#الثائر
- * " فادي غانم "
بعيدا من السجالات السياسية، وهي بوجه عام لا تبشر بالخير فيما يتعلق بانطلاقة عمل الحكومة ، خصوصا بعد ما سجلت أمس مواقف على خلفية متصلة بما آلت إليه التطورات الأخير في أعقاب إعلان الحكومة، وهذا ليس بجديد، وغدا أيضا سنشهد مواقف تتوالى من سائر القوى السياسية حيال قضايا عامة، فأي قرار لا يرضي فريق من مكونات الطبقة السياسية بسائر تلاوينها ستكون له ارتدادات عبر مواقف وانتقادات لا تعد ولا تحصى، وفي الأساس، هل استبد بنا النسيان إلى درجة أننا ما عدنا نتذكر كيف كانت تتم التعيينات وتدار الصفقات وإلى من تسند التلزيمات بالتراضي؟
رغم كل ذلك ما زلنا وسنبقى نتوسم خيرا بإطلالة حكومة نريدها على قدر أحلام وتطلعات اللبنانيين، ولسنا الآن في موضع الانتقاد، فلننتظر أولا وعودا أطلقت وكيف ستجد سبيلها لتصبح إنجازات، أي أن النقد يكون على الأعمال والنتائج وما تحقق من مشاريع، لا على النوايا ولا على ما سمعنا ونسمع من تطمينات، ومن هنا، سنترك هواجسنا جانبا في هذه المرحلة ونعطي فرصة، فالأعمال الجيدة سنلاقيها بترحاب وثناء وتقدير، وسنصفق لها، أما أي تعثر (لا قدر الله) فسنكون متوثبين للانتقاد من موقع الحرص على الحكومة، وتاليا على العهد وما يمثل من رمزية وطنية ومن أمل في وجدان اللبنانيين، ونحن لا نزال نتطلع بعين متفائلة إلى أن الأمور ستصطلح في حدود كبيرة، وهذا ما نبني عليه كثيرا من الأمنيات.
ومن ثم، لسنا ببعيدين عن واقعنا السياسي بتعقيداته الكثيرة، وبتجلياته الصاخبة عند كل منعطف واستحقاق وعند أي أزمة، وهذا ما بات يعتبر خاصية لبنانية في نظام تعددي، لكن ما يعزز مخاوفنا من آن لآخر أن تتفاقم مشاكلنا القائمة والمستجد منها، وهنا يجب أن تظل تحت سقف الدستور، وما يمثل من إطار ناظم لمسار الحياة السياسية، وألا تبلغ الأمور سقوفا تصعيدية تعطل الدولة أو تبقيها عاجزة، لأننا بلغنا مرحلة دقيقة تستوجب من الجميع أن يكون متحملا لمسؤوليته التاريخية، والسؤال المطروح اليوم كيف نستعيد لبنان من فوضى أزماته؟
ومن هنا، نتطلع بتفاؤل، وبعد تشكيل الحكومة، إلى مسارعة "البنك الأوروبي" إلى الإعلان عن تخصيص لبنان بمليار ومئتين وستين مليون دولار للإستثمارات في الطاقة والزراعة والتصنيع وسواه، وعلى مدى ست سنوات، وهذا تحد يتطلب ترشيد الانفاق وحسن الإدارة وعدم تحميل الطبقات المتوسطة والفقيرة المزيد من الضرائب الأعباء.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"