#الثائر
وجه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رسالة إلى "الأخوة والأخوات في الإنسانية من كل بلدان العالم، في إطار استضافة دولة الامارات العربية المتحدة "لقاء الاخوة الانسانية"، فقال: "أوجه إليكم تحية حب وإجلال من أرض التعايش والمحبة، من دار زايد الخير، رمز التسامح والقيم النبيلة، من دولة الإمارات العربية المتحدة التي عرفت الانفتاح والحوار وقبول الآخر منذ القدم، ويفتح شعبها قلبه وعقله لملايين البشر من دول العالم المختلفة، يعيشون معا بوئام وسلام وكرامة من دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس، فغدت بذلك شعاع النور الذي ينثر الأمل في غد يسوده السلام والتعاون بين كل البشر".
أضاف: "إن احتضان دولة الإمارات العربية المتحدة رمزين من رموز التسامح العالمي، وهما قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في عام التسامح وعقد مؤتمر الأخوة الإنسانية، والتوقيع على (وثيقة الأخوة الإنسانية)، هو رسالة واضحة بأننا عازمون على مواصلة مسيرتنا على نهج زايد المؤسس وجهودنا لنشر رسالة التسامح والمحبة والإخاء في العالم كله، انطلاقا من إيمان لن يتزعزع بأن التسامح والتعايش والتعاون المشترك هو أساس نجاح الأمم ونهضتها وتقدمها، وأساس الأمن والاستقرار في العالم".
وتابع: "إذا كان التاريخ هو مستودع الدروس والعبر، فإنه يخبرنا بأن التعصب والكراهية والحقد بين أصحاب الأديان والمذاهب والطوائف كان سببا لأكثر المآسي التي عاشتها البشرية ألما ودموية التي راح ضحيتها ملايين الأبرياء، لكن للأسف هناك من لا يقدرون دروس التاريخ، ويندفعون بوعي أو بغير وعي لتكرار مآسيه عبر بث سموم الصراع والصدام بين الحضارات والأديان، وهؤلاء لابد من التصدي لهم، ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم الشريرة، من خلال التعاون بين دعاة الخير والسلام والمحبة في هذا العالم، لتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال والعيش المشترك، لأن التسامح يحمل في داخله قوة جبارة قادرة على هزيمة الشر مهما كان حجمه، وتغيير مسار العالم إلى الأفضل".
وقال: "إن الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدر للثراء، وليس سببا للصراع أو الاقتتال، لقد خلقنا الله متنوعين، لكي نكمل بعضنا بعضا، ونتعارف ونتعاون من أجل الخير والسلام والنماء لنا جميعا، وهذه هي الرسالة التي تريد دولة الإمارات العربية المتحدة أن توجهها إلى العالم كله من خلال إعلائها راية التسامح، وعملها المستمر من أجل تنسيق الجهود والمبادرات والخطط التي تكرس التسامح بدلا من الكراهية، والتعايش بدلا من الصراع، والوسطية بدلا من التعصب والغلو، والانفتاح بدلا من الانغلاق، والحوار بدلا من الخلاف.. وهذه رسالة الحكماء والمخلصين، والمهمة النبيلة لكل المؤمنين بالمصير المشترك للإنسانية".
وختم: "إن رسالتنا المشتركة التي يجب أن تكون رسالة كل إنسان مخلص على هذه الأرض، وتتناقلها الأجيال على مر الأزمان.. هي العمل الصادق والجاد على نشر قيم التسامح والمحبة والأخوة والحوار وإعلاء كرامة الإنسان، من أجل تحقيق حياة أفضل لكل بني البشر".