#الثائر
كل الآفاق مسدودة حتى هذي اللحظة، أو نحن في نفق طويل بالكاد نلمح بقعة ضوء في آخره، والأدهى أننا ما عدنا نعرف أين نحن من كل "التطورات المعيشية"، وإلى أين تسير بنا قاطرة الدولة فيما الدروب حتى اللحظة مقفلة، وأبواب الحلول موصدة على موازنة استهلكت أعصابنا قبل أن تمتد إلى جيوبنا، وما كاد ينقصنا إلا الجراد لـ "يكتمل النقل بالزعرور"، لكن يبدو أن الجراد تعاطف معنا أكثر من سلطة ضائعة في مهب الأرقام، فـ "قرر" ألا يزورنا بحسب "مصلحة البحوث العلمية الزراعية" في تل عمارة (البقاع).
وفي هذا السياق، ثمة ضرائب جديدة يبدو أنها في حكم الإقرار، ولو بصيغ تخفيفية، وإذا ما توقفنا عند بعض التسريبات من مصادرها، وليس من مصادر مطلعة (ندينهم بألسنتهم)، فقد بات في شبه المؤكد أن ثمة ضرائب مخفية، أي أنه لن يكون ثمة تطاول مباشر على جيوبنا، وهذا ما يهندسه المولوجون هندسة وإنجاز موازنة التقشف الوطني، والحمدلله، دون مساعدة خارجية، ولا وساطة إقليمية أو دولية، وحيال ذلك بات الشارع في لبنان على درجة كبيرة من الغليان، وثمة دعوات من قطاعات جديدة للإضراب والاعتصام.
وكان لافتا للانتباه أمس أن موظفي المصرف المركزي أعلنوا الإضراب المفتوح اعتبارا من يوم غد الإثنين، بينما كان قد سبقهم أساتذة الجامعة في اعتصامهم المستمر، فضلا عن مستخدمي الضمان وقد قرروا التظاهر بدءا من غد الإثنين أيضا أمام المركز الرئيسي في المزرعة، وبالتوازي، أعلن عمال المرفأ أنهم مستمرون في الإضراب، فيما بدأت تعلو الأصوات الملوحة بالتصعيد، بحيث علت أصوات موظفي المؤسسات العامة والمصالح، أما المتقاعدون العسكريون، وكانوا أول من بادر إلى رفع الصوت فما زالوا في حال غليان، أما بالنسبة إلى القضاة فمنهم مع الإعتكاف حتى الأربعاء ومنهم ضد الإعتكاف، لكنهم في الحالين ضد ما تنويه السلطة السياسية من إجراءات تستهدف السلطة القضائية.
وبالاستناد إلى كل هذه المعطيات وما بدأ يظهر من مؤشرات، فمن المتوقع أن تكون بداية الأسبوع حافلة بتحركات واعتصامات، خصوصا وأن لا شيء يطمئن المواطنين المغلوب على أمرهم والمهددين بلقمة عيشهم، وإذا كانت "مسلة الموازنة نعرت الحكومة"، فذلك وحده كفيل بتسعير المواقف، ولا نعلم إلى الآن كيف ستتصرف السلطة إزاء كل هذه "التطورات المعيشية"؟!