#الثائر
مع إعلان "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) أمس السبت السيطرة على آخر الأراضي التي كانت خاضعة للتنظيم في سوريا، وبعد أكثر من عام على دحره في العراق، تكون "وظيفة" تنظيم " داعش " الإرهابي قد انتهت بعد خمس سنوات على إعلانه "دولة الخلافة" في سوريا والعراق، وإن كان العالم سيواجه بعض ارتدادات هذا السقوط، خصوصا في مَا خلَّف "التنظيم" من بؤر إرهابية في أكثر من مكان، وهنا، تظل ثمة أسئلة حاضرة دون إجابات واضحة ومحددة، لكن ما يمكن تأكيده أن دحر "داعش" من آخر معاقله لا يعني انتهاء خطره.
منذ أطل هذا التنظيم في العراق وسوريا بدا جليا أن ثمة قوى دولية دعمت وساندت، لا سيما بعد أن توفرت ظروف انتشاره في العراق وسوريا، وكان التسمية " داعش " اختصار لـ "دولة الخلافة في العراق والشام (سوريا)"، ومن ثم طالعنا التنظيم بتسمية جديدة "دامل" أي "دولة الخلافة في مصر وليبيا"، وإذا لاحظنا في سياق تطور الأحداث في السنوات الماضية يتبين أن "دامل" لم يكتب له النجاح، على الأقل في مصر، لوجود دولة مركزية ممسكة بزمام الأمور، خلافا لتطور "داعش" في العراق وسوريا، وهذا يفضي إلى أن مشروع "دولة الخلافة" كان يستهدف المنطقة العربية من سوريا والعراق إلى دول شمال أفريقيا.
كما أن ثمة أمرا لم ينتبه إليه كثيرون، خصوصا عندما تخطى "التنظيم" تسميتي " داعش " و"دامل" مكتفيا بـ "تنظيم الدولة الإسلامية"، وهنا، بدا أن ثمة أحلاما راودت من يقفون وراءه لجهة عدم تحديد إطار جغرافي لمشروع الخلافة الذي نادى به، بمعنى ألا تكون ثمة حدود لانتشاره.
ما يهمنا في هذه اللحظة مع سقوط آخر معاقل " داعش " في البوغاز السورية، أن نعرف من أمد "التنظيم" بالسلاح، بالتأكيد سيطالعنا من يقول أنّ الدعم جاء من تركيا ، وهذا صحيح في حدود معينة، انطلاقا من الجغرافيا الطبيعية التي شكلت مساحة الانتشار والتوسع (الحدود التركية – العراقية والحدود التركية السورية)، لكن هذا يمثل أقل الدعم.
لمعرفة القوى الداعمة، علينا أن نعلم من المستفيد من كل ما خلفه " داعش" في المنطقة، ولا نذيع سرا بأن إسرائيل والولايات المتحدة هما أكثر المستفيدين من تفتيت المنطقة، وفي مكان ما الكل حاول توظيف "داعش" في مَا يخدم أغراضه، روسيا وسوريا في مكان ما، وغيرهما من دول وقوى وجماعات وتنظيمات اتخذت "التنظيم" فزاعة لتحقيق ما يخدم أغراضها وأهدافها.
لكن تبقى ثمة فصول لن تتكشف اليوم لتقدم إجابات صريحة حول من دعم ومول وأمد بالسلاح، ويبقى ما يمكن تأكيده يتمثل في أن الدور الوظيفي لـ " داعش " انتهى، أما ما هو متوار في المشهد اليوم سيظل متواريا لفترة، إلى أن تتكشف حقائق ستكون بالتأكيد صادمة!