#الثائر
في فبراير/ شباط الماضي، دعا مدير إحدى المنظمات المعنية بإزالة الألغام وتقديم مساعدات للضحايا في كمبوديا مواطني بلاده إلى التوقف عن تناول لحم الكلاب وتوفير حماية أفضل للحيوانات بموجب القانون تزامنا مع تقديم منظمته تدريبا من أجل تحديد مواقع الألغام الأرضية باستخدام الكلاب الذكية.
وقال مدير مركز "Cambodian Mine Action"، هنغ راتانا، خلال اجتماع مع مؤسسة "أنقذوا حيوانات كمبوديا" (ARC) إن الكلاب تستحق حماية أفضل بسبب إسهامها في المجتمع، بحسب صحيفة Khmer Times الكمبودية.
تحمل العديد من الأمراض
ويفضل الكمبوديين تناول لحم الكلاب في وجبات طعامهم رغم أنها قد تحمل العديد من الأمراض مثل داء الكلب أو الديدان أو غيرها من الطفيليات التي قد تمثل خطورة على صحة الإنسان.
وقال راتانا:
يجب أن نتجنب أكل لحم الكلاب ليس فقط لأننا يجب أن نتعاطف تجاه الحيوان، لكن لأن تناول لحم الكلاب قد يسبب الأمراض"، مضيفا: "ينبغي إشراك مسؤولي الصحة في وقف هذه الممارسة لحماية صحة الناس.
وعادة ما يجري تقديم الكلاب مشوية أو مع الكاري، وسط نقص كامل في تنظيم هذه المهنة وغياب الرقابة الصحية.
ويقوم المركز بتدريب الكلاب الذكية، المجهزة بالكاميرات وأنظمة الاتصالات، للكشف عن الألغام الأرضية والذخائر العنقودية في عمليات إزالة الألغام.
من جانبها، قالت متحدثة باسم جمعية رعاية الحيوان في بنوم بنه إن المنظمة تدعم موقف وقف تناول لحوم الكلاب.
وأضافت: "تعارض جمعيتنا تماما تجارة لحوم الكلاب"، مضيفة "تناول لحم الكلاب ليس عادة كمبودية أو تقليدا ولحوم الكلاب ليست جزءا من التراث الطهوي التاريخي الغني لكامبوديا. إن أكل لحوم الكلاب ينبع من السبعينيات ومن فترة اجتماعية واقتصادية صعبة في تاريخ البلاد".
أجواء الطهي والتحضير مروعة
وتظهر لقطات نشرتها شبكة ناشطة في حماية حقوق الحيوانات في العاصمة الكمبودية بنوم بنه الظروف المروعة التي وجدت في العديد من مطاعم لحوم الكلاب، حيث يجري الاحتفاظ بها في كثير من الأحيان في أقفاص لتذبح في الموقع حسب الحاجة.
وفي أغلب الأحيان تسلق وتغلى —حيّة — بدرجات حرارة هائلة. كما يتم ذبح الكلاب غالبا في ظروف غير صحية إذ يكون خطر التسمم الغذائي مرتفعا جدا.
وحسب مجلة Animal People news فإن 11 دولة تشتهر بأكل الكلاب وتقع جميعها في القارة الآسيوية وهي: كمبوديا، والصين، والهند، وإندونيسيا، واليابان، ولاوس، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وفيتنام.
يقول راتانا في هذا الصدد: "أعتقد أن حماية الكلاب يجب أن ترسخ في القانون لأنه حتى الآن دول أخرى مثل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا تقوم بذلك".
كمبوديا الأسوأ
وعلى عكس دول شرق آسيوية أخرى تشتهر بتقديم وتناول لحومها مثل فيتنام وكوريا حيث يتم تربية الكلاب خصيصا عادة لهذه الغاية، معظم الكلاب التي تأكل في كمبوديا هي حيوانات أليفة بالأساس تلجأ أسر فقيرة إلى بيعها أو يتم اختطافها في الشوارع والأزقة قبل جلبها إلى مطابخ (مسالخ) المطاعم.
كلاب الأكل تحظى حاليا بشعبية لدى الكمبوديين ربما أكثر من أي وقت مضى. وكثير منهم يقولون إنهم يأكلون لحوم الكلاب للحصول على فوائد صحية، على الرغم من حالات التسمم القاتلة الناجمة عن تناول الكلاب في البلاد بما في ذلك حالة سيئة السمعة حدثت في مقاطعة كراتي في كانون الثاني/ديسمبر 2015 عندما قتل ستة أشخاص ودخل 30 آخرون في المستشفى.
بالمقابل، يقول معارضو أكل لحوم الكلاب إن حظر هذه الصناعة غير واقعي ولكنهم يريدون تنظيم ذلك بشكل أفضل، والتخلص من بعض أسوأ ممارساته.