#الثائر
– أنور عقل ضو
ليكن الله في العون، وليمدَّنا بوافر القدرة على الصبر الاحتمال، على ما جنت أيدينا يوم أسقطنا أهواءنا والنزوات في صناديق لم تلفظ غير ما أودعناها من خيبات نعيش اليوم فصولها، أو فصلا واحدا منها، هو فصل الإحباط الممهور بضعفنا، فقانون انتخاب هجين لعين، لا ينتج فصولا أربعة، فلا ألوان تمدنا اليوم بطاقة الفرح والحياة، فقط ألوان الطوائف وهي في المحصلة حاملة بذور شقاقنا واختلافاتنا والإنقسامات، حتى خسرنا ربيعا كان يمكن أن ننعم بين ظهرانيه بألوان الحياة، غير أننا اليوم محكومون بلون واحد عنوانه التعصب والتطرف لون المآتم والحزن المقيم.
لكن لا همّ، سنكمل في مشوار ما يزال طويلا، وقد ارتضاه عنا من سرقوا حضورنا كلبنانيين، فبدلا من أن نهتف بقلب واحد بعيدا من انتماءاتنا الطائفية والمذهبية، فإذا بنا نهلل ونصفق لضعفنا متوهمين فيه قوةً لا تصرف في معادلات الطوائف وما تستجلب من تعصب، ولا قيمة لإنسان في حاضرة التعصب، عندما ينأى عن فضاء إنسانيته ليكون جزءا من قطيع، والقطعان عادةً، تُساق إلى قدرها راضية مرضية، ورغم ذلك سنظل ننعم بقدرة على الصمود، لنظل واقفين في وجه من سلبوا منا الفرح كشعب يستحق الحياة، وأورثونا البكاء على حاضر والخوف من مستقبل والضياع في متاهات الضجيج.
لا همَّ أيضا، وسنكمل الطريق علنا نصلح فيه اعوجاجا، فيستقيم عند حدود أحلامنا غداة صحوة، ساعة ندرك أن تحالف الطوائف لا ينتج غير الهوان لجمهور "المؤمنين" بالقائد والزعيم، ولا يحقق ما نصبو إليه في دولة مدنية ننتمي إليها بقوة الحنين لمواطَنة تُحترمُ معها إنسانيتنا، ولا نقول ذلك من قبيل "النق" وإنما بدافع من وجع وسط هزائمنا وانكساراتنا في وطن الإنقسامات الطائفية والصراع المستمر على الإستئثار لغير صالح الناس، حتى لو سمعنا خلاف ذلك، فثمة كلام معسول ينقط حنظلا.
ولا هم أيضا وأيضا، لكن من يعننا غدا على تحمل مسلسل ساحة النجمة؟ نسأل كي يمدَّنا الله بالقدرة على الصبر الاحتمال، إذ سنكون على موعد مع جلسة أسئلة وأجوبة، حيث يفتح مجلس النواب عيونه للرقابة على أعمال الحكومة ومساءلتها، كما وعد رئيس المجلس نبيه بري، وتأتي هذه الجلسة بعد اقرار الحكومة لخطة الكهرباء التي لاقت ارتياحا واسعا وإن عكرته بعض "التغرديات".
لو أن الرئيس بري يطلب من طاقم ممثلي الشعب أن تكون مدة التعبير الصوتي والجسماني من على منصة البرلمان نصف دقيقة، على قاعدة أن "كلو كلام بكلام"، وهو أصلا سيكون كلاما مستعادا لزوم الطلة التلفزيونية!