ألقى رئيس الحكومة الاردنية عمر الرزاز كلمة في الجلسة الافتتاحية في الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، استهلها بالقول:
"اسمحوا لي بداية ان انقل تحيات صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين وتمنياته لكم بالخير وللقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة وكل النجاح والتوفيق.
يولي جلالة الملك اهتماما كبيرا بالموضوعات المدرجة على جدول اعمال هذه القمة ويتطلع الى ما سيصدر عنها من مقترحات تتوافق مع طموحات امتنا العربية.
واود بداية أن أتوجه بالتهنئة لفخامة الرئيس ميشال عون، على ترؤس بلاده لاعمال هذه القمة، ونتطلع الى مدرجاتها التي نأمل أن تكون خطوات عملية تعزز مسيرة العمل العربي المشترك، وتسهم في تحقيق الرخاء والتنمية لشعوبنا، وتجسيد طموحات شعوبنا في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي المنشود، واسمحوا لي ايضا أن اتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية رئيس الدورة الثالثة للقمة، على ما بذله من جهد طيب لانجاح اعمالها، كما اشكر معالي الامين العام لجامعة الدول العربية على جهوده المبذولة لتنفيذ قرارات قمة الرياض والتحضير لهذه القمة التي تشكل خطوة مهمة على طريق تعزيز تعاوننا لما يخدم مصالحنا المشتركة.
يأتي اجتماعنا اليوم، حيث يشهد فيه عالمنا العربي ظروفا اقتصادية وسياسية صعبة تتطلب منا جميعا العمل بشكل مشترك على تحقيق اعلى درجات التكامل والتعاون والتنسيق، لمواجهة التحديات والتعامل مع هذه الظروف، بروح المسؤولية والعزم وتكثيف الجهود وترسيخ التعاون والاستقرار والازدهار والانماء لدولنا وشعوبنا. ولا أبوح سرا ان قلت أننا غدونا في زمن يتزايد فيه الاستقطاب الدولي والصراعات الاقليمية والتكتلات الاقتصادية القادرة على مواجهة التكتلات الاقتصادية الاخيرة بشكل يحدث اثرا فاعلا من حيث النتيجة، مما استتبع ضمورا في قدرة الدول الفردية على التحرك او احداث اثر في اي تفاوض او تحرك دولي هام سياسي كان أو اقتصادي. وان هذا يدفعني للقول ان العمل العربي المشترك الفاعل لم يعد مشاعر، بل اضحى حاجة علينا التمسك بها وتجاوز كل ما يفرقنا".
فتخيلوا معي كيف كانت حالنا ستكون مختلفة لو شكلنا كتلة عربية سياسية اقتصادية وازنة تسخر طاقات الامة الطبيعية والبشرية تلقي بثقلها بالكامل على كل قضايانا الاقليمية والعالمية تحقيقا للمصالح العربية العليا.
ان طموحنا هي أن يعيش أبناؤنا مستقبلا مشرقا مليئا بالأمل يتجاوز ما عشناه نحن من واقع يتطلب منا العمل بشكل ممنهج ومدروس وبخطوات واضحة من خلال هذه الجامعة العريقة.
ان املنا كبير في هذه الدورة برئاسة الجمهورية اللبنانية سوف تتكلل بالنجاح والخروج بالنتائج الايجابية وقرارات عملية تأخذ بعين الاعتبار الظروف والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وبالتالي فان اجتماعنا اليوم يعد فرصة طيبة للوقوف على ما تم انجازه من مشاريع تكامل اقتصادي واجتماعي عربي ولا بد ايضا من ايجاد الأطر الكفيلة والبيئة المواتية بين القطاع الخاص في بلادنا، لأنه المحرك الاساس للعجلة الاقتصادية، وستنعكس توافقاتنا على قدرته في زيادة التبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي بين دولنا العربية.
ولا شك أن ذلك سيشجع ايضا الاستثمار المتبادل بما يحقق التكامل الاقتصادي ويبني اقتصادا اقليميا قادرا على تحقيق النمو ورفد المسيرة التنموية في جميع المجالات.
ان التنمية اساسها الاستقرار والامن وهذان غائبان بشكل كبير عن عالمنا العربي، ومن هنا علينا أن نطلق جهودا اكثر فعالية لحل كل الازمات في منطقتنا وفي مقدمتها الاحتلال الاسرائيلي وفق حل الدولتين وبما يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وخصوصا حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
واكرر الشكر لفخامة الرئيس ميشال عون والحكومة اللبنانية وشعبها العزيز على استضافة هذه القمة والجهود المبذولة لانجاحها، وستبقى المملكة الاردنية الهاشمية تبذل كل جهد مطلوب لتعزيز التعاون والعمل العربي المشترك وتحقيق التكامل الاقتصادي بيننا انطلاقا من ايماننا المطلق باننا في تعاوننا وتعاضدنا الخير لكل دولنا وشعوبنا".