#الثائر
سجل " حزب الله " نقطتين في مرمى مختلف القوى السياسية في غضون ساعات قليلة، وأهمها القرار الذي اتخذه مجلس شورى الحزب، وهو الهيئة القيادية الأعلى للحزب، وقضى بتجميد كل الأنشطة النيابية والسياسية والحزبية والإعلامية للنائب نواف الموسوي لمدة سنة كاملة، على خلفية الإشكال السياسي الذي نتج من تعليقات أدلى بها الموسوي خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة.
رب من يسأل كيف سجل "حزب الله" نقاطا في مرمى الآخرين وقد صوب على أحد مسؤوليه وفي موقع نائب؟ هنا أجاب الحزب عن هذا السؤال من خلال هذا التدبير عينه، فقد أحرج وسيحرج أكثر سائر القوى السياسية، علما أن مثل هذا الإجراء بحق النائب الموسوي جاء استدراكا لما كاد أن يتسبب بأزمة بين "حزب الله" وحلفائه، وقد أصاب في مسألتين، أولا، أكد أن على قياديي ومسؤولي الحزب ألا يندفعوا في خطابهم متخطين سقوف محددة مسبقا، لجهة الحرص على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وثانيا، أوصل رسالة إلى الجميع أن ليس ثمة من هو خارج المساءلة، وهذه الرسالة لم يتقصد الحزب بعثها لأحد، لكنها قدمت نموذجا من المتوقع أن ينعكس على قوى سياسية عدة في موضوع المحاسبة.
وكما كل إجراء وتدبير، كانت لهذه الخطوة تبعات، لكن تظل أقل ضررا من ترك الأمور عل غاربها، ومن بينها انتشار صورة على مواقع التّواصل الإجتماعي للافتة موقعة باسم "أهالي أرزون"، وهي بلدة النائب نوّاف الموسوي في جنوب لبنان، كتب عليها إلى جانب صورة الموسوي: "حزينة أرزون... كحزن يعقوب على يوسف عندما رماه أخوته في الجب..."، وهذا طبيعي والحزب يتفهم ردة الفعل هذه، فضلا عن أن الموسوي يدرك أيضا أهمية هذا التدبير الذي طاوله ولا تنتهي الأمور عند هفوة مرت وإن ترتب عليها نتائج آنية.
أما النقطة الثانية، فبدت اليوم أكثر وضوحا مع كلام النائب حسن فضل الله ، في موضوع الفساد والهدر المالي، خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في مجلس النواب، تناول فيه موضوع الحسابات المالية للدولة، حيث قال صراحة "نريد ان نعرف لماذا مثلا 7 او 8 مرات تقيد هذه الحوالة ثم تلغى، وتعطى رقما مختلفا، ما يعني ان الحوالة صدرت 8 مرات، فإذا مئة مليون تريد وزارة المالية ان تصرفها، فقد اصبحت 800 مليون"، ورأى أن "المطلوب هو السير في تحقيق جدي وحقيقي واخراج هذا الموضوع من اي حسابات سياسية، واقول للجميع من اخذ لجيبته، فليخرج من الحسابات الشعبوية ومن المزايدات، وأقول لكل الناس، لا احد يذهب ويستنفر ليدافع عن فلان وفلان، لم يأت شيء لجيبك ايها المواطن ذهبت لجيوبهم وبطونهم انتفخت وبطونكم خاوية".
وهذه رسالة ثانية، فهل تتعظ سائر القوى السياسية من "حزب الله"؟ وهل يمكن أن تُقرأ رسائل الحزب من موقع الوقوف على هذين الموقفين، خصوصا من الأحزاب والقوى السياسية، أي لجهة التبحر بعيدا في استنتاج العبرة والدلالات؟!