#الثائر
عقد بعد ظهر اليوم الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، وقد بدأت الجلسة علنية عند الثانية من بعد الظهر في قاعة "صيدون" في فندق "فينيسا"، ألقى خلالها رئيس الدورة الثالثة رئيس وفد المملكة العربية السعودية المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أسامة نقلي كلمة، سلم بعدها رئاسة القمة الى مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة السفير علي الحلبي الذي أعلن استضافة لبنان للقمة في دورتها الرابعة. ثم كانت كلمة ممثلة الامين العام لجامعة الدول العربية الامينة العامة المساعدة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة.
نقلي
وألقى رئيس الوفد السعودي، المندوب الدائم لدى الجامعة العربية السفير أسامة أحمد نقلي كلمة قال فيها:
"لقد سعدنا في المملكة العربية السعودية، باستضافة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة التي عقدت في الرياض، في العام 2013 ونتج عنها العديد من القرارات التي ساهمت في تعزيز العمل العربي المشترك في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، يأتي على رأسها إقرار مبادرة خادم الحرمين الشريفين لزيادة رؤوس اموال المؤسسات العربية والشركات العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن الـ50%، وكان لهذه المبادرة الاثر الكبير في تعزيز قدرات تلك المؤسسات على تلبية حاجات الدول العربية المتزايدة لدفع عجلة التنمية فيها".
أضاف: "كما أقرت القمة الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الاموال العربية في الدول العربية المعدلة والتي تخضع حاليا للمراجعة والتطوير لكي تواكب المستجدات في مجال الاستثمار على المستوى العالمي. كما رحبت القمة ببرنامج تمويل التجارة العربية الدينية الذي أطلقته المؤسسة الاسلامية الدولية للتجارة واستكملت مرحلته الاولى وتستعد لاطلاق المرحلة الثانية منه".
وتابع: "خلال رئاسة المملكة للقمة تحقق الكثير من المنجزات في العديد من المشاريع العربية المشتركة سواء في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح أحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، أو في مجال الربط الكهربائي العربي الذي أنجز فيه عدد من مشاريع الربط الكهربائي بين الدول العربية، وفي مجال الربط السككي العربي، والذي يخضع حاليا للدراسات الفنية. كما صدر عدد من الاستراتيجيات العربية في كثير من المجالات سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي، وأقر العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من المجالات أذكر منها اتفاقية تجارة الخدمات بين الدول العربية واتفاقية التعاون الجمركي العربي".
وقال: "كما أقرت آلية لالتزام الدول العربية لمتطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وتعزيز الشفافية ويتواصل العمل على قدم وساق من أجل قيام الاتحاد الجمركي العربي، كما تم اقرار ما لا يقل عن 90% من قواعد المنشأ التفصيلية العربية وغير ذلك من الانجازات التي تحققت خلال هذه الفترة بفضل من الله تعالى".
أضاف: "تأتي قمة بيروت التنموية في ظل كثير من التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك والتي تتطلب منا جميعا زيادة وتيرة هذا العمل لتحقيق مزيد من الانجازات والتي تنعكس آثارها على الدول العربية جميعا. ويحفل جدول أعمالنا بالعديد من الموضوعات التي تسير في هذا الاتجاه والتي تتطلب منا دراستها بشكل مستفيض وتحديد ما يمكن اقتراحه ليكون على جدول اعمال القمة، ومنها ما يتعلق بالامن الغذائي العربي أو المنشآت الصغيرة أو المتوسطة او السوق العربية للكهرباء، او مجال الطاقة المستدامة أو مجال الاسرة والطفل وغيرها من المجالات. وانني على ثقة بإذن الله تعالى، اننا سنخرج بنتائج طيبة تنعكس في جدول أعمال القمة".
وختم: "أكرر شكري وتقديري للجمهورية اللبنانية الشقيقة وللأمانة العامة على الجهود المبذولة لانجاح اجتماعات هذه القمة وتحقيق ما نصبو إليه جميعا. وأستأذنكم في تسليم الرئاسة لسعادة أخي المندوب الدائم للجمهورية اللبنانية السيد علي الحلبي متمنيا له التوفيق والثبات".
الحلبي
ثم كانت كلمة لمندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير علي الحلبي قال فيها:
"يسعدني ويشرفني أن ارحب بحضراتكم في بلدكم الثاني لبنان وفي عاصمته الجميلة بيروت التي تستضيف للمرة الثانية، قمة عربية بعد القمة التاريخية الاولى عام 2002 والتي انطلقت منها مبادرة السلام العربية. لقد بادر لبنان الى طلب استضافة القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة إيمانا منه بالاولوية المطلقة التي يجب على الدول العربية اعطاءها للعمل العربي الاقتصادي والاجتماعي المشترك لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي وتحرير التجارة البيئية من القيود الجمركية وغير الجمركية المباشرة وغير المباشرة التي تعيق ازدهار المنطقة العربية".
أضاف: "لا تنطلق قمتنا من فراغ إنما تأتي استكمالا لثلاث قمم سابقة تكللت بالنجاح بفضل الارادة العربية الجامعة في العمل الجدي لتنفيذ القرارات التي صدرت عنها، وهنا لا بد من توجيه الشكر الى الدول العربية الشقيقة الثلاث التي قادت العمل العربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ومسك ختامها المملكة العربية السعودية الشقيقة التي أخصها بالشكر على الجهود الكبيرة والفعالة التي بذلتها أثناء رئاستها القمة خلال دورتها الثالثة والتي صدرت عنها قرارات مهمة للغاية والتي يترأس وفدها في اجتماعنا هذا المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أسامة أحمد نقلي".
وتابع: "كما أتوجه بالشكر للأمانتين العامتين لجامعة الدول العربية وللمجلس الاقتصادي والاجتماعي على حسن مشاركتهما في الاعداد والتنظيم لاجتماعات القمة الحالية وللقطاعين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك للمشاركين في المنتديات الثلاث (الاستثمار، الشباب والمجتمع المدني) التي عقدت على هامش القمة وأصدرت توصيات رفعت الى مجلسكم الموقر.
وأوضح أن "جدول أعمال القمة يتضمن مواضيع مهمة جدا لدولنا وشعوبنا التي تتطلع الى اجتماعات القمة هذه، ولها أمل كبير في أن تخرج هذه القمة بقرارات تساهم في تحقيق الرفاه العام وتخفف من معاناتها".
وختم: "نجدد الترحيب بكم، متمنيا لاجتماعنا النجاح ولكم طيب الاقامة في ربوع وطنكم الثاني لبنان".
أبو غزالة
ثم ألقت السفيرة الدكتورة أبو غزالة كلمة استهلتها بالقول: "اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالشكر الى الجمهورية اللبنانية رئيسا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الوفادة، وعلى التنظيم الجيد المحكم لاعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، والذي نثق انه سوف يسهم بشكل فاعل في نجاح أعمالها، والشكر موصول الى رؤساء واعضاء الوفود العربية لحرصهم على المشاركة على مستوى عال في الاجتماعات التحضيرية للقمة، بما يؤكد العزم للمضي قدما في مسيرة التنمية العربية رغم كل التحديات".
أضافت: "تنعقد القمة التنموية الرابعة في ظروف استثنائية مصحوبة بتحديات غير مسبوقة من جانب، وتطورات اقليمية ودولية من جانب آخر، بالاضافة الى ثورة علمية وتكنولوجية هائلة. كما تنعقد الدورة الرابعة في الجمهورية اللبنانية بعد مرور خمس سنوات على انعقاد القمة التنموية في دورتها الثالثة في الرياض عام 2013، فضلا عن انعقاد هذه القمة قبل اشهر محدودة من قمة العالم حول التنمية المستدامة".
وتابعت: "انطلاقا مما تقدم، حرصت الامانة العامة بالتنسيق مع الدول الاعضاء، ومن خلال اجهزة جامعة الدول العربية كافة، للاعداد لهذه القمة موضوعيا بشكل يختلف عن القمم السابقة، اخذا في الاعتبار كل التطورات والتحديات التي اشرت اليها، وفي اطار التوجه العالمي الجديد نحو الانسان، والذي تنعقد القمة حوله تحت شعار الانسان العربي محول التنمية، وعليه فتقدم منظومة جامعة الدول العربية الدعم السياسي على اعلى مستويات اتخاذ القرار، لتحديد اولويات الاستثمارات التي من شأنها احداث تحول كيفي في رأس المال البشري من خلال احراز تقدم سريع نحو عالم يصل فيه الجميع، وأقصد هنا، جميع فئات المجتمع الى كل الخدمات الاساسية بما فيها التغذية السليمة والصحة والتعليم على الجودة، وادماج كامل للاشخاص ذوي الاعاقة، وحياة افضل لكبار السن، وبما يسهم في بناء الكوادر العربية الشابة الواعدة القادرة على دخول سوق العمل ولديهم قدرة على الانتاج وقيادة مستقبل".
أضافت: "لذلك تشكل القمة التنموية فرصة هامة وحقيقية للتقدم والنجاح في دفع العملية التنموية في الدول العربية، بالجمع بين المعرفة والشباب والثروة، فهذه الثلاثية تعني ان فرصة العالم العربي لاحداث انطلاقة جديدة قوية ممكنة ومتاحة للانتقال الى اقتصاديات المعرفة، وهو الامر الذي نسعى اليه معا لنبني نموذجا تنمويا يقوم على أسس وركائز بناء مجتمع المعرفة بما يمكن من تحويل الامكانيات الهائلة والموارد الطبيعية والطاقات الانسانية في المنطقة وفرص الثروة المعرفية، الى قاعدة لتنمية الاندماج والتماسك الاجتماعي ونقل وتوطين المعرفة، وصولا الى التنمية المستدامة التي تزيد من عزة ورفاه الانسان العربي، فقد اصبح الارتقاء بالانسان العربي ضرورة للصمود والبقاء في عالم اليوم، فلا توجد غلبة اهم من الوجود الانساني الكريم لاكساب البشر في الوطن العربي المعارف والقدرات التي تتناسب ومقتضيات هذا العصر واستغلالها بكفاءة لتحقيق اعلى مستوى رفاه انساني لكل مواطن عربي دون تمييز، فخيار الاستثمار في البشر هو الاهم وهو سبيل النجاح في المستقبل".
وختمت: "واخذا في الاعتبار التزام الدول العربية تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فقد حرصنا ان تشكل الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المعروضة على القمة، نموذجا عربيا يعزز من الجهود العربية الرامية الى تنفيذ هذه الخطة الطموحة لما فيها من مصلحة عليا للمواطن العربي، والتي سوف نعرض لها تفصيلا خلال اعمال اجتماعنا الهام هذا، والذي يعد انطلاقة اعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، بعد انعقاد المنتديات التحضيرية للقمة للمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص، والتي نأمل ان تشكل نتائجها وما سوف تتوصل اليه من توصيات ترفع الى الوزراء والقمة العربية، نقلة حقيقية للعمل التنموي العربي المشترك يشعر بها بشكل مباشر المواطن العربي وتنعكس ايجابا على حياته".