناني، لجهة عقد اجتماعات غير مباشرة في مقر للأمم المتحدة وبإشرافها، فضلا عن أن الاميركيين سيحضرون فيها كوسيط، أما المكلف التفاوض عن لبنان فالجيش اللبناني.
لولا منعة لبنان وقوته لما كان في مقدوره أن يتبنى هذا الطرح، لبنان الضعيف أوهى من أن يفرض شروطا، ولبنان اليوم غير لبنان ما قبل 2006، ولمن يريد أن يحلل ويستنتج نقول أن عوامل القوة الثلاثة اجتمعت، وقال رئيس الجمهورية كلمته واضحة كحد السيف بأن لبنان متمسك بسيادته براً وبحراً وجواً وان ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية يعزز الاستقرار على طول الحدود، انطلاقاً من قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، داعياً الولايات المتحدة الاميركية إلى المساهمة في تحقيق هذا الهدف، لا سيما لجهة احترام حدود لبنان البرية والبحرية، وحقه في التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة".
نخلص إلى أن التطورات هذه في موضوع حدود لبنان مع إسرائيل قدمت دليلا قاطعا على أن ثبات الموقف ووحدة الكلمة هنا السبيل لرسم معادلات تحمي لبنان وتذود عن ثرواته وتصون مقدراته وتحفظ أمنه وسلمه واستقراره.