#الثائر
عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعا بعد ظهر اليوم، في "بيت الوسط"، برئاسة النائبة بهية الحريري، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب هنري شديد أشارت فيه الكتلة الى أنها "استهلت اجتماعها بالوقوف دقيقة صمت تحية لروح الراحل الكبير البطريرك مار نصر الله بطرس صفير "، متوجهة ب"أحر التعازي من اللبنانيين عموما والبطريركية المارونية خصوصا"، داعية الى "أوسع مشاركة وطنية في وداع فقيد الوطن يوم الخميس المقبل".
وأشارت الى أن "البطريرك صفير قد اختزل في سيرته الذاتية مائة عام من عمر لبنان، وفقدنا برحيله قامة روحية ووطنية لبنانية نذرت حياتها للدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم وكراماتهم، لتصبح على مر العقود عنوانا للضمير الوطني ولسان حال كل اللبنانيين من كل الطوائف والملل والمناطق. وبرحيله تنطوي صفحة مجيدة من تاريخ لبنان، وتغيب شخصية استثنائية اعطيت مجد هذا الوطن الحبيب عن جدارة واستحقاق، فكانت صوته المدوي في الملمات والايام الصعاب، وعقله النير الذي انار دروبنا بمصابيح السلام والحرية والعيش المشترك".
ولفت البيان الى أن الكتلة "تابعت مجريات الجلسات المخصصة لمناقشة البيان الوزاري، وعبرت عن ارتياحها لما بلغته من تقدم حتى الان، وللاجواء السياسية التي تحيطها والتي تعكس اجمالا روح التوافق المطلوب لانجاز موازنة ترقى لمستوى التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تواجه البلاد، والتي يحرص الرئيس سعد الحريري على تحقيقها ضمن أولويات المصلحة الوطنية".
وأكدت الكتلة أن "عناوين النقاش حول الملفات الاقتصادية والمالية والادارية، تذكرنا بالجهود التي بذلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين أراد التصدي لمشكلاتها أواخر التسعينات والتي لخصها في الكتيب الذي أصدره تحت عنوان "الحكم والمسؤولية"، وفيه قراءة معمقة لارقام الانفاق في الدولة ومكامن الهدر المشكو من تراكمها منذ عشرين عاما، والتي لو سهل له معالجتها لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم. لقد حمل الرئيس الحريري، رحمه الله، رؤيته لمعالجة الازمة المالية والاقتصادية الى مؤتمر باريس، وفي جعبته سلة من الاصلاحات الادارية والاقتصادية، ونجح في ترجمة الرؤية بالحصول على الدعم العربي والدولي، الذي ذهب ادراج الرياح جراء المناكفات والعراقيل السياسية المحلية، وضحية الهروب المتواصل من الإصلاحات ومن معالجة التضخم المتنامي في القطاع العام وتعطيل مشاريع الاصلاح الاداري".
وأبدت خشيتها "في الظرف الراهن، من ان تتكرر تجارب الهروب من الاصلاحات التي تعهدت بها الحكومة اللبنانية امام مؤتمر سيدر، وان تتقدم المزايدات على المصلحة الوطنية وعلى المصالح الشعبية الحقيقية لكافة القطاعات والفئات".
وإذ شددت على "اهمية الحوار الجاري على طاولة مجلس الوزراء"، دعت الى "مقاربة ارقام الموازنة من منطلق المصلحة الوطنية وحماية الاقتصاد الوطني من منزلقات البحث عن مكاسب سياسية آنية، والرهان يبقى في هذا السبيل على وعي كافة الشركاء في الوطن بحجم التحديات والوسائل المطلوبة للتصدي لها".
وتوقفت الكتلة عند "عملية التخريب التي استهدفت اربع سفن قبالة المياه الاقليمية لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة والقصف الذي طال منشآت نفطية قرب الرياض"، ورأت فيها "اجراء خطيرا لا يهدد سلامة وسيادة دول في الخليج العربي فحسب، بل هو يهدد ايضا الاستقرار الاقليمي من قبل جهات تمعن في مخالفة القانون الدولي".
ورأت أن "أية اساءة توجه الى المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي، هي اساءة مباشرة لمصالح لبنان واقتصاده وسياحته ولموارد رزق عشرات آلاف اللبنانيين العاملين في تلك الدول"، مشددة على أنه "آن الاوان لوقف الاستخفاف بتلك المصالح، والتنكر لأوجه المساعده والدعم التي قدمتها دول الخليج العربي للبنان وشعبه".