مقالات وأراء

تركيا... بين الأسلمة والعلمنة!

2019 نيسان 02
مقالات وأراء المدى

#الثائر

بعض المسؤولين في الإمبراطوريات البائدة، تراودهم أحلام نوستالجية، فيها الكثير من أوهام تدفع بهم إلى تعظيم حضورهم، فيكون الابتعاد عن الواقع والتحليق في المتخيَّل من ذاكرة مأزومة حالة نرجسية لا تعدم وسيلة للتعبير عن نفسها في مسارات سياسية ملتوية، خصوصا في الشرق المأزوم تاريخيا أيضا، وهذا حال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقد تماهي مع ماض دأب لاستحضاره بنسخة عصرية في نظام رئاسي، ليقدم نفسه سليل بني عثمان وأحد سلاطنتهم الجدد.

في محطات سابقة، بدا أردوغان وكأنه انساق في لاوعيه إلى استعادة حلم الدولة الطورانية Panturanism، فبات أسير "انتصارات" حققها منذ سطوع نجمه مستفيدا من أخطاء وتراكمات الأتاتوركية العلمانية، فحقق نجاحات في الاقتصاد مستفيدا من تجربة ماليزيا كدولة إسلامية حققت ثورة اقتصادية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ليعمد في مراحل متباعدة إلى إقصاء خصومه السياسيين، وآخرها القضاء على ما كان يعرف بـ "الكيان الموازي" التابع للداعية فتح الله غولن، خصوصا عقب الانقلاب العسكري الفاشل قبل نحو سنتين.

لا يمكن إسقاط هذه الاعتبارات إذا ما أردنا قراءة نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا، فقد خسر أردوغان أنقرة و إسطنبول بما يشكلان من رمزية إدارية واقتصادية، فضلا عن أن المعارضة العلمانية حافظت على معقلها التاريخي في مدينة إزمير، وبدا واضحا أن حزبه "العدالة والتنمية"، وعلى مستوى الأرقام في مختلف الولايات التركية حقق فوزا هزيلاً، علماً أنه بعد فرز 99 بالمئة من الأصوات، حقق الحزب الحاكم الفوز في 40 من أصل 81 محافظة، وبإجمالي 44.95 بالمئة من البلدات، وهذا يعني أن أردوغان واجه عقبات انتخابية نادرة، بحيث لم تصبّ نتائج الانتخابات المحلية بالمدن الكبرى للبلاد في صالحه، ويعتبر ذلك بمثابة اختبار لشعبيته لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، واعتراف أردوغان بأن الأمور لم تسر على النحو الذي أراده، يعكس حجم الخسارة في المدن الكبرى التي تمثّل الركائز الأساسية لقوة تركيا في المستقبل.

بغض النظر عن توصيف الانتخابات الأخيرة، تعيش تركيا اليوم صراعا بين الأسلمة والعلمنة، وما بدأنا نشهده من خاصرة الاقتصاد الذي ظل لفترات طويلة سلاح أردوغان الأقوى، نراه اليوم يتلقى ضربات موجعة، ما يؤكد أن تركيا تتوق للعلمنة والدولة الحديثة، وأنه لا يمكن تدجينها بتوجهات ثيولوجية، وهذا ما يجب قراءته، بعيدا من إسقاطات الماضي، بحيث لا يمكن استنساخ روح الإمبراطورية العثمانية في زمن يحكمه معيار العلم على ما عداه من تصورات إلهية!

اخترنا لكم
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
أبي المنى يدعو إلى شراكة روحية - وطنية تصون الوطن وتحمي مرتكزاته
المزيد
قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج
المزيد
الرئيس عون أمام الوفد الايراني: لبنان تعب من حروب الآخرين
المزيد
اخر الاخبار
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
الجزائر.. وفاة 3 عسكريين في عين تموشنت
المزيد
رئيس الجمهورية يستقبل سفيرة لبنان في قبرص.. ويزور السعودية الأحد
المزيد
أوفتشاروف: دعم أوكرانيا استثمار في الأمن العالمي!
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
انقاذ 5 شبان علقوا في ثلوج جرد الضنية منذ الأحد
المزيد
قتيلان وعشرات "المختنقين" في احتجاجات بغداد
المزيد
إدارة الطيران الأميركية: لا أساس لوقف استخدام بوينغ 737 ماكس
المزيد
نانسي عجرم: أحبك هيفا!
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
غانم: المحميات الطبيعية ضمانة بيئية واستثمار في المستقبل
ألنبيذ اللبناني بات ينافس في الاسواق الاميركية والاوروبية لويس لحود: انتاجنا ١٢ مليون قنينة وطموحنا ٥٠ مليون قنينة
فيديو.. هكذا تحطم صاروخ "ستارشيب" وتساقط حطامه
كابي فرج رئيساً لنقابة مزارعي البطاطا في البقاع
ماذا عن التقرير الاولي لتحديد الاضرار والحاجات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي؟
بدانة البشر والكلاب.. دراسة مثيرة تكشف عاملا مشتركا