#الثائر
– محرر قسم الشؤون المحلية
فيما يأخذنا القنوط غالبا إلى وهاد الخيبة ونحن نقلِّبُ في صفحات أيامنا، ما مضى منها وما هو آت في حدود ما نبني من تصورات وسط هذا السيل الكبير من أزمات، وفيما نكون محكومين برؤى سوداء قاتمة في ظل تعثر الدولة، تطالعنا بعض المواقف والآراء والأفكار، لتعيد إلينا بعضا من أمنيات هاربة، ولنتأكد أنه وسط الظلمة الرابضة عند تخوم أوجاعنا، يبقى ثمة ما نبني عليه ولأجله هذه الأمنيات، وهذا ما يتبدى دائما في كل ما يطرح رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، وهذا ليس بحاجة لشفاعة الإطراء، فما هو واضح يكون راسخا كعين الحقيقة، ولو كره الكارهون.
لا يأخذنا النائب إبراهيم كنعان إلى مقولات وأفكار مخادعة، وإنما يدلنا إلى مَواطِنِ الجراح والعطب في "جسد" الدولة، ولا يُزيِّن الواقع بسيل من التمنيات، وإنما بما يمكن مواجهته إن أردنا المواجهة، وقد اعتبر كنعان قبل نحو يومين أن "مواجهةَ التحدياتِ تكون ُ بالعمل"، وأن وما نعيشُه اليوم على المستوياتِ الاجتماعية والاقتصادية والمالية، يواجَهُ ببذل مزيدٍ من الجهود، للحفاظِ على خيطِ الأمل، والخروج من النفقِ المظلمِ وفق رؤيةٍ واضحة تُختصرُ بخطواتٍ أبرزها في الموازنةَ التي بدأت دراستُها اليوم على طاولة مجلس الوزراء، بعد اقرارِ خطةِ الكهرباء، والتي يجب أن تُقاربَ بخلفيةِ السلّةِ المتكاملةِ للإصلاحِ البنيوي الذي يطالُ مكامنَ الهدرِ الفعلي، فتضعُ سقفاً للاستدانة، وتخفِّضُ الاحتياط، وتقلِّصُ اعتماداتِ الجمعيات، وتعالجُ خدمةَ الدينِ بتخفيضِ الفوائد. وهذه الاصلاحاتُ كفيلةٌ بحالِ اعتمادِها، بسدِ عجزِ الدولة خلالَ سنواتٍ قليلة".
وفي مَا طرح كنعان، يبدو وكأنه وضع "خارطة طريق" للخروج من نفق الأزمات المستحكمة والعصية على الحل في مدى ما نشهد من تطورات، لا سيما وأن نظرته إلى الأمور تتسم برؤى موضوعية متلازمة دائما مع استشراف الحلول بعيدا من صخب المواقف ومعظمها لا يعدو كونه نثارا وغبارا لا يُعول عليه.
ولا نستغرب أن يؤكد النائب "البرتقالي" على أن الجميع على محكِ ترجمةِ الأقوالِ الى أفعالٍ، من خلالِ المصادقةِ على هذه الإصلاحات في المجلس النيابي، الى جانبِ الحسابات المالية السليمة المنتظرة لتدقيقِها عن السنوات الماضية، فتعود مالية الدولةِ الى كنفِ الدستورِ وقانونِ المحاسبة العمومية".
ولأن خير الكلام ما قل ودل، نقول، إن في مواقف النائب المتني الأخيرة، ما يمكن تسميته بـخارطة طريق "كنعانية" للإصلاح!