#الثائر
كتبت صحيفة الحياة تقول: أحيا الصليب الأحمر اللبناني ، الذكرى 34 لشهدائه تحت شعار "هي قصة ثقة"، في احتفال حاشد أقيم على مسرح مدرسة مار يوسف - قرنة شهوان، برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون ممثلا بوزير الدفاع الوطني الياس بو صعب .
شارك في الاحتفال رئيس الصليب الأحمر اللبناني أنطوان الزغبي والأعضاء من اللجنة التنفيذية والأمين العام جورج الكتاني إضافة إلى أعضاء من اللجنة المركزية، رؤساء وأعضاء من الفروع ومديري وأهالي الشهداء وعدد كبير من المسؤولين والمتطوعين من فرق الإسعاف والطوارىء ومن الناشئين والشباب في الجمعية ووفود من المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومن جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر العاملة في لبنان ورؤساء بلديات وعدد من ممثلي هيئات محلية واجتماعية وأصدقاء.
بعد النشيد الوطني ونشيد الصليب الأحمر والوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء وكلمة للمسعفة ماري نويل مسلم، ألقت رئيسة منطقة قرنة شهوان في فرق الإسعاف والطوارىء كريستينا الحاج كلمة اللجنة المنظمة، تحدثت فيها عن معنى شعار الذكرى وقالت: "هي قصة ثقة، ثقة من مجتمع داعم، ثقة بدأت مع أيام طغت عليها الحروب، ومع ذلك، لم يتردد المسعفون يوما عن تلبية النداء بحياد ودون أي تمييز، ثقة منحها المجتمع لشباب وشابات من مختلف الأعمار، إنما كبار ... كبار بالالتزام والاندفاع وحس المسؤولية ولهفة العطاء، كبار بمواقفهم في الظروف الصعبة والأزمات، كبار بحكمة قرارات تحد بين الحياة والموت. قصة ثقة تجعل كل مريض أو محتاج يستعين بالصليب الأحمر، قصة تحمل في صفحاتها الطمأنينة لكل إنسان بأن الصليب الأحمر دائم الجاهزية لتلبية أي نداء، قصة ثقة عنوانها كلمة شكر يقولها المريض في لحظة الوجع".
"مستمرون في تلبية نداء الإغاثة"
بعد ذلك كانت كلمة للزغبي، قال فيها: "ذكرى الشهادة الرابعة والثلاثين التي تجمعنا اليوم حملها الصليب الأحمر اللبناني طوال هذه السنين، قطاعاتنا كافة تعمل ليل نهار من أجل الإنسان في لبنان، كل إنسان من أجل تلبية نداء الإغاثة في كل مكان على أرض هذا الوطن المعذب، من أجل تثبيت منظومة الطوارىء على مساحة لبنان وتطوير خدماتها الإسعافية والإغاثية والتعليمية والاجتماعية والصحية. فنحن رسالة حب وتفاني وكرامة وأخلاق، نمد جسورا ونبلسم جراحا، نحفز الحوار والتلاقي لنحفظ الوطن".
وختم: "وعدنا اليوم إليكم أن نبقى ونستمر في خدمة تطوعية، أن تبقى رسالتنا حيادية، مستقلة، عالمية أن نستمر بالوحدة وعدم التحيز والإنسانية على طريق التضحية بلا حدود، أن نبقى ونستمر اندفاعا وعطاء من أجل المساعدة الكريمة والشريفة والشفافة، ونعاهدكم أيها الشهداء الأبطال أن اليوم آت للاعتراف بشهادكم، ومن أسمى وأنبل منكم، فأنتم شهداء الواجب، أنتم لم تكونوا يوما مقاتلين، ولا في البيت آمنين، كنتم للانسانية متطوعين، وشهدتم للواجب، ولم تكونوا مكلفين".
"12 ألف متطوع"
وكانت كلمة لبو صعب توجه في مستهلها بـ"تحية تقدير واحترام من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للصليب الأحمر ولكل القيمين على هذه الجمعية ولشهدائه وذويهم". واعتبر أن "شهداء الصليب الأحمر سقطوا وهم متطوعون في حين أن الشهداء ينتمون الى مؤسسات عسكرية ويستشهدون وهم يؤدون الواجب، وهذا شرف كبير لهم ونضيف على نبل شهادة شهداء الصليب الأحمر انهم استشهدوا وهم متطوعون لخدمة الآخرين".
وشدد على "أهمية ثقة الناس بالمؤسسات سواء كانت عسكرية أو جمعية الصليب الأحمر وغيرها، فتحترم وتنحني للزي الذي يرتديه المنتمي الى هذه المؤسسات"، متمنيا ان يسمح له الوقت بأن يتطوع ولو ليوم واحد في الشهر في مركز للصليب الاحمر للقيام بهذا الواجب الإنساني الذي راوده منذ زمن".
وتطرق بوصعب الى "عدد الخدمات التي قدمها مسعفو ومراكز الصليب الأحمر اللبناني العام 2018 وعددها مليون و90 الف خدمة وأكثر من 277 الف مهمة إسعاف"، مشيرا الى ان "المتطوعات في الصليب الأحمر 65 في المئة"، لافتا الى انه لاحظ ارتفاع نسبة الاناث الى 75 في المئة في وزارة التربية عند توليه لها في حين ان في مؤسسات أخرى يطغى فيها عدد الشباب".
وأشار الى أن في الصليب الأحمر حوالى "12 ألف متطوع في 46 مركز إضافة الى 3500 مسعف ومسعفة"، سائلا "لو كانت الدولة ستقوم بالمهمات التي يقدمها الصليب الأحمر للمجتمع اللبناني "كم كان سيكلفها ذلك من أعباء وموازنة، ولا أعلم اذا كانت الدولة ستنجح بذلك كما نجح الصليب الأحمر وحصل على الثقة من الجميع؟ لذلك نحن ننحني أمام زي الصليب الأحمر".
وذكر بمؤازرة الصليب الأحمر للجيش اللبناني في أثناء الحرب، مؤكدا أن "متطوعي الصليب الأحمر هم جزء لا يتجزأ من المهمة الوطنية الكبرى النبيلة المناط بها الجيش لحماية الوطن"، واعدا بأنه سيتقدم بـ"اقتراح قانون للاعتراف بشهداء الصليب الأحمر كشهداء الواجب اسوة بشهداء الجيش اللبناني".
وتخللت الاحتفال عروض مؤثرة من وحي المناسبة من أداء الممثل عمار شلق، وكان عرض أفلام وعزف موسيقى وأناشيد، وفي الختام وزع رمز الذكرى على أهالي الشهداء.