#الثائر
– أنور عقل ضو
غالبا ما تأتي مواقف رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في غير سياقها الصحيح، خصوصا في إصراره على دور "بطريركي" دون تفويض من الدروز في حدود تتيح تكريس هذا الدور، ولا يعني ذلك غض الطرف عن الدور الجنبلاطي و"البطريركي" أيضا، لكن ما يشفع لرئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" أنه ارتضى الأطر الديموقراطية لتكريس حضور ترسخ أساسا مع سائر المتغيرات على مستوى الطائفة الدرزية.
وكي لا نظلم أرسلان، وهذا ما لسنا في وارده، لا الآن ولا غدا، نقول، إن طائفة الموحدين الدروز هي الطائفة الوحيدة في لبنان التي لم تتمكن من استيلاد قيادات جديدة لا تنتمي لبيوتات تنحدر من ظلمة وظلام الإقطاع، وهي تجاوزت آليات النظام المقاطعجي في ملكية الأرض لتتمظهر في شكل جديد وتجليات عديدة، وهو ما نراه اليوم، وفي مكان ما ثمة تناغم بين المختارة وخلدة، وإلا كيف نفسر ترك جنبلاط المقعد الدرزي الثاني في دائرة عاليه شاغرا؟ هنا قد يقول البعض إن الأمور وصلت إلى هذا المستوى من الخصومة ولا يعقل أن يكون ثمة تناغم.
في هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن "الحسبة" اختلت بين المختارة وخلدة، فأرسلان اندفع كثيرا فيما بدا للفريق الآخر نوعا من التحدي، لتأتي حادثة مقتل الشاب علاء أبو فرج عقب الانتحابات لتقوض كل التفاهم الأخير، علما أنه ليس خافيا على أحد التنسيق والتفاهمات على إدارة الملف الدرزي، خصوصا منذ أحداث السابع من أيار (مايو) 2008، وهنا يدفع الدروز الثمن بين نهجين همهما الإستئثار بالطائفة، فيما لا نشهد توجهات بديلة ترسخ النهج الذي أرساه الشهيد كمال جنبلاط يوم تخطى الموقع إلى رحاب الوطن، وحمل لواء الفقراء من كل الطوائف.
المشكلة حتى الآن أن لا بديل وطنيا، بمعنى التغريد خارج سرب الطائفة، وهذه مشكلة تتخطى الدروز إلى سائر الطوائف، مع فارق وحيد وهو أن الدروز ظلوا أسرى قياداتههم التقليدية، ولا ننتقص من أي منها، وإنما نحاول تشريح واقع لنخلص إلى بعض الدلالات ومن بينها أن لبنان لا يمكن أن ينهض إن لم تتمكن النخب غير الطائفية من فرض حضورها على الساحة السياسية.
وبالعودة إلى النائب أرسلان، جاءت تغريدته اليوم لتؤكد كم أن الساحة الدرزية تعاني الالتباس حين قال: "من رداءة الزمن أن تصل الأمور الى هذا الدرك الفظيع من الانحطاط الأخلاقي والأدبي في أهم مؤسسات الطائفة، وهي محكمة الاستئناف".
وأضاف: "من المعيب ما يحصل على كل الصعد، من مشيخة عقل ومجلس مذهبي وأوقاف. ولا يليق بنا كطائفة، دينيا وزمنيا، كفى التلاعب بمقدرات الدروز، كفى التلاعب بهيبتنا، كفى التلاعب بمقدساتنا".
وبالنسبة لهذه التغريدة: لا تعليق!