#الثائر
لبى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي دعوة رجل الأعمال طارق النابلسي إلى حفل غداء في مزرعته في زيتون ابي سمراء، في حضور شخصيات طرابلسية وشمالية.
بعد الغداء وجولة في المزرعة للإطلاع على الخيول الأصيلة، قال كرامي: "يسعدني ويشرفني ان أكون معكم في آخر اسبوع قبل رمضان، ومن العادات الطرابلسية التي نحرص على الحفاظ عليها هي أمرين، الامر الاول هو التواصل بين الاهل والأصدقاء والأحباب، ونحن نعتبر أنفسنا في طرابلس عائلة واحدة، تربطنا قضية واحدة وعلاقات اجتماعية واحدة ومشاكل وهموم واحدة، والأمر الآخر من ضمن العادات التي نحب الحفاظ عليها هي سيران رمضان، وأشكر الأخ طارق النابلسي ابو زهير على هذه الدعوة الكريمة التي اتاحت لنا فرصة اللقاء بأخوة لنا، مر وقت علينا ولم نلتق بهم، ولكن هم من الأعمدة الأساسية التي تتكل طرابلس عليها، وهم من الناس الرجال الحقيقيين، الذين لم يتغيروا ولم يتبدلوا وحافظوا دائما على مبادئهم ومعنويات هذه المدينة وكرامتها، لذلك يسعدني دوما ان اكون معكم بهكذا لقاءات، ولا اريد ان أتكلم كثيرا عن علاقتنا كآل كرامي بآل نابلسي، ولكن لا يمكننا الا ان نذكر حادثة تمثال عبد الحميد كرامي ، الذي حاول البعض تطويق ال كرامي والتخلص من التمثال ظنا منهم انهم هكذا يمكنهم تغيير وجه البلد، وقد تم نسف التمثال وخلال دقائق قام رجال من البلد وعلى رأسهم ال النابلسي بحمل التمثال والمحافظة عليه في مزرعتهم لغاية انتقاله الى مكان آخر، حوالى 20 سنة، وهذا إن دل على شيء أنما يدل على الأصالة التي تتمتعون بها، ونتذكر الرئيس عمر كرامي الذي تم تعيينه رئيسا للحكومة العام 1992 فجاء من يقول له لإعادة التمثال إلى مكانه، فقال: ليس عمر كرامي ابن عبد الحميد كرامي الذي يزيل اسم الجلالة ليضع تمثال والده. الدولة وضعت تمثال عبد الحميد كرامي في وسط الساحة، وهذا الامر في وجدان الدولة اللبنانية وكل الأجيال، فهو رجل من رجالات الاستقلال وقد حافظ على كرامة طرابلس وبقيت طرابلس مرفوعة الرأس مع عبد الحميد كرامي، فهو موجود في القلوب والوجدان".
الرواتب
وتطرق إلى الوضع الاقتصادي، فقال: "جميعنا نعاني من وضع اقتصادي سيء، ونسمع كلام السلطة، وحاكم مصرف لبنان يقول نحن متفائلون، ونحن من جهتنا نتفهم كلامه، فمن الطبيعي ان يقول ذلك لأنه لو قال غير ذلك لقامت الدنيا. لكن نحن النواب الذين نعيش مع اهلنا ونحتك بهم يوميا نعرف تماما اننا نمر بأزمة اقتصادية جدية، فكل الناس لديها مشاكل اقتصادية، كل شخص منا لديه أزمته المادية الخاصة، ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع. الموازنة التي تطرحها الدولة لا تحتاج إلى ذكاء كبير، فبنودها معروفة، ونحن لسنا اليابان ولا الصين ولا حتى دولة من العالم الثاني، نحن بلد واقع في عجز الدين وعجز الكهرباء، ويبقى 19 في المئة لكل الإنفاق في الدولة، ووصلنا إلى مرحلة خراب البلد، مرحلة الفساد والهدر وسياسة المدينونية التي حذرنا منها كثيرا، وحين قلنا ذلك قامت علينا بعض الإذاعات المحلية والصحافة والاقتصاديين واتهمنا بالتهويل بالخراب. اليوم وصلنا إلى وضع هو أسوأ ما يكون، الدولة تريد موازنة، وقررت ان لا تقترب من المصارف، بل من رواتب الناس، وهذه ليست شائعات، نحن في المطبخ السياسي، نعرف تماما ماذا نقول، وما الذي طرح على الافرقاء السياسيين المشاركين في الحكومة من استهداف للرواتب بنسبة 15 في المئة وزيادة القيمة المضافة بنسبة 15 في المئة والحسم من تقديمات الدولة، وطبعا جميعنا سمعنا باستهداف الجيش اللبناني والقوى الامنية التي بفضلها ما زال البلد على قيد الحياة".
اضاف: "هذا الوضع يؤدي الى انكماش اقتصادي حقيقي، فجميعنا نعرف ان الرواتب لا تكفي حتى اخر الشهر، ومعظم الناس سواء اكانوا متقاعدين او موظفين، يدفعون اقساطا للمصارف وغيرها، واليوم حين تقرر الدولة ان تخفض الرواتب وتزيد الضرائب، فان ذلك سيجمد السوق الاقتصادي، واكبر دليل انه حين توقفت قروض الإسكان، توقف قطاع البناء كله، وتأثرت اكثر من 70 مهنة لها علاقة بالبناء. هذا الكلام يحمي السلطة ويحمي السياسيين وكراسيهم، ولكنه يستهدف الناس التي لا ذنب لها. ان سرقتم ونهبتم وسمسرتم، وفعلتم شراكة مع الدولة لتربحوا مليارات الدولارات بهندسة سياسية بسيطة منذ ستة اشهر، ومنذ سنة او سنتين ربحتم مليارات الدولارات، إضافة الى المشاريع والصناديق التي لا تراقبونها، فما ذنب الناس تلاحقونها لتسلبوها حقوقها ومعاشاتها. هذا قمة الحرام. ونؤكد لكم ان الناس مستاءة. بالأمس شاهدت تقريرا على تلفزيون الجديد، وهو فعلا تقرير مرعب، يوضح كيف ان المحال التجارية في بيروت تقفل، اود ان أقول لمحطة الجديد ولكل المحطات التلفزيونية ومن خلالها لجميع السياسيين، وللحكومة، اتشاهدون ما يحصل في بيروت؟ نحذر من ان يحصل ذلك في طرابلس منذ العام 2011، لانهم حرموها من الإنماء، وقد حصلت على احصاء من غرفة الصناعة والتجارة في طرابلس، يدل على اننا إلى الآن ومنذ 2011 اقفل في طرابلس 200 متجر، والحبل على الجرار، والله يستر من ثورة اجتماعية. نقول هذا لأننا ملتصقون بالناس ويوميا نسمع المشاكل التي يعانون منها، وفوق ذلك يتجرأون على المس بالرواتب، هذا سيؤدي الى مشاكل اجتماعية صعبة، فتخفيض التقديمات الاجتماعية للموظفين هو دليل ان هناك مستشفيات ستقفل ومدارس ستقفل وبالتالي سيصبح الكثير من الناس عاطلين عن العمل.
الانتخابات الطرابلسية
وقال: "بالأمس حصلت انتخابات فرعية وكانت نسبة المشاركة 12 في المئة، ومنذ سنة حصلت انتخابات عامة وكانت النسبة 37 في المئة، هذا دليل استياء الناس، ورفضها لسياسة الضغط على طرابلس".
ولفت الى أمرين "الاول انني حين أجلس بينكم اشعر بعزة النفس وبالعنفوان، وبالكرامة التي تربينا عليها، وما نراه اليوم لا نعرفه وهو جديد علينا، حتى ايام احداث طرابلس لم ترض المدينة الا ان يكون رأسها مرفوعا وان تحافظ على كرامتها، ورحم الله الرئيس عمر كرامي الذي قال الكرامة اغلى من المال، ثم قال في آخر أيامه الكرامة اغلى من الحياة، أقول هذا لأن ما شاهدناه فعلا في هذه الانتخابات مسيء جدا لنا كطرابلسيين، سواء قبل الانتخابات او خلالها او بعدها، فعلا عزت علي كرامة طرابلس، حين يأتي احد من خارج المدينة ليخبرني كيف انتخب، ومن أنتخب ويعطيني تعليمات عن الساعة التي سأنتخب فيها، فليقفوا عند حدهم، نحن طرابلسيون، نحن شربنا من نهر ابو علي، الكرامة ان خلقت في مكان فهو طرابلس".
وتابع: "صور الاعلام طرابلس مدينة قابلة للبيع والشراء، بعشرة دولارات يشترون الصوت، وبجرة غاز وبحصة من اللحم، الفقر هو الذي اوصل الطرابلسيون الى ما هم عليه، ولكن هذا لا يعني ان الطرابلسيين موافقون، لأنهم يعرفون من أوصلهم الى هذا ومن أفقرهم، طرابلس حرمت وتوقفت مشاريعها عنوة وعمدا، لكي نصل الى ما نحن عليه. نحن لا نرضى ولن نكف عن المطالبة، وكرامتنا غير قابلة للمساومة، والأكثر من ذلك يأتي ألينا شخص من خارج المدينة يسمى الامين العام، ولا ندري ما وظيفته ليخبرنا ان من لم ينتخب فلانة ليس رجلا، والسؤال هل هو يقوم بفحص هرمون الرجولة لأهل طرابلس، حسنا 94 في المئة من اهل طرابلس المدينة لم ينتخبوها، فماذا سيقول عنهم اليوم، فليردوا. طرابلس اليوم قالت كلمتها وقاطعت ولم تنتخب مرشحتهم. نعم مارسوا الترغيب والترهيب في الانتخابات، وكل الأجهزة الامنية تدخلت، والآن يدفعون ثمن حمايتهم لهذه السلطة في الموارنة وغيرها".
اضاف: "الفقر حين يقع، سيقع على رأسنا جميعا، وهذا البلد حين يقع سيقع على رأسنا ورأس الأجهزة الامنية، لذلك كفاكم تدخلا في السياسة وحماية للفاسدين، نحن مع الأجهزة الامنية التي تحفظ الأمن. وفعلا الأجهزة الامنية تحفظ الأمن بشكل ممتاز، لكن هذا لا يكفي وعليها الا تتدخل لحماية الفاسدين".
المنطقة الاقتصادية
واردف: "نحن كطرابلسيون لدينا تساؤلات كثيرة، اولها المنطقة الاقتصادية الحرة منذ 2009، لماذا لم تعمل حتى اليوم؟ ولماذا لم يتم تعيين مجلس إدارة؟ ولماذا قاموا بالردم؟ وعند التدقيق بهذه التفاصيل نلاحظ ان هذا التأخير متعمد لإنشاء مناطق اقتصادية اخرى، في أماكن اخرى، ماذا يعني ان نقوم بإنشاء منطقة اقتصادية ونصرف عليها كل هذا المال وهناك اربع مراسيم تطبيقية لم تقر حتى اليوم، من يمنعكم؟ فأنتم كنتم في الحكم وما زلتم، دائما ال كرامي هم الشماعة التي يعلقون عليها، تفضلوا اليوم اقروا المراسيم التطبيقية، الا تكفيكم عشر سنوات لإقرارها؟ ماذا يعني وضع مكب نفايات امام المنطقة الاقتصادية؟ من سيستثمر بها؟ رئيسة المنطقة الاقتصادية اصبحت وزيرة للداخلية، تفضلوا عينوا مجلس ادارة جديد ورئيسا جديدا، والمشروع الثاني هو معرض رشيد كرامي الدولي، انني دعوت وزير السياحة وزرنا معا معظم الأماكن السياحية في طرابلس، ومن بينها المعرض، الذي دخله ولم يصدق ما رآه، وقد شرحنا له تفاصيله، وأنه من اهم المعارض، وهو على لائحة التراث العالمي، وقد لاحظنا ان المعرض عرضة للانهيار بسبب الإهمال وهذا متعمد لتفعيل معارض اخرى، ونحن اليوم لا نطالب بالحصرية بل بتحرير المعرض من الوصايات السياسية، نحن اهل طرابلس يمكننا تشغيله، لماذا يمنعون علينا ذلك، يريدون طرابلس مسلوبة الكرامة والحقوق ونحن لن نرضى بذلك. وايضا مشروع الإرث الثقافي فحدث ولا حرج، ومشروع الجسر الذي يربط طرابلس بالبداوي، عشر سنوات ولم ينته، تكلمنا كثيرا، لكن لا حياة لمن تنادي، صرفت لهذا الجسر المبالغ ولكن لم يستكمل العمل به، هو نفسه في بيروت ينتهي العمل به في سنة ونصف السنة. بولفار فؤاد شهاب من البحصاص وحتى الغرفة وساحة كرامي، كم مرة تم حفره، امر عجيب لا افهمه، اشك انهم يبحثون عن كنز ما في هذا المكان، وحدث ولا حرج من معاناة طرابلس بسبب ذلك".
وقال: "نحن نقدر طاقة الطرابلسيين الذين يبنون جسور الصداقة مع السلطة الحالية ايمانا منهم بتحصيل شيء ما، وكانت النتيجة التحالف العريض في الانتخابات، طبعا لهم رأيهم ولنا رأينا، اتمنى ان يكون هذا التحالف وهذه الصداقة مبنية على وضوح وشروط كي تستفيد طرابلس وتحصل شيئا من حقوقها، فنحن لسنا بحاجة لسيدر ولا اعلم لماذا يربطون المنطقة الاقتصادية بسيدر، فهي موجودة قبله فليشغلوها".
وختم كرامي: "اطلنا عليكم الحديث، نحن على تربية عمر ورشيد وعبد الحميد كرامي، كرامتنا اغلى ما نملك، ونفتخر اننا طرابلسيون، ولن نسمح لأحد ان يكسر معنوياتنا او ان يعتبرنا درجة ثانية، دخلنا الدولة اللبنانية شركاء وسنبقى كذلك، وقد تعلمت شيئا ان لا أحد يمكنه اهانة احد الا ان ارتضى الاخر الإهانة، ونحن لن نقبل الإهانة، فنحن نريد الأولوية لابن البلد في الوظائف، وهذا ما لا نراه، فأيام رشيد كرامي كان هناك 32 مديرا عاما من طرابلس في الدولة، واليوم لا احد، حتى اننا لا نجد موظفين طرابلسيين في دوائر الدولة في المدينة، لذلك نحذر السلطة اللبنانية من الاقتراب من جيوب الناس لأننا سنكون اول النازلين الى الشارع، وسنطالب بحقوق الناس لأن هذا سيؤدي لانفجار وانهيار اقتصادي. شكرا لهذه الدعوة الكريمة وكل عام وانتم بخير وأعاد الله هذا الشهر الفضيل بالخير والألفة والمحبة".