#الثائر
أحيت جمعية Green Cedar Lebanon، عصر اليوم في نادي اليخوت في في زيتونة باي، اليوم العالمي للغابات، بطريقة مبتكرة عبر تنظيم معرض بعنوان "أرسم لي أرزة" Dessine moi un Cèdre، تكريما للشجرة- الرمز المكرسة شعارا للعلم اللبناني، والمهددة بشكل جدي بالانقراض بسبب التغيرات المناخية.
شارك في الاحتفال وزراء: البيئة فادي جريصاتي ، الاتصالات محمد شقير والعمل كميل أبو سليمان ، ممثلا راعي المعرض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نائب الحاكم سعد العنداري والسيدة ماريان حويك، نواب ودبلوماسيون وفنانون واعلاميون ومدافعون عن البيئة، رئيس بلدية كفردبيان بسام سلامة رئيسة جمعية الثروة الحرجية والتنمية سوسن ابو فخر الدين.
تضمن المعرض باقة متنوعة من الأعمال الفنية ل 62 فنانة وفنانا لبنانيا وأجنبيا استوحوا أعمالهم من شجرة الارز، يعود ريعها لتشجير مساحة أرض جرداء في منطقة كفردبيان في جبل لبنان، كرسها المجلس البلدي لكفردبيان بهدف تحويلها إلى غابة ارز يطلق عليها تسمية "غابة الفنانين" بحيث تخصص لكل فنان شجرة بإسمه. وتتعاون جمعية Green Cedar Lebanon مع جمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC، في أعمال التشجير ورعاية الأشجار وصيانتها في الغابة المستحدثة، والتي ستمتد على مساحة عشرة آلاف متر مربع، ومن المقرر أن يصل عدد أشجار الأرز المنوي زرعها قرابة ألف شجرة.
رئيسة الجمعية
البداية مع النشيد الوطني، ثم كلمة تعريف من الاعلامي سعد الياس، فكلمة لرئيسة جمعية Green Cedar Lebanon باسكال شويري سعد، قالت فيها فيها "إنه الأرز الدهري، أرز الرب الذي جعل هذه البقعة من العالم تعبق عنفوانا وتعصى على الزمن، إنه الأرز الذي يعني الصلابة والثبات والديمومة والرسوخ. إنه الأرز الذي يتوسط العلم اللبناني مع بزوغ فجر الاستقلال.
إنه الأرز الذي ورد اسمه في التوراة 75 مرة وجعلته ملك الأشجار وسيد الغابات لميزاته الخالدة وعلاقته بالخالق، لذلك عندما نتأمل جبال ووديان وغابات لبنان نرى فيها لوحات فنية فريدة من نوعها غنية بأرزها، بألوانها وتنوعها، من هنا جاءت فكرة معرض Dessine moi un Cedre في اليوم العالمي للغابات والاشجار".
أضافت: "إننا نؤمن أن كل مبادرة في أي مجال يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا. لذلك نطلق اليوم معكم مبادرة جديدة اجتمع فيها ستون فنانا لبنانيا وأجنبيا للاحتفال بأرزة لبنان من خلال إقامة معرض لمدة ثلاثة أيام يعود ريعه بالكامل إلى زرع عشرة آلاف متر مربع في جبل كفردبيان بشجر الأرز الخالد بالتعاون مع جمعية AFDC حيث ستحمل هذه الأرض اسم "غابة أرز الفنانين"، علنا بهذه المبادرة نؤسس لغابة أرز جديدة يحتضنها جبل لبنان وبلدة كفردبيان التي نحيي رئيس بلديتها بسام سلامة".
وأوضحت أنه "في العام 2007 انطلقنا في جمعية Green Cedar Lebanon بمبادرة فردية من أجل هدف واحد هو زرع الأشجار وزيادة المساحات الخضراء في وطننا الذي تتصدر علمه شجرة أرز. منذ ذلك الحين ونحن نعمل على متابعة رؤيتنا ومسيرتنا للمساهمة في خلق بيئة خضراء سليمة لنا ولأجيالنا الصاعدة، في ظل تفاقم المشاكل البيئية وزيادة الضغط على مواردنا الطبيعية، وهذا يزيد من عزمنا على المتابعة رغم كل الصعوبات، ذلك أننا نؤمن بلبنان ونؤمن بأرزتنا التي إن فقدناها فقدناها للأبد.. ولن نفقدها".
وشكرت وزير البيئة "الذي أظهر في فترة قصيرة من الوقت، جدية وجدارة في العمل". كما شكرت حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "الذي برهن على مر السنوات بأنه كأرزة لبنان شامخ وشجاع وصلب وثابت في مواقفه، مما أعطانا استقرارا نحن بأمس الحاجة إليه. فألف شكر من القلب لدعمه المعنوي وتشجيعه الدائم لكل المبادرات التي من شأنها أن ترفع من صورة لبنان، وتساهم في استقراره ونموه وازدهاره. وهذه الخطوة لم تكن لتتحقق لولا جهود صديقتي ماريان حويك التي كانت المحرك الأساسي لهذا المشروع". كما وجهت التحية "إلى سفير الأرزة الطائر بها إلى كل دول العالم سعادة المدير العام للميدل إيست محمد الحوت على تشجيعه لنا".
وختمت معربة عن التقدير ل"ريشة كل فنان وفنانة وإزميل كل نحات ونحاتة كرسوا فنهم لخدمة الطبيعة وإعلاء شأن البيئة".
بارود
ثم تكلم الوزير السابق زياد بارود فنوه بأهمية هذه المبادرة، مستذكرا كيف التقى مؤسسات جمعية Green Cedar Lebanon اللواتي قلن له "نعمل اليوم حتى نتمكن من أن ننظر مباشرة في عيون أطفالنا وأحفادنا، ونقول لهم إن الارث الذي نتركه لهم ورمز وطنهم- الأرزة ليس مجرد رمز وإنما هو قوة حياة".
أضاف: "هكذا تدعونا باسكال شويري ولارا حنا الدبس في مستهل كتاب، كله دعوة إلى نفض الغبار عن سياسات عتيقة ونفض غبار الحرائق، لننظر إلى أجمل صور لبنان المشرق، لبنان الأخضر الباقي، بل ربما الآتي من خلف رماد، بل من تحته. يذكر بأسطورة طائر اتخذ من الأزرق حدودا، من الأخضر مرتعا، من أجل أن يبقى هذا الكتاب يخبر حقيقة نفرح بها لا تاريخا نبكي عليه".
قصيدة
ثم ألقى الشاعر رودي رحمة قصيدة عنوانها "أرز الملك ناطور"، ومما جاء فيها "يا رب أرزك نسر بهالجو، زغيرة الأرض من فوق بعيونو، زرعتو إنت قبل العتم والضو تا يحمل التاريخ عغصونو. من خيال تاجو بتوقع التيجان وبخيال تاجو عم تمر دهور، هوه الملك والمملكة لبنان وكرامتو صار الملك ناطور، واقف عا راس الجرد لا ينهان ولا يكون مرة خاطرو مكسور. بقلب العلم عم يرقص ومعتز وبين التلج والريح علا كتاف لا الريح شافو من هبوبو إنهز ولا التلج شاف من حمالو خاف ولو ألف حربة بضلوعو إنغز لا بتجرحو ولا بتمنعو يوقاف. بساحتو الأديان صوتا طلوع عم تاخدو لأوسع سما لبعيد وحوالين هون الوطن مجموع ربيو سوا والايد تسند إيد عم يشبكو بوج الأعادي دروع ويحيكو لملقا الأحبة عيد".
العنداري
وتكلم بإسم حاكم مصرف لبنان نائب الحاكم سعد العنداري الذي قال: "في اطار جهوده لتعزيز التنمية المستدامة، يقوم مصرف لبنان منذ زمن بإطلاق المبادرات والتحفيزات في مجال التسليف لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاعات ذات المردود الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وزيادة خلق فرص العمل. وقد التزم مصرف لبنان بدعم الجهد الوطني من أجل تحسين البيئة التي نعيش فيها، خاصة أننا بأمس الحاجة لذلك، بسبب ما نتعرض له من اعتداء بيئي يهدد صحة اللبنانيين والمناخ في لبنان وكذلك اقتصاده".
أضاف: "شكلت حوافز مصرف لبنان فرصة لإطلاق مشاريع، تحافظ على بيئة قليلة التلوث والمخاطر، وما لذلك من منافع على صحة المواطن، فضلا عن مشاريع الطاقة البديلة، التي لا تقتصر إيجابياتها على صحة المواطنين فحسب، بل لها منفعة اقتصادية، كونها تؤمن وفرا بكلفة الطاقة، على ميزانية الأسر والمؤسسات والدولة"، افتا إلى أن "هذا الموضوع في غاية الأهمية، لأن كلفة استيراد الطاقة في لبنان، لا تقل سنويا عن 6 مليار دولار، علما أنه بالإمكان توفير ما بين 10 و 20 في المئة، من هذا المبلغ، إذا استخدمت التقنيات الحديثة".
وتابع: "بما أن قطاعي الطاقة والبيئة يحتاجان إلى استثمارات ضخمة، كان من الطبيعي أن نتجه إلى دعم موضوعات الطاقة الخضراء الصديقة للبيئة، من دون أن نتدخل في موضوعات الطاقة التقليدية، لتعدد الأطراف ذات الصلة بعمليات التمويل. وبما أن الأهداف الاستراتيجية للحكومة اللبنانية واضحة، في مجال الطاقة المستدامة للعام 2020، فقد التزمنا بمسؤولية عالية بمشاركة وزارة الطاقة والمياه، لتحريك الاستثمارات التي كانت تتوجه نحو القطاعات الاستهلاكية".
ولفت إلى أن "مصرف لبنان وضع استراتيجية ضمن سقف قانون النقد والتسليف، مكنته من أن يدعم النشاط البيئي منذ العام 2010، حيث وقع مذكرة تفاهم للتعاون التقني مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف إطلاق وإنجاح المبادرة الوطنية، لتفعيل الطاقة والطاقات المتجددة"، معتبرا أن "أهمية ما قمنا بتحضيره على مستوى البنية التحتية، لتمويل هذا القطاع، تكمن في منح الشركاء الدوليين والجهات المانحة، ثقة كبيرة في التوجه نحو السوق اللبناني، وفي مقدمها الاتحاد الاوروبي".
وأشار إلى أن "مصرف لبنان نال العديد من الجوائز المحلية والعربية، وتنويها إقليميا ودوليا، نظرا لكون مبادراته التمويلية لقطاع الطاقة المستدامة، فريدة ونموذجية، وقد يبنى عليها في العديد من دول العالم، مما يضعنا أمام تحد بضرورة العمل على أن تكون مبادراتنا هذه، أكثر مرونة من ناحية، وأكثر رقابة وتوجيها من خلال اللجنة المعنية القائمة حاليا".
وختم "ما يهمنا هو استمرار الجهود الدولية الهادفة إلى تحسين الأوضاع البيئية. ونحن نتمنى بفضل ضغط الرأي العام ونشاط المؤسسات المعنية، أن نمضي قدما في حماية البيئة في لبنان والعالم"، مهنئا "السيدة باسكال شويري سعد، على حيويتها ونشاطها، وكذلك Green Cedar Lebanon على جهودها المشهودة"، مؤكدا "دعم سعادة حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة ومواكبته لمشاريعكم، متمنيا لكم التوفيق في ما نطمح إلى تحقيقه جميعا، لبناء مجتمع واع لأهمية السلامة البيئية".
جريصاتي
ثم ألقى جريصاتي كلمة، أكد فيها "أهمية المحميات الطبيعية في لبنان"، إضافة إلى جهوزيته "للقيام بشراكة مع مصرف لبنان، بقيادة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، من أجل حماية البيئة، التي يلتزم مصرف لبنان بدعمها".
وقال: "أنا أعرف كم يمكن لأياديكم البيضاء، أن تنجز في هذا المجال، فتحية لكم على ما أنجزتموه في الماضي، وعلى أمل أن نستمر في الإنجاز سويا في المستقبل"، متوجها بالشكر إلى "رئيسة وأعضاء جمعية Green Cedar Lebanon، على ما يقمن به من أجل البيئة منذ سنوات لغاية اليوم"، وقال: "أنتن مثال للالتزام اللبناني، لأن كل ما قمتن به فعلتموه من أجل الوطن وليس لجمعية".
وتوجه بالتحية إلى "الفنانين الذين شاركوا بأعمالهم وريشتهم وإزميلهم بالمعرض"، وقال: "أنتم وجه لبنان الجميل، وجه لبنان الذي سنحافظ عليه. أنتم الذين تجعلون أشخاصا بينهم زوجتي يبقون في هذا البلد"، داعيا "الفنانين الذين سافروا إلى كل أنحاء العالم، ألا يتركوا بلدهم، لأن لبنان بحاجة إلى أياديكم البيضاء، ولأن الارزة بحاجة إلى أن تبقوا ترسمونها وتدافعون عنها"، مقدما "ألف شكر لكل من ساهم في هذا الحدث الجميل، الذي يعود ريعه إلى غرس غابة أرز في كفردبيان، التي نحيي رئيس بلديتها الموجود معنا اليوم، والذي نأمل معه البدء بعملية تغيير تشمل بلديات أخرى".
وإذ اعتبر أن "التحدي كبير جدا"، قال: "تعرفون أنني منذ أيام دخلت في معركة، قيل لي إنها أكبر مني، لأنني أتحدى المقالع والكسارات، التي هي مافيا أكبر من الدولة، وأعرف أن كلفتها علي، ستكون مرتفعة، إنما أنا قبلت التحدي، وبعد 3 سنوات، سنعرف من هو الرابح أنا، أم هم. وأنا أتكل على الكثيرين مثلكم، المؤمنين بأرضهم وبلدهم، وأطلب منكم أن تبقوا إلى جانبي، لتساعدوني، فطريقنا طويل وسوا مع Green Cedar Lebanon، يمكننا أن نغير الصورة".