#الثائر
باستثناء الإجراءات الميدانية التي نشهدها على "جبهة نهر الليطاني " لا نرى أن معركة محاربة الفساد قد بدأت فعلا، فقط هي جبهة واحدة مشتعلة وتنتظر الدعم المادي واللوجستي من سائر القوى السياسية، لأن المطلوب الآن مؤازرة "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" لتتمكن من تطويق الفساد على جهات أربع، وإعلان محاصرته قبل الانقضاض عليه، علنا نسجل في غفلة من زمن أول انتصار حقيقي على الفساد ، وغير ذلك لا نرى ما ينذر بقرب اندلاع "معارك" تستهدف الفساد عملا لا قولا، فهل يوحد نهر الليطاني اللبناني ليواجهوا مجتمعين ما ينغص عليهم حياتهم؟
في المستجد من تطورات ما تزال مصلحة الليطاني سائرة بخطى ثابتة في المواجهة، وعلى أكثر من جبهة، رغم المسار الشائك والصعوبات الكثيرة، فالملفات والتقارير حول نهر الليطاني ما تزال تتوالى، والمواجهة لدى أصحاب الشأن تكاد تقتصر على خطابات شعبوية، وكأن ثمة من يريد توظيف المعاناة في معارك خاصة، فوجد في أزمة النهر الأطول في لبنان منصة جاهزة وغب الطلب، حتى أن مسؤولا معنيا في موضوع التلوث، وبذمة "مرحرحة" واعدا بـ "صفر تلوث صناعي في الليطاني قريبا"، بالرغم من أن ليس ثمة "صفر تلوث" في كل أصقاع الأرض على مستوى الأنهر والمسطحات المائية، حتى في الدول المتقدمة ثمة تلوث مع تبعات ظاهرة الاحترار.
أما "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" فتحارب على جبهة النهر الملوث وعلى جبهة الفساد في آن، ولعل الأرقام التي أوردتها مؤخرا تبين حجم الكارثة، فبالاستناد إلى مسح ميداني أجرته على المصانع في الحوض الألعلى والتي بلغ عددها 185 مصنعا، تبين أن معدل تصريف الصرف الصناعي وصل إلى 10268 متر مكعب يوميا، أي حوالي 4 مليون متر مكعب سنويا، علما أن المصلحة ستستكمل المسح على كافة المصانع المرخصة أو غير المرخصة والتي يقدر عددها بـــــ 865 مصنعا مما يجعل هذا الرقم قابلا للزيادة مع عمليات استكمال المسح.
وبالإستناد الى المعطيات والأرقام والإحصاءات المتداولة عن عدد السكان في حوض الليطاني تبين في المسوحات الأخيرة أيضا أن معدل التصريف اليومي لمياه الصرف الصحي يبلغ 128154 متر مكعب/يوم، أي ما يعادل حوالي 46 مليون متر مكعب سنويا تصب بمعظمها في النهر مباشرة أو تتسرب الى المياه الجوفية، وذلك في ظل غياب أو تعطل محطات التكرير، وهي تشمل ضمنا الصرف الصحي الصادر عن النازحين في قرى الحوض الأعلى.
نحتاج لتسجيل نصر ما على الفساد ، والليطاني يستغيث، فهل من مجيب؟