#الثائر
استمر النقاش في اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري للحكومة الجديدة أمس نحو خمس ساعات، تمخضت عن صياغة رؤية اقتصادية جديدة تحفز على النمو وتخفف العجز، كمقدمة ملزمة لتأمين الاستقرار المالي، وبحسب مصادر مطلعة، فإن الأجواء المتشنجة كانت حاضرة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في الاجتماع، وكانت حاضرة أيضا بين وزراء " اللقاء الديموقراطي " و" التيار الوطني الحر "، وحتى رئيس الحكومة شخصياً.
من الطبيعي أن تخيم أجواء التغريدات "التويترية" والتوتيرية على اجتماع اللجنة، فـ "القلوب مليانة"، وإن تراجعت نسبيا حدة التغريدات اليوم، لكن ما عزز أجواء التفاؤل جاء على لسان الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله ومطالبته الفرقاء المحليين بالهدوء، معلناً "متابعته الشخصية لعمل وزراء الحزب، والحكومة بهدف الحؤول دون وقوع الهيكل على رؤوس الجميع، ومؤكدا أن وزارة الصحة التي يقف على رأسها وزير "مقرب من الحزب" وموثوق به من قياداته هي للبنان ولكل اللبنانيين وانه لا يجوز شرعاً التصرف بأموال الدولة خارج ما يسمح به القانون.
ومن جهة ثانية، ثمة محاولات لاستيعاب الخلافات الآنية بعد أن طفت على سطح المشهد السياسي، لكن ما انكسر بين الحريري وجنبلاط لا يمكن ترميمه بتغريدة من هنا وموقف من هناك، وستكون لهذا الأمر تبعات في المستقبل على أكثر من صعيد، خصوصا وأن ما هو واضح اليوم، وفق ما أشار مصدر سياسي مقرب من المختارة لـ "الثائر" althaer.com "محاصرة جنبلاط ومحاولة إضعافه"، ورأى أن "مثل هذا الأمر بات واضحا ولا يخدم الاستقرار في البلد".
واستغرب المصدر عينه كيف أن "البعض راح يتحدث اليوم عن الأمن في الجبل علما أن ليس ثمة موجب لطرح هذا الموضوع وهو يمثل أولوية لجنبلاط كما لسائر القوى السياسية الوازنة، إلا إذا كان المقصود افتعال مشاكل معروفة الأهداف كما شهدنا في بلدة الجاهلية ومدينة الشويفات"، وأكد أنه "إذا كان المقصود إيجاد طابور خامس يندس خلسة لزرع الفتن فهذا الأمر لا يمكن أن يمر لأن الأمن خط أحمر".
ومن هنا نقول، إذا ما استمر "التغريد" خارج سرب المصلحة الوطنية، فذلك لن يكون في مصلحة أحد، وعلى سائر القوى السياسية أن تقتنع بأن لا أحد يمكنه أن يلغي الآخر، فبعض التروي مطلوب، وهذا المرتجى الآن وفي كل آن!