#الثائر
أكد النائب إدكار طرابلسي في بيان أن "سنة مرت على انتخاب مجلس النواب، وتتزامن الذكرى الأولى مع نقاشات حكومية في الاقتصاد والموازنة والأوضاع المالية. طبعا، الأوضاع خانقة وتترك أثرها على مجتمعاتنا وبيوتنا وناسنا. وإن كان لبنان ليس منفردا في أزمته، إذ تعاني بلدان عدة من التعثر الاقتصادي، إلا أن ما يعنينا هو إخراج بلادنا من هذه الضائقة".
وقال: "لمعالجة أي أزمة لا بد من تشخيص مسبباتها. صحيح أننا لا نرغب في إثارة النعرات السياسية والطائفية، إلا أنه من المفيد أن نتذكر التالي: إن نظامنا السياسي الاقتصادي يجمع بين الاقتصاد الحر ودولة الرعاية. وبعض أرباب السياسة الذين استلموا الحكم بعد الطائف، استغلوا مناصبهم والنظام الاقتصادي من أجل مصالحهم الخاصة إلى أبعد حدود من دون أن يبنوا اقتصادا مجديا. وبدلا من أن يدعموا الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها من القطاعات المنتجة، أوقعوا البلاد في فوضى وديون وفساد لم تعرفها من قبل".
وتابع: "من جهة أخرى، أخفق هؤلاء بتعزيز مؤسسات دولة الرفاه والرعاية ومنها الضمان الاجتماعي والطبابة والتعليم الرسمي، مفضلين تعزيز الزبائنية السياسية (توظيف عشوائي في القطاع العام وتلزيمات سخية غير مبررة) وذلك لإسكات جمهورهم والمحسوبين عليهم ولإحكام قبضتهم على البلاد. وبالتالي، لم يوفق سياسيو وحكام معظم المرحلة السابقة في تحقيق المصلحة اللبنانية العليا ولا حققوا الرعاية للمواطنين".
أضاف: "نحن لم نصل إلى ما وصلنا إليه بالصدفة، ولا بسبب عدم المعرفة، وليس بمؤامرة خارجية، كما نشيع دوما لرفع المسؤولية عن المتورطين وعن استفاداتنا الآنية والمتنوعة من فسادهم، إذ إن معاناتنا اليوم سببها فاسدون، من سياسيين وإداريين، اعتبروا أن فرصتهم مؤاتية للاستفادة الشخصية من الأموال والمرافق العامة، في الوقت الضائع قبل الخروج السوري وقبل عودة الدولة التي سبق وانقضوا عليها في العام 1990. وباختصار، شعبنا تآمر عليه انتهازيون محليون في زمني الحرب والسلم، وها هو منهوب ومنكوب ومضروب. ماذا عسانا نفعل الآن؟".
وقال: "أراني أعدد الاقتراحات التالية على ضوء الصراخ الذي يملأ فضاءنا، فبإمكاننا مواجهة أوضاعنا المزرية بطرق متنوعة منها: أن ننعى (أو نلعن) حظنا فنوقع ناسنا، وبخاصة أصحاب الطاقات والمبادرات والأجيال الشابة، ببالوعة اليأس فيهاجرون ويحجم المقتدرون منهم عن الاستثمار. نرفع أصواتنا بالصراخ والشتائم ونساوي بين الأوادم والفاسدين وننضم إلى حفلة الهستيريا الجماعية القائمة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فلا نعمل شيئا مفيدا. نثور ونشرع أبوابنا للعبثية ولمهندسي الفتن فيضربنا خراب مماثل لما يحدث في دول المحيط. نقوم ونبني ونتحمل المسؤولية كل واحد على مقدار ما أعطي، على الرغم من كل الصعوبات الاقتصادية الخانقة إلى أن نخرج من النفق ويتحقق الأفضل. نعزز القضاء المستقل ونمارس المحاسبة ونستمر في الإصلاح في الإدارة غير آبيهن بتهديدات المتضررين والمتآمرين البغيضة".
وختم: "ليس من المستحيل، لمن أراد الحياة الفضلى، أن يحققها، وشعبنا قادر ويستحق، وربان السفينة يتحلى بالحكمة والرؤيا والشجاعة. ويبقى أن يقتنع أهل السياسة والإدارة العامة، على رتبهم، أنهم في مناصبهم من أجل خدمة الإنسان اللبناني، وأن يتحلى المواطنون بروح الصمود والمقاومة، والانضباط والتضامن لإخراج البلد من أزمته".