#الثائر
أقامت "غرفة طرابلس والشمال" حفلا في مناسبة عيد العمل والعمال، وتحدث في المناسبة رئيس الغرفة توفيق دبوسي الذي اعتبر أن "الكل يلقي المسؤولية على الآخر، وقلة هم الذين يتحملون المسؤولية القيادية بجدارة ليس في بلدنا ومحيطنا وحسب، وإنما أيضا على المستوى الكون، والغالبية تكون على الهامش، وثمة من يختار بإرادته أن يكون هامشيا في مسيرة الحياة، ويشكو من عدم توفر الفرص أمامه، إلا أن الفرص المرجوة لا يمكن ايجادها إلا بإرادة السعي اليها بجدية وصلابة ومتابعة حثيثة لتأكيد الذات".
وتابع: "المهم أن يتحمل الإنسان المسؤولية، من مواقعه المختلفة، وأن يعمل على إستثمار نقاط القوة لديه سواء على نطاق حياته الشخصية، أو محيطه العائلي أو بيئته المهنية. ومن هنا ينبثق السؤال المركزي لدينا لماذا باتت تشكل غرفة طرابلس والشمال محورا أساسيا في مجتمعنا اللبناني والعربي والدولي، ويأتي الجواب سريعا لأن المشاريع والأفكار والرؤى المستقبلية التي تمتلكها، هي محط إعجاب وإهتمام وتقدير ومتابعة على مختلف المستويات الوطنية والعربية والدولية".
وأضاف: "ولكن على رغم ذلك ارتفعت أصوات كثيرة يحيطها الإحباط وبخاصة حينما أطلقنا مبادرة نحو طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية، متسائلة كيف يمكننا أن نجعل من مدينتنا عاصمة إقتصادية وهي تعاني ما تعانيه من إنحدار شديد في أوضاعها وتواجه الكثير من المعوقات... إلا أننا وبدافع من حسنا العالي بمسؤوليتنا الكبرى، إستندنا فيها إلى دراسة تضمنت مقاربة واقعية وعلمية لمواطن القوة ومصادر الغنى التي تكتنزها طرابلس، سواء أكان ذلك من ناحية تاريخها الحضاري أو موقعها الجغرافي الإستراتيجي، إضافة الى قراءة منهجية للتحولات الكبرى التي يشهدها العالم المعاصر على أكثر من صعيد وفي كل المجالات ومختلف المستويات إنسانيا وإجتماعيا وإقتصاديا وإستثماريا".
وأضاف:" من هنا وفي هذا السياق إنبثق مشروعنا الإستثماري الوطني الذي يرمي الى إطلاق أوسع ورشة توسعة تطاول المرافق الإقتصادية العامة من مرفأ طرابلس والمنطقة الإقتصادية الخاصة ومطار الرئيس رينيه معوض في القليعات في عكار على طول واجهة بحرية من ميناء طرابلس الى منطقة القليعات".
وأردفا: "نستند في مشروع التوسعة على دراسات جدوى علمية متخصصة ومخطط توجيهي أولي إفتراضي، يشير الى إحتضان الواجهة البحرية لمشاريع متعددة الإختصاصات من غاز ونفط وبتروكيميائيات ومنطقة صناعية وحوض جاف لإصلاح السفن ومراكز لتقنية المعلومات، إضافة الى مشاريع سياحية متنوعة تجعل هذا المشروع بمجموعه مدينة إقتصادية متكاملة".
وشدد على أن "اختيار تسمية طرابلس الكبرى التي تمتد من البترون الى أقصى الحدود الشمالية في عكار هو للدلالة على التمسك بالشراكة الوطنية وتعميم منافع المشاريع الاستثمارية الكبرى على كل المكونات الوطنية من أطياف ومناطق، وأن مشروع التوسعة يوفر كل متطلبات المستثمرين سواء أكانوا لبنانيين أم عرب أم دوليين ويظهر طرابلس رافعة للاقتصاد الوطني ومنصة لإعادة إعمار وبناء بلدان الجوار العربي".
وأكد دبوسي أن "غرفة طرابلس والشمال تنسجم في خياراتها الإنمائية والإقتصادية والإستثمارية كليا مع توجهات الثورة الصناعية الرابعة، حيث إعتمدت في مقرها مركزا لإقتصاد المعرفة وللتطوير الصناعي وابحاث الغذاء ادراك ومبنى للتنمية المستدامة إلتزاما بمبادىء التنمية المستدامة التي أطلقتها هيئة الامم المتحدة وتضعها في قلب الإقتصاد المعاصر".
وسأل: "هل يتم تحقيق مشاريعنا وتطلعاتنا ونشهد ولادتها في أقرب وقت ممكن؟"، وأجاب: "إنها قابلة للتحقيق بالسرعة المطلوبة لدى أصحاب الإرادات الطيبة، ونحن نشهد إهتمامات غير مسبوقة وتسابقا من أصحاب الإختصاص وبخاصة الهندسي والإعماري منه، سواء أكان ذلك من دار الهندسة أو خطيب وعلمي أو رؤساء وأعضاء بعثات ديبلوماسية أو وفود إقتصادية أو كبار المسؤوليين من مختلف مواقعهم وإتجاهاتهم".
وختم: "من هنا ومن هذه المناسبة بالذات، تنبع مسؤلياتنا التريخية الكبرى في عمل حضاري منتج ومميز نبني فيه مجتمعا نكون فيه شركاء حقيقيين أرباب عمل وعمالا وقوى منتجة، ويشكل حافزا للقيام بدور مسؤول يهدف الى الثورة على الذات والعمل على النهوض بالمجتمع وتطويره من أجل أن يكون وطننا الحبيب لبنان مضيئا من طرابلس الكبرى".