#الثائر
أولم الوزير السابق رشيد درباس تكريما للرئيس فؤاد السنيورة في مطعم "البالما"، وفي حضور الرئيس نجيب ميقاتي ، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، والمطران ادوار ضاهر، والنائب سمير الجسر، والوزير السابق أشرف ريفي، والنائبين السابقين: قاسم عبد العزيز، ومصطفى علوش، ورئيسي بلديتي طرابلس والميناء أحمد قمر الدين وعبد القادر علم الدين، ورئيسي "غرفة طرابلس" و"معرض رشيد كرامي" توفيق دبوسي، وأكرم عويضة وعبد الغني كبارة وتوفيق سلطان وعدد من أعضاء المكتب السياسي في "تيار المستقبل" وفعاليات طرابلسية.
درباس
بعد النشيد الوطني، ألقى درباس كلمة قال فيها: "تشرفت بدعوة عيون طرابلس لاستقبال عين لبنان الساهرة التي ادمنت مقاومة المخرز... الرئيس فؤاد السنيورة".
ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي من جهته: "سمعت الكثير مما قيل خلال اليومين الماضيين عن شح الأموال المرصودة في سيدر واحد لمصلحة طرابلس. ولست أنوي الدخول في أي جدل مع أحد، ولكن أستغرب تناول الأمر بهذه الطريقة، لأن سيدر معد وفق أسس علمية قسمت لبنان بحسب عدد السكان، ومساحة الأراضي. وبالتالي ليس هناك محاباة لأحد في مقابل كراهية لأحد آخر".
وأضاف: "لقد خصصت للشمال 20 في المئة من حصة سيدر، ولطرابلس الحصة الأكبر على صعيد الاستثمار الوطني. خصص أكثر من 3,4 مليارات دولار للشمال، ولطرابلس الحصة الأكبر لأنها تستفيد من مختلف المشاريع الأخرى. ولنأخذ مثالا على ذلك سكة الحديد المدرجة تحت بند الاستثمار الوطني، والممتدة من بيروت حتى حمص. والأمر نفسه ينسحب على السدود والأمور الأخرى المتعلقة بالكهرباء ومعالجة النفايات. وبالتالي فإنني أطمئن الجميع أن طرابلس سيكون لها حصة مهمة، ونحن سنكون العين الساهرة بالتعاون مع الرئيس سعد الحريري، وستكون طرابلس دائما في العقل والقلب".
وتوجه الى السنيورة: "نعرف محبتك لأهل طرابلس، وأنت تعرف مقامك ومحبتك... فلقد كان فؤاد في مجلس الوزراء مستشرسا للحفاظ على الحق العام، ومعه كانت مسيرتنا طويلة، سواء أكنا في موقع المعارضة أم الموالاة، وفي كل الظروف"...
الشعار
وقال الشعار من جهته: "الأوطان التي تنعم برجالها ورجاحة عقولهم ودقة مواقفهم وحسن اختيار الكلمة بتوازن، لا تضيع معهم البوصلة. هذه أوطان لن تضل الطريق هذه أوطان لن يصيبها الهلع أيا كان جنون الآخرين، طالما أن العقل رشيد والرأي سديد والإرادة قوية"...
السنيورة
وألقى الرئيس السنيورة بدوره كلمة رأى فيها أن "لبنان والعالم العربي يمران في فترة دقيقة وصعبة، ونحن في لبنان نعاني من اضمحلال الدولة، ومن التراجع في سلطتها وفي هيبتها وفي دورها وفي قدرتها على أن تقدم ما يفترض أن تقدمه لابنائها، فلماذا؟".
وأجاب: "لأن ثمة استجراء من الأحزاب والمليشيات، الأحزاب الطائفية والمذهبية والمليشيات التي تتقاسم الدولة تماما كما يجري الآن في العالم العربي؛ فأرى أن العالم العربي موضوع على الطاولة، وحيث تقوم القوى الإقليمية والدولية بالقص والتوزيع على كل هذه القوى، من دون علم أي من الدول العربية".
وأضاف: "لما يجري في العالم العربي انعكاساته الكبيرة علينا نحن في لبنان، لأن هذا الاختلال الاسترتيجي في المنطقة له انعكاسات في لبنان. ولكن هو يفاقم أيضا اضمحلال الدولة، وبالتالي نشهد كيف وصلت بنا الحال إلى ما وصلنا اليه. ونسمع خطابا ممجوجا في عملية التسلط على الدولة، ولكننا كلنا نعرف انه لا يمكن على الإطلاق الخروج من حال الانحدار، أو على الأقل وقف حال الانحدار التي نعاني منها الآن، إلا بالعودة إلى اعتماد بوصلتنا الوطنية والسياسية والاقتصادية والمالية والإدارية أيضا. وإلا كيف ندير شؤوننا وشجوننا؟ كيف ندير شؤوننا العامة؟ اذا لم نضع هذه البوصلة في شكل صحيح، ولم نلتزم ايضا بأن يكون توجهنا على هذه المسارات الصحيحة، فنحن أمام مشكلة ومشكلة كبيرة".
واستطرد السنيورة: "لكم كنت أقول على مدى سنوات وسنوات طويلة، إن الإصلاح هو نتيجة تغير الأزمنة والأحوال والظروف والتقنيات ووسائل الاتصال وغيرها كلها تتطلب تعديلا وتآلفا وتكيفا مستمرا، وبالتالي يأتي الإصلاح".
وأكد: "الإصلاح ليس مجرد عمل صغير نقوم به ونمشي. انه عمل يومي واتجاه يؤدي إلى التآلف والتكيف المستمر، وهذا الإصلاح تقوم به الأمم أيضا عندما تكون قادرة عليه، وليس عندما تصبح مجبرة عليه، لأن في هذه الحال يكون ذلك شديد الكلفة وشديد الألم، وهو ما وصلنا إليه الآن، وبالتالي نحن أمام مرحلة دقيقة تتطلب منا تصرفا مسؤولا وتضامنا، ورؤية واضحة وإيمانا وعملا من أجل أن نستعيد الدولة بدورها وسلطتها، وبحضورها وإشرافها على كل مرافقها، وأيضا بهيبتها. وما لم نقم بهذا العمل، فأنا اعتقد بأن لدينا مشكلة حتى في التقليل من سرعة الانحدار".
وقال: "قد يقول قائل إن هذه الصورة متشائمة. أنا لا أقول إنها كذلك، بل هي صورة تفتقر إلى الإرادة، وثمة مخرج مما وصلنا إليه. لكنها مهمة شديدة الصعوبة، والبديل الآخر غير مقبول على الإطلاق، والاستقالة من الدولة والابتعاد أمر غير مقبول أيضا، كما وأن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيحة، لا لنا ولا لاولادنا، لأننا الآن في مرحلة دقيقة جدا، تتطلب هذا الجهد الكبير من اللبنانيين، كما وعلى الصعيد العربي أيضا".
وشدد: "على اللبنانيين أن يعودوا واضحين ببوصلة وطنية واحدة، بالعمل من أجل إنهاء الخلل الذي أصبحنا عليه في الداخل، وهذا الخلل الوطني ينبغي أن يعود، وهو لن يعود إلا إذا كانت أيضا نظرتنا واضحة إلى الدولة ونحتكم إلى الدستور. فلم يعد مقبولا أن يقول أحدهم إننا نريد تعديل الدستور بالممارسة، أو إن هذا القانون لا يعجبنا ولا نريد تطبيقه، وهذا الأمر يجهرون به وتسمعونه، وهو غير مقبول. وهذا يؤدي إلى الخلل الكبير وإلى استقالة البعض، ولا يوصلنا إلى نتيجة، خلافا للاحتكام إلى الدستور وإلى الدولة القادرة والعادلة والحيادية في علاقتها مع كل اللبنانيين".
وتابع: "نحن في حاجة إلى أن نؤكد المباديء الأساسية التي درجنا على مخالفتها، ويجب أن نحترم مصالح اللبنانيين في علاقتهم بين بعضهم البعض، وفي علاقتهم مع الجوار العربي ومع الدول العربية. ويجب أن نحتكم ايضا الى المباديء التي نادينا بها: الاستقلال والسيادة والحرية. واذا لم نتمكن من القيام بذلك اليوم، فذلك لا يعني أن نتخلى عنها. فالقرآن الكريم يقول" (ولا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث) فإذا كثر العاطل لا يعني أنه أصبح صوابا سيبقى خطأ".
وأكد أن "العين تقاوم المحرز، لكن ذلك يتطلب الإرادة والتضامن، والعمل على مغادرة التفاهات التي ننشغل بها، لنراعي مصالحنا، وإننا محكومون أيضا بأن نتلاءم مع الشرعيتين الدولية والعربية، وألا نضع بلدنا على ممر الافيال وبالتالي في ظل هذه المتغيرات يكون الانعكاس علينا مؤلما كثيرا. وكل هذه المباديء إنما يجب أن نركز عليها، فلا حكم يقوم من دون مباديء وقيم وأسس تسند اليها. ولقد درجنا أن نعطي المناصب في الدولة إلى من لا يستحق، ومن لا كفاية عنده ولا جدارة ولا الإنجاز، وذلك لم يعد مقبولا. ومن يعمل باسم الدولة وباسم اللبنانيين يجب أن يكون ولاؤه للدولة لا للأحزاب، ولا لمن عينه، ولا لمن يحميه. ويجب أن نسند المسؤوليات الى الأكفاء، وعندها يمكن أن نحاسبهم، فثمة مثل في موروثاتنا يقول: (أعط الخبز الخباز ولو أكل نصفه)، وانا قمت بشيء من التعديل على ذلك بإضافة (راقبه حتى لا يأكل نصفه). ولكن إذا لم تعط المسؤولية إلى اكفائها، فلا يمكننا أن نحصل على النتيجة المرجوة".
وعن استحقاق الانتخابات نهار ألاحد قال: "هذه فرصة لكي تقول طرابلس كلمتها الحقيقية من دون تورية وتشويه، لأن القانون الانتخابي الذي اعتمد أدى إلى تعميق الانقسامات في لبنان، وزيادة حدة التشظي الطائفي والمذهبي في البلد، وهذه فرصة لكي تعبر طرابلس بحق عن رأيها في الانتخابات، والانتخابات هذه ليست مزحة، هي واجب قبل أن تكون حقا، واجب على كل مواطن أن يقول رأيه لكي يصل رأيه في النهاية الى حيث يريد بصوته أن يصل، وإذا بقي كل منا قاعدا ومستقيلا، فكيف للناس أن تحترمه، وكيف للناس أن تستمع إلى رأيه".
وأضاف: "إنها المناسبة لكي تسمع الناس رأيكم في طرابلس، والذي يجب أن يكون بمثابة رسالة واضحة جدا أن كفى استهزاء بمصالح الناس ومصالح المواطنين لمصلحة الأحزاب والطوائف والمليشيات، وهي عندها أجندات خارجية، فلم يعد ممكنا الاستمرار على هذا المنوال، ونحن نشهد كل يوم برهانا جديدا على حجم التشظي الذي يلحق بالبلد، وعلى حجم التدمير الذي يلحق به نتيجة هذه التدخلات التي تحصل وتتم، وهذا التقاسم الذي يتم على حساب مصلحة اللبنانيين. وأنا اعتقد ان هذه الانتخابات هي الفرصة لكي نقول كلمة واضحة ورسالة قوية إلى اللبنانيين والعرب والمجتمع الدولي، أن طرابلس باسم الكثرة من اللبنانيين، تريد عودة الدولة القادرة والعادلة والحيادية في علاقتها مع الناس".
وتابع: "نجتمع هنا لا لنؤيد فقط ديما جمالي - ويحب ان نفعل ذلك وهذا رأيي على الأقل - بل ولكي نعيد رفع لواء الدولة ولواء المصالح التي تربطنا أيضا باشقائنا العرب وباسواقنا التجارية وبشركائنا التجاريين في العالم العربي، ونحن أيضا نعرف ان لا نمو ولا ازدهار ولا طمانينة للمستثمر ولا زيادة في معدلات النمو الاقتصادي، اذا لم تكن ثمة دولة وتفرض حكمها والقانون والنظام. فعبثا نسعى، وكل ما نراه الآن هو انعكاس، وفي خلال السنوات الثماني الماضية، رأينا كيف تراجع النمو الاقتصادي من المعدل الذي كان عليه ليصبح 1 في المئة، وهو أقل من نصف الزيادة بعدد السكان في لبنان".
وشدد: "يجب أن نوقف هذا الانهيار وثمة إمكان لذلك بعملنا المشترك وبايماننا بإعادة الدولة وبمحاسبتنا للمسؤولين. نحن الآن نمر في فترة صعبة، وعلينا أن نعود ونرتفع بالبلد إلى فوق. وأنا كل ما أتمناه أن تقول طرابلس كلمتها، وان كل شخص فيها لينزل وينتخب، وأنا اطلب منه أن ينتخب ديما جمالي. لكن المهم أن نشارك في الانتخاب، ونعبر عن رأينا بكل وضوح وصراحة، وهذا رأيكم وهو برسم الشباب الذين نبحث عن عمل لهم، وعن مستثمرين يأتون إلى طرابلس، وإلى أي منطقة أخرى في لبنان. وإذا لم يسد منطق الدولة بهيبتها وسلطتها والقانون فيها، والخروج من هذه المآزق التي تراكمت علينا، فأننا لا نخدم مصلحتنا ولا مصلحة دولتنا".
وختم: "ديما جمالي ابنة طرابلس، وهي ملتزمة بهذا الموقف الوطني الكبير الذي يؤكد عودة الدولة، وهي جزء من الكتلة النيابية التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، وهي حتما ستكون إلى جانبه، ونحن سنكون أيضا الى جانبه، نقدم النصيحة والمشورة والدعم، لأننا اذا استطعنا أن نقف إلى جانب سعد الحريري في هذه المهمة، فسنمكنه أن يصمد أكثر في مواجهة الضغوط التي تمارس عليه، والتي تمارس على الدولة وعلى اقتسامها. وأعتقد ان هذه الرسالة عندما نوجهها إلى كل اللبنانيين، فهي رسالة قوية جدا من خلال المشاركة في الانتخابات، ودعم من يؤمن بهذه الأفكار والمبادئ، وهي رسالة أيضا لسعد الحريري حتى يقود هذه المسيرة بالشكل الذي نراه، فيحافظ على الأولويات والمبادئ الوطنية الاستقلالية، كما وعلى إرادة الدولة في لبنان".
جمالي
وشكرت جمالي من جهتها للرئيس السنيورة زيارته طرابلس، كما وشكرت له دعمه مسيرتها السياسية، وكذلك شكرت للرئيس ميقاتي وللواء ريفي دعمهما.
واعتبرت أن "الانتخابات الفرعية ساهمت في توحيد الكلمة، ما يمكن أن يصار إلى استثماره في خدمة المدينة وتحقيق الإنماء فيها".
وأضافت: "تلمست خلال جولتي في طرابلس وجعا كبيرا، وكيف أن الوضع الاقتصادي قد تراجع في شكل ملحوظ في المدينة، وما نتج عن ذلك من فقر. وأما ما يطلبه الناس فإن يهتم المسؤولون بهم وبمدينتهم، وبمطالبهم المعيشية والإنسانية، حيث على كل منا أن يبذل جهده الكامل لتلبية الناس والوقوف عند حاجتهم".
وختمت: "اليوم أتطلع من هنا إذا عدت إلى مجلس النواب، أن تكون طرابلس شغلي الشاغل بحاجاتها وانمائها، بالتضامن والتكافل مع مختلف المسؤولين في المدينة. وأنا فخورة بمدينتي وأهلي وناسي في طرابلس، فخورة بكم هنا، واستشعر محبتكم ووفاءكم وقلوبكم المفتوحة، والمشوار سنكمله معا، وآمل في أن أكون عند حسن ظنكم".
وطنية -