#الثائر
ترأس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأورثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس الأحد في كنيسة الصليب في رحبة، عاونه فيه متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأورثوذكس باسيليوس منصور ولفيف من الكهنة.
حضر القداس النائب أسعد درغام ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، النائب هادي حبيش ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، السفير الروسي الكسندر زاسبكين، سفير اليونان فرانسيسكوس فاروس، سفيرة قبرص كريستينا رافتي، اللواء ميلاد اسحق ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العميد إدمون غصن ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، محافظ عكار عماد اللبكي وفاعليات وحشد من أبناء البلدة.
رزق
وبعد الصلاة ألقى كاهن الرعية الأب يوحنا رزق كلمة قال فيها: "سيدي القديس، يا نسر أنطاكية المحلق فوق جبال لبنان، حاملا نسيم الشام، وصليب المتعبين في شرقنا العظيم، رحبة اليوم تتهلل، لأنكم ابناء هذه الارض، منكم نتعلم كيف تكون الشهادة للمسيح، واننا لسنا ضيوفا، في هذا الشرق بل أصيلون ومتأصلون".
أضاف: "رحبة بكل أهلها صغارا وكبارا، جميعهم يصرخون نحوكم، بقلب واحد، يا حبيب الرب، سنبقى امناء وشهداء، على تعاليم كنيستنا، وخميرة هذا الشرق، ومنذ سنوات لا يقام قداس، الا ونرفع الصلوات، من اجل فك اسر المطرانين المخطوفين، وسائر المخطوفين، واليوم نجدد الدعاء من اجل اطلاق سراحهما".
ثم قدم ليازجي أيقونة الصليب المخلص وتاجا مذهبا ولمنصور عصا الرعاية.
بربر
وألقى رئيس بلدية رحبة فادي بربر كلمة شدد خلالها على أن "الزيارة تكتسب رونقها التاريخي من قيمتها المقدسة"، وقال: "فلنؤرخ لعهد تجديد المحبة، لمرحلة تكريس المصالحة، لرؤية خلق فرص الإنماء على كافة الصعد وفي كل المجالات".
وأضاف: "نرى في وجودكم اليوم بيننا يا صاحب الغبطة، وجودا وطنيا أخلاقيا إيمانيا مقاوما، فلقد قارعتم أشباح التطرف بحكمة، عضدتم على جرح القتل، والتشريد، والخطف، وما قضية مطراني حلب، وأحدهما أخوكم الشقيق، ونحن نعلم، أنها تجوز كسيف ألم في قلبكم، إلا نموذجا لمواجهة الشدائد، ومدرسة لنا جميعا، في طريقة إدارة الأزمات، في زمن الحرب راهنتم على غصن الزيتون، وقاومتم السيف، باحتضان الجريح، قاومتم الهدم بإيواء الفقير، قاومتم الترويع بتثبيت الناس".
وختم بربر: "لقد اختارتكم العناية الإلهية في الزمن الصعب، ففوق ويلات الحرب، جاءت أزمات الثقة بين الإخوة ولاح خطر الانقسام في العالم الأورثوذكسي، فكنتم صاحب الموقف الجريء والواضح، مع القلب المنفتح، والمحتضن في مكان، وكنتم جسرا للتواصل في كل مكان، فيكبر القلب فيكم، وفي دوركم المحوري، مقدمين دروسا وعبرا، في مواجهة التحديات، وإدارة الأزمات".
يازجي
كما ألقى يازجي كلمة استهلها بالقول: "نحن اليوم في الفصح المجيد، ومن الترانيم المميزة التي نرددها: هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل". وقال: "ندعو لصاحب السيادة المطران باسيليوس بالصحة، ويغمرنا اليوم فرح اللقاء مع بعضهم البعض، ورحبة هي من رحابة القلب".
وتحدث عن زيارة البطريرك مكاريوس ابن الزعيم الى رحبة، في سنة 1946، "ما يدل على اننا متجذرون في هذه البلدة وعلينا ان نبقى متمسكين بإرث آبائنا وأجدادنا، ومن يقرأ تاريخ عكار جيدا، يقرأ عن صلابة إيمان أبناء عكار".
وقال: "إن رحبة قدمت الكثير من الشهداء من اجل لبنان، وصلاتي اليوم هي لكم، ودعائي للآباء الذين يخدمون في هذه الرعية المباركة، واستطيع ان اقول ان رحبة تستصرخ، مع توما الرسول "ربي والهي" انت ملك حياتنا، ونحن متمسكون بهذا الايمان، ونريد ان ننقله للاجيال، وبوجود المطران باسيليوس، الراعي الامين، لا خوف لانه ساهر على خرافه ليلا ونهارا".
بعد ذلك أزاح يازجي الستارة عن اللوحة التذكارية لكنيسة الصليب المقدس الأرثوذكسية في رحبة، كما وضع إكليل زهر على نصب شهداء الجيش في ساحة البلدة.