#الثائر
اهتمت وسائل إعلام عالمية عديدة برصد ما وصفته بلحظات "الرعب والدم"، بشأن الطائرة الإثيوبية المنكوبة، والتي قتل كل من كان على متنها وعددهم 157 شخصا.
وكانت طائرة إثيوبية تحطمت، يوم الأحد، بينما كانت متجهة من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي وعلى متنها 149 راكبا و8 من أفراد الطاقم.
وقالت الخطوط الجوية الإثيوبية، في بيان: "نؤكد تعرض الرحلة إي تي 302 المتجهة من أديس أبابا إلى نيروبي لحادث في منطقة بيشوفو (ديبريزيت)، جنوب شرق أديس أبابا. والطائرة من طراز بوينغ 737-800 أقلعت الساعة 08:38 صباحا من مطار أديس أبابا، ثم فقد الاتصال بها في الساعة 08:44 صباحا".
ولفتت الشركة إلى أن الضحايا ينتمون لأكثر من 30 جنسية، بينهم 6 من حاملي جوازات سفر الأمم المتحدة.
وبحسب "رويترز"، قالت الخطوط الجوية الإثيوبية إن كل من مسجل صوت مقصورة الطيار ومسجل بيانات الرحلة الرقمية قد تم استعادته.
دخان من الخلف
ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ما وصفته بـ"اللحظات الأخيرة" للطائرة الإثيوبية المنكوبة، قبل أن ترتطم بالأرض مباشرة.
ونقلت الوكالة الأمريكية شهادات من عدد من السكان المحليين، الموجودين في محيط المنطقة الريفية التي سقطت بها الطائرة.
وقال تمرات أبيرا للوكالة الأمريكية: "شاهدت دخانا يتصاعد من مؤخرة الطائرة المنكوبة".
وتابع:
"شاهدتها بعد ذلك تقوم بدورتين في الهواء، ثم سقطت متهاوية على الأرض، لتنفجر ويرتفع الدخان عاليا في السماء".
كما قال شاهد عيان آخر، في تصريحات نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" إن الطائرة سقطت مباشرة من السماء.
وتابع شاهد العيان "لم نر أي لهب مرئي قبل سقوطها أو لهب مرئي ارتطم بالطائرة قبل سقوطها".
وقال شاهد عيان آخر:
"شاهد دخانا قادما من خلف الطائرة، قبل تحطمها بلحظات قصيرة".
كما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن شاهدة عيان أخرى، قولها منظر سقوط الطائرة كان مروعا، لقد كنت أسمع صرخات الركاب بأذني، ولم أكن اتخيل ما يحدث أمامي.
تسجيلات الطائرة
وعثر المحققون، مساء أمس الاثنين، على الصندوقين الأسودين، الخاصين بالطائرة المنكوبة.
وقال مصدر إثيوبي مسؤول في تصريحات نقلتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، أحد الصناديق السوداء تضرر جزئيا، لكن يتم إجراء فحوصات عليه لاستعادة بعض البيانات المفقودة.
وأشار المصدر إلى أن الفحص الأولى للصندوقين الأسودين، يكشف عن لحظات رعب مريعة، عاشها ركاب الطائرة وطاقم القيادة، خاصة بعدما رفضت الطائرة الاستجابة لأوامر قائدها.
وأشار المصدر إلى أن قائد الطائرة أرسل نداء استغاثة قبل تحطم الطائرة المنكوبة.
وقال لينيت دراي، خبيرة الطيران وكبيرة الباحثين المشاركين في جامعة "لندن كوليدج": "ينبغي نقل المسجلين إلى مركز لقراءة بيانات الصندوقين الأسودين".
وتابع: "إذا كانت الصناديق بحالة سليمة، سنكون قادرين على فحصها على الفور".
ومضى: "الأزمة أنه في حال تضرر قد لا تكون البيانات قابلة للاستخراج بسهولة، لكن أعتقد أن ضبط مكونات الدخان التي اندلعت في الطائرة سيكون له مفعول السحر".
فقدت الطائرة الإثيوبية الاتصال بعد حوالي ست دقائق من إقلاعها، وأُعطي الطيار تصريحا للعودة إلى المطار في أديس أبابا، وفقا لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية التي تدير الرحلة، لكن الطائرة سقطت على بعد 35 ميلا جنوب شرق العاصمة، والأمر نفسه في حادثة ليون إير، حيث وقع الحادث أيضا بعد دقائق من إقلاعها وبعد أن طلب الطاقم الإذن بالعودة إلى المطار.
ولفت تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن حادثة الطائرة تجدد الأسئلة بشأن سلامة ماكس 737، التي كشفت عنها شركة بوينغ في عام 2017 وبيعت كطراز راق متقدم من حيث استهلاك الوقود، وأيضا من الناحية التكنولوجية عن طراز 737 الشهير.
وكانت شركة بوينغ قد وصفت —على موقعها على شبكة الإنترنت- هذا الطراز ماكس 737، بأنه أسرع طائرة مبيعا في تاريخ الشركة، وتستخدمها شركات الطيران في جميع أنحاء العالم.
ويستخدم هذا الطراز في الغالب للرحلات القصيرة والمتوسطة، لكن عددا قليلا من شركات الطيران تطير به بين شمال أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهو أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وله مدى أطول من الإصدارات السابقة من 737.
ولكن علقت كثير من شركات الطيران حول العالم، استخدام طائرات "بوينغ 737 ماكس".