#الثائر
اعتبر رئيس "حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ، أن "الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ، هي التصرف نفسه الذي أوصل لبنان إلى 13 نيسان 1975". وقال إن "دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح، وتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان"، مضيفا "أخذوا لبنان إلى سياسة خارجية لا علاقة لتاريخنا بها، وأدخلونا في سياسة المحاور وحولوا الدولة إلى دولة بوليسية".
كلام الجميل جاء خلال إحياء "يوم الشهيد" وافتتاح "متحف الاستقلال" في ذكرى انطلاقة "المقاومة اللبنانية" في مجمع البلاتيا جونية، في حضور الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس وعائلتهما: النائب الجميل وعقيلته كارين وباتريسيا الجميل ونجلاها أمين والكسندر ونيكول الجميل، النواب: نديم الجميل، روجيه عازار، شوقي الدكاش، ايدي أبي اللمع، فادي سعد، الياس حنكش، جان طالوزيان، نقولا نحاس، وانيس نصار، النائب الأسبق لرئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة، الوزراء السابقين: زياد بارود، جو سركيس ومنى عفيش، النواب السابقين: فادي الهبر، فارس سعيد وسامر سعادة، ممثل رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب السابق دوري شمعون كميل شمعون، المطرانين جورج صليبا مخايل شمعون، الأب أنطوان سلمان ممثلا مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس سلوان موسي، نائب رئيس جامعة اللويزة الاب سمير غصوب، رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش، رئيس المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد داني بشراوي، ممثل المدير العام لقوى الأمن اللواء عماد عثمان العقيد جورج منصور، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا النقيب جاد مكنا، نائبي رئيس حزب "الكتائب" جوزف ابي خليل وسليم الصايغ، مستشار رئيس الحزب فؤاد ابو ناضر، الأمين العام نزار نجاريان، توفيق انطوان غانم، وحشد من المحازبين.
سامي الجميل
واستهل رئيس الكتائب كلمته بالقول "في 19 نيسان 1976 عند السادسة صباحا خرج شاب لبناني من نافذة البيت كي لا يراه أهله، وقفز من الطابق الأول ونزل ليلاقي رفاقه لأنه علم بخسارة مواقع عدة في الوسط التجاري، واعتبر ان وجوده بين الرفاق سيعطيهم الدفع والقوة، وبعد ساعة او ساعتين سمعوا اصوات رصاص وهم يتحدثون اليه وبعد نصف ساعة ما عاد يجيب بسبب قذيفة ب10 في الغرفة الموجود فيها واستشهد مع 19 رفيقا كتائبيا، كان شابا قويا طالبا في مدرسة الجمهور، إنه أمين أسود".
أضاف: "قصة أمين التي كبرنا عليها شكلت دافعا لي للمقاومة والشهادة للحق وأعطتنا الشجاعة للنضال، ولولا شباب من أمثاله لما كنا هنا كما قال سيدنا البطريرك الراعي".
وتابع: "هؤلاء لم يكونوا هواة حرب انما هدفهم العيش بسلام وكرامة على ارضهم، وهدف الكتائب سيبقى ان يعيش الشعب اللبناني بسلام وكرامة على أرضه"، مردفا "ان تجربة الكتائب فريدة، فهناك جيل الحرب الذي قاوم وواجه، وجيل ولد بعد الحرب يناضل لتحقيق أحلام من استشهد قبله"، و"هذه التجربة تمكننا من ان نقيم ونعطي حلولا".
وأعلن: "هدفنا باحياء يوم الشهيد ومتحف الاستقلال، دعوة الجميع إلى التفكير والاتعاظ من تجارب الماضي، كي لا تتكرر، وتكريم الرفاق ومنع تزوير التاريخ وهذا الأهم". وتابع: "لن يزور تاريخنا بعد اليوم، ولن تزور هوية شهدائنا بعد اليوم"، ف"أسماء الشهداء في متحف الاستقلال حفرت وستبقى".
وقال: "التاريخ سيؤكد أن أول نقطة دم في 22 تشرين 1937 كانت كتائبية، وأول يد حاكت علم الاستقلال واليد الثانية التي وقعت عليه كتائبية، واول شهداء السيادة اللبنانية سنة 1958 كانوا 54 شابا كتائبيا، وان في 13 نيسان الكتائبي جوزف ابو عاصي الذي تلقى رصاصة بدلا من الشيخ بيار (الجميل) على باب الكنيسة، استشهد وترك وراءه ولدين، وهو الشهيد الأول، وسيؤكد التاريخ ان في بيت الكتائب المركزي في الصيفي اخذ المكتب السياسي الكتائبي قرار المقاومة وسمى قياداته من وليم حاوي الى فؤاد ابو ناضر مرورا بالشيخ بشير الذي استشهد رئيسا كتائبيا للجمهورية اللبنانية في بيت الكتائب في الاشرفية".
أضاف: "التاريخ سيشهد لأمين الجميل، الرئيس الكتائبي، بدفاعه عن السيادة اللبنانية عبر الغاء اتفاق القاهرة واتفاق 17 أيار"، مستطردا "كتائبيون كنا عندما دفعنا ثمنا غاليا في حرب الاخوة التي هدرت انتصارات المقاومة وأدت الى دخول الجيش السوري قصر بعبدا، وسنبقى نناضل من اجل قضية بطرس خوند الذي خطف على يد النظام السوري مع غيره من الكتائبيين في السجون".
وتابع: "كتائبون كنا بمواحهة الاحتلال السوري في التسعينيات واوائل 2000 بتجمع قرنة شهوان والمقاومة الطالبية، وصولا الى وضع أول خيمة في ساحة الشهداء في انتفاضة الاستقلال، كتائبي كان الوزير والقائد الشهيد بيار امين الجميل الذي استشهد دفاعا عن سيادة واستقلال لبنان، وكتائبي كان الرفيق النائب انطوان غانم الذي استشهد حاملا راية الحرية في لبنان".
وقال: "البعض يتذكر نضال الماضي ليبرر مساومات الحاضر، لكن بالنسبة لنا تاريخ لبنان الحديث يشهد أن في زمن التسويات والتقلبات والمقايضات بقيت الكتائب صامدة مقاومة وفية للبنان وشهدائها، وكما يظهر تاريخنا الذي سترون كامل تفاصيله في المتحف، أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الجميع عزل الكتائب، ولكن التاريخ يظهر كل مرة عاد الكل واعترف بأحقية نضال الكتائب ولو بعد حين".
وأردف: "الكتائبيون ما ارادوا يوما الحرب وحمل السلاح والموت، انما احبوا لبنان وهم ابناء المجتمع، تخلت عنهم دولتهم وارادوا الدفاع عن بيوتهم ودفعوا الثمن غاليا بسبب غياب الدولة".
واستطرد: "اليوم في 13 نيسان 2019، هدفنا الوحيد ان لا يوضع اي لبناني آخر في المستقبل، بالموقع الذي وضعنا فيه في 13 نيسان 1975 عندما تخلت الدولة عنا، والسؤال الأساسي: هل كانت حصلت الحرب لو كانت الدولة قوية سيدة على اراضيها، والجيش الوحيد من يمتلك السلاح، دولة تطبق القانون وتمنع التعدي على اللبنانيين؟، الجواب هو طبعا لا".
أضاف: "لو كانت الدولة موجودة في العام 1975 لما وجد أي تنظيم مسلح على أرض لبنان، ولما سمح لأي لبناني بأن يحمل السلاح بوجه لبناني آخر".
وقال: "الخطر اليوم ان هناك من يكرر أخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة ويضع يده على السلطة بالترهيب واستعمال السلاح في شوارع بيروت وأداته الأخيرة الترغيب، وهو فتاك أكثر من التعطيل أو السلاح، فاغراء الأخصام بالحصص والوعود الرئاسية تبين انها افعل، وبذلك سيطروا على قرار لبنان الذي يحاولون اليوم تغيير هويته.
ادخلوا عبادة السلاح ونسمع اليوم باقتصاد مقاوم، وكأنه محكوم علينا ان نعيش بخوف. وادخلوا لبنان بلائحة الدول المهددة بالعقوبات، كما ادخلوا البلد في لغة الدولة البوليسية من خلال استدعاء الناشطين، وفرضوا علينا رقابة مشددة على الكتب والافلام والفنانين وهذا ليس لبنان الذي نعرفه".
أضاف: "دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح، وانطلاقا من 83 سنة نضال ان نكون العامود الفقري لمعارضة سياسية حرة تواجه وضع اليد على لبنان لاعطاء اللبنانيين خيارا بديلا لقلب المعادلة وتصحيح مسار الأمور".
وتابع: "مشروعنا سهل، ان نعيش بسلام في لبنان ونرد ثقافة السلام الى لبنان ونعيش في بلد ديمقراطي حيادي لا مركزي فيه احترام للنظام وبلد الثقافة والتطور، بلد نظيف يحكمه الأوادم والأكفاء، وبلد يخلق فرص عمل ويؤمن الاسكان. هدفنا العيش في بلد حضاري حدوده 10452 كلم2".
وقال: "كثيرون شوهوا العمل السياسي في لبنان على حساب مصلحة البلد، والكتائب موجودة لتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان. علمنا المؤسس ان الكتائبي لا يساوم ولا يناور ولا يستسلم ولا يخاف، ويقول الحقيقة ويواجه ويرفض الأمر الواقع، ويختار قضيته على مصلحته، وهذه الكتائب في 1936 وفي 2019".
وختم بالقول: "إلى أصحاب الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ، أقول إن هذا التصرف هو نفسه ما أوصل لبنان الى 13 نيسان 1975، عبر تأجيل حل المشاكل وطمر الرؤوس في التراب ما ادى إلى دمار لبنان".
أبو ناضر
من جهته، أكد المستشار العام لرئيس "الكتائب" فؤاد أبو ناضر أن "ولادة لبنان سنة 1920، لم تكن صدفة تاريخية، بل نتيجة صمود آبائنا وأجدادنا في الظروف الصعبة".
وقال: "ولد لبنان على أساس الحرية، وأجدادنا أرادوا لبنان يعيش فيه المسيحيون مع الشريك، ولكن للاسف هناك الكثيرون، ممن لم يفهموا الأمر واعتبروا أن فكر الديمقراطية والحرية "فيروس"، ولكن في نهاية المطاف كل الجيوش الغريبة والغزاة رحلوا وبقينا نحن".
وأضاف: "لقد تركنا أثرا كبيرا في كل الشعوب العربية، ثقافيا وحضاريا، وبعد 1967 بدأ الفلسطينيون يخلقون دولة داخل دولة لبنان، وفرضت علينا الدول العربية، اتفاق القاهرة، فتكررت بعدها الصدامات بين الجيش والفلسطينيين، وفي العام 1974، كان أول اشتباك رسمي بين الكتائب والفلسطينيين في الدكوانة، أعدناهم إلى المخيم ولأول مرة في تاريخنا، انتهت الأمور بلجان مشتركة بين الكتائب والفلسطينيين، ويومها شعرت أن الحمل بات كبيرا، وباتوا أكبر من الدولة، وفي 74 رئيسنا وليام حاوي، اعتبر أننا ذهبنا دون إذن إلى الدكوانة فحكم علينا".
وتابع: "في العام 75 حصلت حملة كبيرة على الكتائب، لعزلها وتحجيمها، لأنهم يعلمون أنه إذا حجّموا الكتائب وضربوه،ا يستطيعون السيطرة بسهولة على لبنا،ن ونذكر خطاب رشيد الصلح، وبعدها عندما أعاده الرئيس أمين الجميل، ليسمع ما ستقوله الكتائب، وبدل عزل الكتائب، ركضت الناس إليها. كما نذكر خطاب الشيخ بيار، عندما دعا إلى قرع الأجراس، ونذكر اتحاد القوى بالجبهة اللبنانية، ومن راهن على عزل الكتائب، لم يعلم أن ال10000 مقاتل باتوا مئة ألف".
واعتبر أن "السوريين كادوا أن يفشلوا بالسيطرة على لبنان، إلى حين أن قدمنا المنطقة الحرة إليهم على طبق من فضة، بسبب صراعاتنا الداخلية، ولكن نسي السوريون أن نبض الحرية بقي ينبض في عروقنا، وأننا نعشق الحرية حتى الاستشهاد".
وإذ أكد أن "المقاتلين بذلوا حياتهم دون مقابل، وهم صانعو التاريخ ومجد المقاومة اللبنانية"، ذكر بأنه "في حرب الأسواق التجارية، ما عدنا نجد من يقاتل، وكانت هناك صعوبة للقتال، وكان بشير يفتش عمن يستلم، فلم يجد إلا حلمي الشرتوني، وبعد ساعات عاد الشباب المقاتلون، ما عدا حلمي، فالتحقنا به، وأكد أنه لن يغادر، كما وعد بشير"، لافتا إلى أن "جوسلين خويري والنظاميات كسرن الهجوم وحمين بيت الكتائب".
ذكر أنه "في معركة زحلة، كنا نخشى حرب إلهاء مع السوريين، وبشير اتصل بجو إده، وكان إلياس الزايك المسؤول الميداني، وكان جواب اده لبشير، أنهم قرروا الصمود، وهذا ما حصل، إذ حول 3000 شاب من زحلة إلى قلعة وكان الحل"، وقال متوجها إلى أهالي زحلة: "أنتم حولتم القوات اللبنانية من ميليشيا، إلى موقع إقليمي كبير ورقم صعب، وأحد لم يعد يستطيع تخطينا، وأخذتم بشير وحولتموه إلى مشروع رئيس"، مستذكرا "جرحى الحزب"، مشيرا إلى أن " 80% من المصابين، طلبوا العودة إلى الخدمة، وأهلنا مراكزنا لاستيعابهم"، مؤكدا أن "الكراسي والسلطة، لا تستأهل قطرة دم، ولولا الشهداء ووقوفنا، لكانت صفقة العصر حصلت في 1975، وعلى حسابنا، ولولا صمودنا، لما كانت ثورة الأرز"، مشددا على أن "شعار "لبنان أولا" الذي ينادي به الجميع، هو انتصار للكتائب".
وختم "كي لا يذهب دم الشهداء هدرا، أكملوا التحدي والمسيرة".
حمصي
وقال مدير المتحف جوي حمصي في كلمته: "منذ 6 سنوات، شرفني فخامة الرئيس الجميل، بتكليفي لجمع أرشيف حزبي للقيام بمعرض أو متحف صغير، لكي نخبر قصتنا، قصة الكتائب وقصة لبنان. 6 سنوات من العمل على كيان عمره 6000 سنة، مات من أجله 6000 شهيد كتائبي، من مشروع إلى بضعة غرفة في شقة صغيرة، وصلنا لمتحف من 3 طوابق بمبنى السفينة لقسم حارة صخر الكتائبي"، سائلا: "لماذا كبر المشروع؟ لأنه من غير السهل اختصار تاريخ حزب الاستقلال، حزب المؤسسات والدولة وحزب المقاومة اللبنانية، حزب الـ10452 كلم2، بمتحف مساحته ألف متر مربع. أكتر من 10000 صورة، 20000 مستند: مئات الساعات من الفيديو والكثير من ذكريات أخوة ونضال وشهادة، ما هو معروض في المتحف، ما هو إلا قسم صغير من الذي حصلنا عليه، وما حصلنا عليه، ليس سوى قسما صغيرا من الموجود عند الرفاق، الذين ما زالوا يتصلون بنا كل يوم، مشكورين، لتقديم صورة أو غرض أو وثيقة قيمة للمتحف".
ورأى أنه "بظل غياب كتاب تاريخ موحد ومنصف للذاكرة الجماعية، يأتي متحف الاستقلال ليقفل ثغرة في جدار بناء شعب موحد، على أمل أن يكون عملنا هذا الحجر الأساس، لمصارحة ومصالحة حقيقية بين اللبنانيين"، مشددا على أن "متحف الاستقلال هو دعوة للجميع، لبداية نقاش للوصول لكتاب تاريخ موحد، يجمع تضحيات كل اللبنانيين ونظرتهم المختلفة للبنان"، شاكرا "الفريق الصغير" الذي عمل معه على المتحف "الرفيقة صوفي عقل، والرفاق وسيم جبر وفالدمار فضول، وأعضاء جمعية متحف الاستقلال وكل الحرفيين الذين عملوا معنا، وكل الرفاق من كل المناطق اللبنانية، الذين تجاوبوا معنا، ووثقوا بنا، وأعطونا الأغراض والوثائق والصور، التي كانت معهم، والشكر الأكبر لفخامة الرئيس الشيخ أمين الجميل، صاحب فكرة المتحف، والمتابع لأدق تفاصيله، وثق بنا وواكبنا بكل المراحل".
وختم "وقفة إجلال ل 6000 شهيد في يومهم، وللشهداء الأحياء من مصابي الحرب، المفقودين والمعتقلين بالسجون السورية، الذين زادونا إيمانا وعزيمة وعنفوانا، نعم! لولاهم لما كنا هنا اليوم...ماتوا لنحيا"، موجها تحية ل"غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي"، شاكرا إياه على "مباركة المتحف. فكلماتك حفرت بضمير وعقل كل واحد منا".
خوند
من جهته، قال ربيع بطرس خوند: "في ذاكرة الاستقلال صور وقصص وأسماء، من كل بيت أحداث وتواريخ رسمت التاريخ، في ذاكرة الاستقلال، قصص نضال ومقاومة، قصص أبطال رفضوا الاستسلام، قصص رجال ونساء تمسكوا بأرضهم، حملوا السلاح ودافعوا عن وطنهم ووجودهم، في ذاكرة الاستقلال، حفرت بالدم أسماء شهداء، لا يمكن أن ننسى تضحياتهم، شهداء ماتوا لنحيا نحن، وفي ذاكرة الاستقلال، كثر خطفوا لنبقى نحن، آلاف المفقودين خلال الحرب اللبنانية، لم نعرف حتى اليوم أين هم، وآلاف من المخطوفين، ما زالوا خلف قضبان السجون السورية، ينتظرون من يردهم. ومعتقل بطل، بزمن صار فيه دولة لبنانية، خطف من أمام منزله من قبل جهة معروفة، ما زال ينتظر وما زلنا ننتظر أن يخرج إلى الحرية، التي ضحى بها، عندما هددوه وقالوا له خذ عائلتك وغادر، لكنه لم يقبل. حرية شخصية، زوجية، عائلية، أبوية، فضل أن يخسرها، لتبقى الحرية في هذا الوطن، بطرس خوند. منذ أن كان عمره 15 سنة، كان يصل إلى المنزل، يترك حقيبته المدرسية، ويتوجه ركضا إلى حزب الكتائب الذي كان يحلم به، فانتسب للحزب سنة 1956 ومن هنا بدأ المشوار".
أضاف: "كل الرفاق الذين وقف جنبهم ووقفوا إلى جانبه، يعرفون كم كان بطرس خوند رجلا مناضلا وعصاميا، وكم كان يحب لبنان ويؤمن بالقضية، التي قدم لها فكره وقلبه. ولأن بطرس خوند كان رجل حق، خطفوه، ليصبح بعد 26 سنة رقما صعبا بجدول الحرية، أخذوا أغلى ما عندنا، ولم يتركوا أماننا، إلا حلين، إما الاستسلام وإما النضال".
وتابع: "26 سنة وخيارنا كان واحدا، النضال ثم النضال، تمسكنا بكل الخيوط، زرنا غالبية المسؤولين، طرقنا كل أنواع الأبواب لنرجع الأمل، على أمل عودة الغالي والرفيق، لكن دائما كانت الأجوبة قاسية، وبالرغم من هذا الأمر، لم نستسلم، ولن نقبل أن نسكت عن حق أهلنا".
وأكد أن "النظام السوري يرفض الاعتراف بمسؤولياته اتجاه هذا الملف، هذا الأمر كلنا نعرفه، لكن نحن مؤمنون أن الحقيقة والحق سيظهران، ولكن ما، لا ولن نتمكن من فهمه، هو كيف أن الشعب والمسؤولين في هذا الوطن، باستثناء البعض منهم طبعا، قبلوا وما زالوا يقبلون، كذبة ظالم اعتبر ويعتبر أنه لم يعد يوجد أحد من أبنائنا وأهلنا في سجنه؟" سائلا: "كيف تمكنوا من السكوت عن حق إخواتهم بالوطن والإنسانية، كيف يمكن أن نؤمن بدولة حرة مستقلة، وما زال هناك آلاف من اللبنانيين في قلب السجون السورية؟ كيف نكمل الحياة، التي نحن فيها اليوم بسببهم من دون ما نشعر بهم؟ من دون ما نشعر بوجعهم وقهرهم وعذابهم، داخل أبشع سجون العالم، وتحت أقسى ظروف التعذيب المناهضة للحق والإنسانية؟".
وقال: "قبل أن نحرر أرضهم، حرروا لنا أهلنا، ردوا آباءنا وإخوتنا، ردوا للامهات أولادهن، قفوا معنا وقفة رجال، تمثلوا برجالات الدولة، الذين سبقوكم، برجال المقاومة اللبنانية، الذين دافعوا عن أرضكم. صحيح انتهت الحرب، ولكن لم تفكروا يوما، أن هؤلاء الأسرى ما زالوا جزءا من المعركة، التي لم تنته، بسكوتكم تقبلون الخسارة بأبشع أنواعها، نحن لا نترك رجالنا بالمعارك، ولا نرضى أن نتخلى عنهم".
وطالب الدولة اللبنانية ب"رفع هذه القضية بالعالي، على مستوى القانون الدولي وحقوق الإنسان، وجعل من هذا الملف قضية وطنية سيادية أساسية، لنبقى نؤمن بلبنان حر ومستقل"، مؤكدا أن "من حق جميع الأهالي أن يعرفوا مصير أبنائهم من الطرفين، المفقودين اللبنانيين، خلال حرب اللبنانيين من جهة، والمعتقلين اللبنانيين بالسجون السورية من جهة أخرى".
وجدد التأكيد أن "قضية بطرس خوند من أخطر القضايا في هذا الملف، لأن بطرس خوند خطف سنة 1992، في زمن كان فيه دولة لبنانية".
وختم "بالإرادة والوحدة والعزيمة، يمكننا سويا أن نعيد الغائبين ونرد كرامة الوطن، لا تخذلونا ولا تخذلوا لبنان، نريد إعادة كل المعتقلين وعلى رأسهم بطرس خوند، نحن لم نستسلم، وأنتم لا تسلموا قضيتنا لذاكرة النسيان".
رعيدي
وقال المقاتل الكتائبي سليم رعيدي في كلمته: "إسمعوا من الكتائب ولا تسمعوا عنها! لقد شرفتني رئيس الحزب وقيادة الحزب بهذه الإطلالة، من حارس أمين ومحارب قديم كما سماني فخامة الرئيس، أنا الشاهد على تأسيس الحزب وشاهد على نضاله وشهادة شبابه. تخرجت من المدرسة الكتائبية، وما خرجت لا منها ولا مشاريعها، وها هي الكتائب بعد 84 عاما مقلع لا تنضب صخوره، ولا تلين شوكته، ولا تهمد عزيمته، لا تنسوا أن الكتائب متعددة الروح، لا تنتهي ولا تنكسر، متعددة المواهب في الحرب والسلم، وفي المجتمع خدام له في لبنان وبلدان الاغتراب".
أضاف: "نشأت الكتائب كشفيا رياضيا، وترعرت اجتماعيا، وناضلت سياسيا، وواجهت عسكريا في الملمات والمهمات الصعبة، الكتائب حزب الرجال وحزب السيدات وأمهات الشهداء، حزب الطلاب، حزب الموالاة والمعارضة. حزبكم أيها الرفاق، غير المعادلة، ورفض المؤامرت الداخلية والإقليمية والخارجية، وهمنا كان الدفاع عن الشعب، يكفي أن تكون كتائبنا عام 1936 وكتائبكم عام 2019 كتائب واحدة، حزبكم اليوم شاخص الى رئيس سامي وهو سامي".
وختم "لبنانك اليوم يا شيخ بيار، ليس موجودا، لقد قسموه إلى أكثر من قسم وتتناتشه الأحزاب، كل الجيوش احتلتنا، ونحن نتلهى ببعضنا، لولا الكتائب لما كانت هناك معارضة، أو من يقول كلا، بل كان الجميع يتقاسمون الجبنة"، متوجها للنائب سامي الجميل بالقول: "أكمل الطريق يا رئيس، ونحن معك، لو كنا أصبحنا بعمر 92 فنحن نحبك، نؤيدك، نحترمك، ونصلي لك".
وطنية -