#الثائر
افتتح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ، قبل ظهر اليوم، "منتدى القطاع الخاص العربي"، في مقر اتحاد الغرف العربية (مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي)، تحضيرا للدورة الرابعة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية التي ستعقد في 20 الحالي في بيروت، في حضور أكثر من 400 مشارك من 24 بلدا عربيا وأجنبيا.
شارك في الافتتاح وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري ، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية الدكتور كمال حسن علي، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، رئيس اتحاد الغرف العربية محمد عبده سعيد أنعم والرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي.
حضر الحفل الرئيسان ميشال سليمان وفؤاد السنيورة وعدد من الوزراء اللبنانيين والعرب، إضافة إلى نواب لبنانيين وسفراء ودبلوماسيين ووفود من الغرف العربية والغرف المشتركة وجمع من رجال الأعمال والمستثمرين العرب وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية. وشارك في تنظيم هذا المنتدى جامعة الدول العربية واتحاد الغرف العربية واتحاد الغرف اللبنانية ومجموعة الاقتصاد والأعمال.
الحريري
وألقى الرئيس الحريري كلمة، قال فيها: "كم يسرني أن أرى بين الحضور العديد من الأخوة الأعزاء على قلبي وعلى قلب كل لبنان، لبنان الذي سيبقى ينبض من خلال محبيه، وما أكثرهم بيننا اليوم. وهذه مناسبة لأعبر عن الأسف الشديد لغياب الوفد الليبي عن هذا الاجتماع، ولأؤكد أن العلاقة بين الأشقاء، لا بد أن تعلو فوق أي إساءات".
اضاف: "إن أهمية هذا المنتدى تكمن في كونه سيناقش المحاور الأساسية للقمة التي ستنعقد هذا الأحد، كما أن التوصيات التي ستنتج عنه سيتم رفعها مباشرة إلى مؤتمر القمة. ونحن نأمل أن تكون قمة ناجحة بإذن الله، تحاكي تطلعات شعوبنا في المرحلة المقبلة، خصوصا وانها القمة التنموية العربية الأولى التي تنعقد بعد اطلاق الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة في العام 2015. وفي هذا الاطار، نأمل أن ينتج عن هذه القمة توصيات عملية تفعل التعاون وترفع مستوى المعيشة للمواطن العربي في كافة دولنا".
وتابع: "نحن غالبا ما نكرر كلامنا، يجب علينا ان نعمل سويا لترجمة الاقوال الى افعال وان ننجز وهذا ما يريده منا المواطنون. في لبنان لدينا قوانين تعود الى خمسين او ستين سنة مضت، وهذا موجود كذلك في الكثير من الدول العربية. لقد آن الاوان لنطورها وان نعمل سويا لمصلحة المواطن العربي، ونمنحه كل التسهيلات لكي يعمل".
وأكد انه "يجب علينا ازالة كل الحدود التي هي ليست حدودا فعلية بين دولنا العربية، ليتمكن المواطن العربي من العمل والتحرك في مختلف المجالات الصناعية والتجارية بين كل الدول العربية. لقد تكلمنا كثيرا عن هذا الموضوع وقد آن الاوان لتطبيقه عمليا، فكفانا اطلاق نظريات، علينا ان نبدأ بالعمل الفعلي .هناك كثير من الدول بدأت تدرك ان العالم العربي هو كنز ويجب علينا ان نستثمر فيه ونظهره ونبرهن للجميع ما يمكن للعالم العربي ان يقوم به تجاريا واقتصاديا".
وقال: "أود أن أتطرق ايضا الى دور المرأة في العالم العربي، فهي نصف هذا العالم، ولكن كيف تمثله في السياسة والاقتصاد؟ ان اقتصادنا لا يمكن ان يكتمل اذا لم تشارك المرأة العربية في كل قطاعات الدولة، أكان في السياسة او الاقتصاد او أي قطاع آخر. فالمرأة باستطاعتها ايضا ان تخفف من النزاعات السياسية ونحن نرى اليوم كم سيدة تبوأت مراكز مهمة كرئيسة جمهورية او حكومة".
وشكر "الجميع على وجوده معنا اليوم، فهذا دعم للبنان وان شاء الله تكون القمة الاقتصادية قمة ناجحة بوجودكم جميعا".
وختم قائلا: "الكلمة التي ألقيتها قريبة جدا مما قاله للتو الوزير رائد خوري، وقد يكون هذا عائدا الى التقارب بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، الذي يبدو انه "جنن" الكثير من الناس".
خوري
وكانت كلمة للوزير خوري، قال فيها: "إن انعقاد مؤتمر "سيدر" ونتائجه لا سيما لناحية إقراره مساعدات مالية كبيرة بقيمة 11.6 مليار دولار، عكس ثقة المجتمع الدولي بلبنان وبقدرته على تجاوز الصعاب والتحديات الكبيرة المتعلقة ببنيته الاقتصادية بشكل عام الامر الذي وضع الدولة اللبنانية أمام تحد حقيقي لإثبات قدرتها على الوفاء بالتزامات مؤتمر "سيدر"، وتحديدا تطبيق الإصلاحات المالية والهيكلية والقطاعية المطلوبة من قبل الدول والمنظمات الإقليمية والعالمية المانحة التي شاركت في المؤتمر. لذلك عمدت الحكومة اللبنانية الى وضع ورقة عمل تحت عنوان: "رؤية الحكومة اللبنانية للاستقرار والنمو وفرص العمل" قدمتها الى مؤتمر "سيدر" في 6 نيسان 2018، كما وضعت لهذه الغاية استراتيجية للنهوض الاقتصادي تقضي بدعم القطاعات الانتاجية ذات الاولوية وزيادة قدرة لبنان التصديرية".
وتابع: "وفي هذا السياق لا بد من الاشارة الى ان إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في أيلول 2017 قد شكل نقطة تحول في المسار الاقتصادي للبنان، كونه وضع مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص على المسار التنفيذي الصحيح من خلال تحديد الاجراءات اللازمة لتنظيم عقود الشراكة وتنفيذها والتقاضي بشأنها الامر الذي من شأنه ان يؤمن الثقة للمستثمرين. وفي الاطار عينه تم التعاقد مع شركة "ماكينزي" حيث تم وضع مخطط حول: "هوية لبنان الاقتصادية والاجراءات الكفيلة بتحقيقها". الامر الذي من شأنه ان يوفر كافة المعطيات الاقتصادية لأي مستثمر محلي او اجنبي".
أضاف: "ان خلاصة ما توصلنا اليه في رؤية لبنان الاقتصادية هو: مضاعفة التركيز على القطاعات المنتجة ذات القيمة المضافة العالية والتي ترتكز على المعرفة بدرجة كبيرة وتحدث أثرا مضاعفا ومرتفعا وتتسم بمستوى أعلى من المرونة، العمل على بناء رأس مال بشري متميز يلبي الاحتياجات الاقتصادية المستقبلية، ضمان حكومة فعالة وكفوءة تدعمها سياسات الانضباط الكلي أي المالي والنقدي، بناء اقتصاد مفتوح يقوم بشكل أساسي على تنمية القطاع الخارجي والتركيز على الصادرات. الامر الذي يحتاج لتحقيقه توفير بيئة أعمال وبنية تحتية تنافسية وهذا ما نصبو اليه من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" الذي خلص الى:
1-تأمين قروض ميسرة لتمويل برنامج الانفاق الاستثماري الذي يضم حوالي 190 مشروع من أصل 250 مشروع مقدم من قبل الحكومة اللبنانية وهي تشمل مختلف قطاعات البنى التحتية مثل: النقل، المياه والري، الصرف الصحي، الكهرباء، الاتصالات، النفايات الصلبة، انشاء المناطق الصناعية، الخ ...
ولهذه الغاية تم تحديد مشاريع البنى التحتية المؤهلة للشراكة بين القطاعين العام والخاص والتي من ابرزها:
أ- توسيع مطار رفيق الحريري الدولي
ب- تأهيل وتوسيع مطار رينه معوض في محافظة عكار،
ت- وانشاء الطريق السريع بين خلدة ونهر ابراهيم على طول 38 كلم منها 12 كلم انفاق،
ث- انشاء مرفق جونيه السياحي،
ج- وانشاء مرفأ جديد في صيدا،
ح-انشاء سد في نهر البارد في شمال لبنان، وسد اخر في عين داره وسد وبحيرة مزرعة الشوف،
خ-مشروعي معامل الزهراني وسلعاتا لتوليد الطاقة،
د-وانشاء المركز الوطني للمعلومات National Data Center
ذ-مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس
بالإضافة لمشاريع عدة في الصرف الصحي ومعالجة النفايات الصلبة وتحويلها الى طاقة".
وتابع خوري: "يصل مجموع كلفة هذه المشاريع الى 6 مليار و578 مليون دولار اميركي، وهذا الرقم كبير ولا بد للقطاع العام من اشراك القطاع الخاص والمصارف والصناديق في التمويل مما سيساهم في رفع معدلات نمو لتلامس 6 - 7% سنويا، بعد ان تدنت الى حدود 1% في السنوات الأخيرة نتيجة للازمة السورية والتأثير السلبي للنزوح على الاقتصاد اللبناني. لكن ايضا هناك ضرورة قصوى أن يترافق تنفيذ برنامج الانفاق الاستثماري بإصلاحات عديدة تكرس مبدأ الشفافية والحوكمة اللازمة لتعزيز ثقة المستثمرين ومساعدتهم على تفادي المخاطر التشغيلية في هذه المشاريع، وتوفير الحماية لهم. مع التأكيد أيضا على أهمية تعددية أدوات التمويل واقتراح تأسيس صناديق استثمارية لبنانية يجري تمويلها عبر أموال المغتربين اللبنانيين، ووضع هيكلية واضحة للمشاريع، بما يضمن تغطية تكاليف التشغيل وفصل الملكية عن التشغيل بما يضمن استمرار الخدمات، والعمل مستقبلا على توفير آليات واضحة لفك الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجود قواعد واضحة لحل النزاعات".
وقال: "أخيرا، لا بد من التأكيد على عامل الثقة لتفعيل الشراكة، سواء الثقة في نشاط الدولة التي تمثل القطاع العام التي يتوجب عليها العمل بسرعة على مجموعة مسائل اهمها:
1- ترشيق المالية العامة لاعادة الثقة للمستثمرين الاجانب والمحليين،
2-ووضع التشريعات اللازمة لإنشاء الهيئات الناظمة للقطاعات،
3- توصيف مهام المجالس التي قد تكون معنية بالشراكة وتحديد مسؤولياتها بشكل واضح منعا للازدواجية في العمل واتخاذ الاجراءات اللازمة لإلغاء المجالس والصناديق التي انتفى أي دور لها في الحياة الاقتصادية والتنموية الحالية.
4-تمكين المجلس الاعلى للخصخصة والشراكة لكي يقوم بالدور المنصوص عليه في القانون.
5-اقرار المراسيم التطبيقية لقانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولا بد من اعداد حملات توعية لتوضيح اهمية القانون وآلياته التنفيذية".
وختم شاكرا القيمين على هذا المنتدى "لأنه افسح المجال امام القيمين على الاوضاع الاقتصادية واصحاب الخبرات لتبادل افكارهم الاقتصادية المنتجة حتما، وذلك تمهيدا لرفع التوصيات الختامية التي ستصدر عنه الى القمة الاقتصادية العربية نهار الاحد المقبل، آملين في انعكاس صداها بصورة ايجابية على الاقتصاديات العربية كافة".
سلامة
ثم تحدث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، اعلن في مستهلها أنه "يجب تقديم نظرة واقعية عن لبنان بعيدة عن الإشاعات وصناعة اليأس". وقال: "شهد لبنان خلال العام 2018 كل اسبوع صدور تقرير أو تقريرين يتحدثان عن الانهيار الاقتصادي والافلاس. لكن الحقيقة هي أن النمو خلال العام 2018 كان بين 1 و1.5 في المئة، بينما النمو في المنطقة كان بحسب صندوق النقد الدولي عند حدود 2 في المئة، وكان يمكن وصول النمو في لبنان الى حدود 2 في المئة لو تشكلت الحكومة. أما الودائع في العام 2018 فارتفعت بنسبة 3.5 في المئة، وكان الارتفاع بشكل أساسي في العملات الأجنبية. أما الودائع بالليرة فحافظت على مستوياتها، وبلغت الدولرة 70 في المئة نتيجة ارتفاع الودائع بالعملات الأجنبية. أما الفوائد فارتفعت نتيجة ارتفاع العجز في موازنة الخزينة وارتفاع الفوائد عالميا. وعموما ارتفعت الفوائد في لبنان بين 2 و3 في المئة وهذا هو معدل الارتفاع العام".
وأضاف: "حققت المصارف تقدما على مستوى المؤونات وارتفعت بنسبة 3.75 في المئة من المحفظة الائتمانية. أما التسليفات فارتفعت بنحو 1.5 مليار دولار، بينما استمر التسديد بحيث حافظت التسليفات على معدلات العام الماضي".
وأشار الى "أن القروض المدعومة من مصرف لبنان بلغت نحو 800 مليون دولار قروض اسكانية و400 مليون دولار قروض انتاجية".
أما عن أهداف العام 2019، فقد أكد سلامة ما يلي:
- أولا، المحافظة على سعر صرف الليرة.
- ثانيا، المحافظة على استقرار معدلات الفوائد.
- ثالثا، اطلاق المنصة الالكترونية للتداول التي ستوفر تسعيرا شفافا وسوقا ثانوية ترفد الأسواق بالسيولة.
- رابعا، متابعة دعم الاقتصاد الرقمي الذي يتمتع بمستقبل واعد.
- خامسا، العمل على إطلاق العملة الرقمية قبل نهاية العام ما سيساعد على تعزيز الحركة التجارية.
- سادسا، السهر على احترام قوانين الدول التي نتداول بعملتها".
وختم: "ان مصرف لبنان طلب من شركات تحويل الأموال الدفع بالليرة، لأن ذلك يحصن لبنان قانونيا لمكافحة تبييض الأموال، ولا علاقة له بما روج له عن العمل على زيادة الاحتياطات".
حسن علي
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية: "يسعدني في بداية كلمتي هذه أن أتوجه بالشكر والتقدير لدولة لبنان حكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وبما قامت به من جهود لاستضافة أعمال منتدى القطاع الخاص العربي للدورة الرابعة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية. كما أتوجه بالشكر ايضا إلى الجهات المنظمة لأعمال هذا المنتدى من اتحاد الغرف العربية، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، ومجموعة الاقتصاد والأعمال، نظرا لما قاموا به من دور رائد في تنظيم أعمال المنتدى وتوفير التسهيلات الكفيلة بإنجاحه. ولا يفوتني في هذا الصدد أن أشيد بما لمسناه من ترحيب وحسن الاستقبال والتنظيم، وعلى الجهد العلمي الذي تم القيام به من أجل إبراز دور القطاع الخاص العربي في مختلف مجالات التعاون المشتركة في ما بينها وبين جامعة الدول العربية".
وأضاف: "اسمحوا لي أن أعرب لكم عن خالص سعادتي للمشاركة في أعمال هذا المنتدى الذي يهدف إلى بلورة تطلعات القطاع الخاص العربي لتعزيز دوره في تمويل التنمية لتحقيق النهوض والتكامل الاقتصادي والاجتماعي المنشود، ارتكازا على أسس التنمية المستدامة لتحقيق اقتصاد أكثر احتوائية من خلال الآفاق الجديدة الابتكارية التي فتحت أبوابها الثورة الصناعية الرابعة".
وأكد "ان هذا المنتدى إنما هو نتاج لالتزام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتنظيم منتدى القطاع الخاص العربي في إطار انعقاد القمم العربية التنموية، تماما كما حصل في إطار قمة الكويت لعام 2009، وقمة شرم الشيخ لعام 2011، وقمة الرياض لعام 2013. وليس هذا فحسب بل إن انعقاد هذا المنتدى يأتي في ضوء النتائج التي حققتها هذه المنتديات في صياغة وبلورة رؤى موحدة للقطاع الخاص تم رفعها إلى القمة، وحظيت باهتمام من قبل القادة العرب، إلى جانب ما تم إعلانه من مشروعات عربية مشتركة للقطاع الخاص تصب في خدمة أهداف التنمية والتكامل الاقتصادي العربي".
وقال: "شهدت الدول العربية تحولات مهمة، إذ انتقلت من اقتصاديات تعتمد على القطاع العام في التنمية إلى اقتصاديات تعتمد على القطاع الخاص في آليات نموها كما على آليات السوق الحرة، فعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى أن نصيب القطاع الخاص من الناتج المحلي الإجمالي قد ازداد مؤخرا إلى 75 في المئة في الدول العربية بدفع من برامج الإصلاح الاقتصادي. كما أن للقطاع الخاص دورا في الاستثمار، وفي خلق فرص العمل الجديدة، مما جعله المحرك الرئيسي للنمو الذي شهدته البلاد العربية، لذا اتخذت القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في دولة الكويت في يناير 2009 القرارات اللازمة لإعطاء الأولوية للاستثمارات العربية المشتركة، ولتدعيم مشروعات البنية الأساسية، وتنمية القطاعات الإنتاجية والتجارية والخدمية والاجتماعية. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المساهمة في تمويل وتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي العربي، ومخطط الربط البري العربي بالسكك الحديدية، والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي، والبرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية، إلى جانب غيرها من المشاريع الحيوية".
اضاف: "يثبت القطاع الخاص فعاليته وقدرته على التأقلم والصمود بوجه الضغوط الاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية التي واجهتها منطقتنا. وفي هذا الإطار أؤكد أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز قطاع الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات كونها المدخل للاقتصاد الرقمي حيث للمنطقة العربية إمكانية غير محدودة بما تملكه من موارد بشرية وقدرته على الإبداع والمبادرة والابتكار، وأنه ضروري لرفع الإنتاج التكاملي في المنطقة، وتنمية الصادرات فضلا عن أهمية دعم وتطوير قطاعات واعدة جديدة تشجع المؤسسات الصغيرة والطاقات الشبابية على الابتكار من خلال تطوير بيئة حاضنة للمبادرات ولابتكار وتطوير آليات وبرامج التمويل المناسبة. وبهذه الرؤى والبرامج نستطيع أن ندخل اقتصادنا العربي إلى عهد الثورة الصناعية وتنوع مصادره ونعزز نموه استنادا إلى موارد غير تقليدية تتمثل بالعلم والمعرفة والابتكار".
وتابع: "بناء على ما تقدم، قد يكون من المناسب اتخاذ عدد من السياسات ولإجراءات التي تعمل على تشجيع القطاع الخاص للقيام بدور في تنفيذ مقررات القمم التنموية الاقتصادية والاجتماعية ومن أهمها:
أولا: إشراك القطاع الخاص في مناقشة واتخاذ القرارات خلال تثبيت رؤياه وتوصياته.
ثانيا: توفير مناخ استثماري جاذب مع إزالة العراقيل الإدارية التي تعطل الفوائد المحققة من القوانين والتشريعات الجاذبة للاستثمار.
ثالثا: توفير آليات لتشجيع إقامة شركات المخاطرة.
رابعا: تطوير التعليم التقني ومؤسسات التدريب لتطوير قدرات العمالة والارتقاء بها لتواكب متطلبات الثورة الصناعة الرابعة.
خامسا: إزالة العقبات التي تواجه العمل العربي المشترك من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وإزالة العوائق التي تواجهها ومن خلال إقرار الاتفاقية العربية لاستثمار رؤوس الأموال العربية في المنطقة العربية وغيرها، وفي هذا الاطار اؤكد أن هناك جهودا تبذل لإزالة العوائق التي تواجه منطقة التجارة الحرة".
شقير
كما كانت كلمة لرئيس اتحاد الغرف اللبنانية، استهلها بالترحيب "بالاشقاء العرب في بلدهم الثاني لبنان، الذي لطالما فتح ذراعيه لإستقبال اشقائه ضيوفا أعزاء في دارهم وبين أهلهم".
وقال: "مما لا شك فيه، ان القمة التنموية العربية تأتي في ظل متغيرات في السياسات والتحالفات الاقتصادية العالمية، وفي ظل أوضاع اقتصادية مقلقة عالميا وبالغة الصعوبة عربيا، ويمكن تلمسها في عالمنا العربي من خلال تراجع النمو وتردي الخدمات وارتفاع معدلات البطالة والفقر والهجرة والنزوح وغير ذلك. كل هذا يضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة. لذلك علينا أخذ العبر من تجاربنا ومن النماذج الناجحة حول العالم، للاستفادة من القدرات والامكانات الهائلة المتوفرة لدينا لتحصين الساحة الاقتصادية العربية والذهاب لتحقيق التنمية المستدامة".
اضاف: "هنا اعتقد ان تحقيق نقلة على هذا المستوى لا يتطلب الكثير من الجهود والدراسات والمشاريع، فخارطة الطريق معروفة، المهم ان يكون لدينا الشجاعة للتقدم عليها عبر تطبيق الاتفاقيات الموقعة والمشاريع التي تم اقرارها، واتخاذ رزمة من الاجراءات التي تسهل التجارة وممارسة الاعمال والاستثمار بين الدول العربية".
ورأى ان "المطلوب أيضا اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحسين مناخ الاعمال في دولنا وتحفيز الاستثمار في القطاعات المجدية ومنها تكنولوجيا المعلومات وفي المشاريع المتوسطة والصغيرة، وتشجيع واحتضان المبادرات الخلاقة". وقال: "نعم، لقد آن الأوان ليكون الازدهار والتطور ورفاه شعوبنا في مقدمة أهداف دولنا. ولا يظنن أحد انه إذا ركز جهوده لتحسين أوضاع بلاده فقط من دون الاستجابة لمتطلبات التكامل الاقتصادي العربي بإستطاعته تحقيق أهدافه التنموية".
واكد "ان لبنان كان من أول الدول العربية التي انخرطت في الاتفاقيات التجارية والاقتصادية العربية، وهو نفذ والتزم بكامل مقتضياتها. كما ان لبنان يمد يده دائما لاشقائه وهو على استعداد للدخول في أي مشروع يهدف لزيادة التعاون الاقتصادي". وقال: "اليوم، بلدنا يطمح لتحقيق تقدم فعلي على المستوى الاقتصادي والتنموي، وقد نجح في الحصول من خلال مؤتمر سيدر على 11،8 مليار دولار لتطوير بنيته التحيتة، كما ان لبنان بدأ فعليا بعملية استكشاف النفط والغاز في البحر، فيما التحضيرات جارية لاطلاق عملية الاستكشاف في البر".
اضاف: "من هذا المنتدى، ندعو المستثمرين العرب الى الدخول كشركاء فعليين في تنفيذ هذه المشاريع بالشراكة مع نظرائهم اللبنانيين، خصوصا وان لبنان أقر مؤخرا قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص".
وختم: "أتمنى لمنتدانا وللقمة التنموية النجاح، ويحدونا الأمل بأن يأخذ قادتنا بالتوصيات التي سنتوصل اليها، لأن القطاع الخاص يبقى المحرك الفعلي لتطوير العلاقات الاقتصادية العربية الى المستويات التي تخدم مصالح دولنا وشعوبنا".
أنعم
وقال رئيس اتحاد الغرف العربية أنعم: "نحن نعتز بأن ننظّم هذا المنتدى، كعهدنا في ذلك منذ قمة الكويت عام 2009. وإنني في هذا المجال أحيي شركاءنا في جامعة الدول العربية واتحاد الغرف اللبنانية ومجموعة "الاقتصاد والأعمال"، على جهودهم وتعاونهم لتنظيم المنتدى الذي يعقد تحت عنوان "الثورة الصناعية الرابعة والتنمية المستدامة في سبيل اقتصاد عربي أكثر احتوائية"، وذلك إدراكا منا بضرورة الشروع في تطوير البنية التحتية التكنولوجية والتشريعية ودعم خطط التطور التكنولوجي، وتبني نهج جديد شامل يقودنا نحو اقتصاد حديث يعتمد على مستحدثات الثورة الرقمية والاستثمار في التعليم والتدريب المتقدّم، بما يوصلنا إلى تحقيق الأمن والأمان والرفاهية للمجتمعات العربية".
وأضاف: "هناك تحديات كبيرة تواجه العالم العربي، وعلى رأسها ملف إعادة الإعمار في الدول التي طالها الدمار نتيجة الإرهاب. وهذا الملف وغيره من الملفات الشائكة ليس مسؤولية الحكومات العربية وحدها، بل المسؤولية مشتركة مع القطاع الخاص العربي. مسؤولياتنا أن نكون شركاء أساسيين في صناعة المستقبل الاقتصادي العربي كما تطمح إليه شعوبنا. ومسؤولياتنا أن نرفع الصوت عاليا لنقول بصوت واحد للقادة العرب: إن الطريق إلى المصالحة ولم الشمل العربي، هو السبيل لحفظ الموارد والثروات والمضي نحو التقدم، فيتحقق بذلك الشعار الذي رفعته القمة "الإنسان محور التنمية"، وتصبح بذلك الطريق معبدة لتنفيذ القرارات والتوصيات التي سوف تخرج عن القمة، فلا تبقى بذلك مجرد شعارات غير مقرونة بآليات تنفيذ محددة أو مدعمة بتمويل مناسب، وتستهدف تعزيز طاقات ومواهب الإنسان العربي على المستويات كافة. وإنه ليس من الانصاف عدم تقدير ما تحقق من خطوات تكاملية، ولكن ما تم إحرازه لا يزال متواضعا جدا، حيث لا نرى نموا ملموسا في حجم التجارة وتدفقات الاستثمارات العربية البينية. ولذلك نحن ندعو إلى مراجعة متأنية للخطوات والسياسات التي تم اتخاذها، والتغلب على المعوقات التي تحول دون تنامي النشاط الاستثماري العربي الذي لا يزال رهينا بتأشيرة الدخول، في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت إلى أرقام تعد الأعلى بين دول العالم، وفي ظل انخفاض حجم التجارة البينية التي لا تمثل سوى 10 في المئة من حجم التجارة العربية".
وختم قائلا: "ندعو القمة العربية إلى تبني رؤية القطاع الخاص العربي، والتوصيات التي سوف تخرج عن منتدانا اليوم، وعلى رأسها توفير المظلة الضرورية لتعزيز دور القطاع الخاص في مشروعات التنمية والتكامل الاقتصادي العربي والتحديث التكنولوجي وإعادة الإعمار والاتجاه نحو الاقتصاد الرقمي، باعتباره المصدر الحقيقي لتعزيز القدرة على النمو الفعلي والشامل والمستدام، والقادر على توفير فرص العمل الجديدة ومواكبة العصر. واتحاد الغرف العربية بوصفه ممثلا للقطاع الخاص العربي من خلال تمثيله للاتحادات والغرف في كافة الدول العربية و لـ 16 غرفة عربية وأجنبية مشتركة في أنحاء العالم، على استعداد للتعاون مع كل المنظمات الاقتصادية والحكومات العربية المعنية في سبيل تحقيق ذلك".
أبو زكي
بدوره، قال ابو زكي: "يشكل هذا المنتدى منصة لإجراء حوار صريح حول العلاقة العضوية بين القطاعين العام والخاص على قاعدة إعطاء ما لقيصر لقيصر. فدور الحكومات وضع السياسات والتشريعات والتنظيم والمراقبة. وعلى مؤسسات القطاع الخاص التنفيذ، لكن المشكلة التي تواجهها هذه المؤسسات تكمن إما في التشريعات وإما في سوء التطبيق أو في الاثنين معا، وقبلهما في الفساد الذي يفسد التشريع والتطبيق ويعطل آليات عمل السوق، وفي البيروقراطية المتأصلة في معظم مجتمعاتنا. ونحن هنا لنفكر معا في نتائج القمم السابقة. وفي هذا الواقع وفي الاختلالات القائمة وفي ما يمكن عمله للتصويب والتطوير. نحن هنا لنفكر معا في أحوالنا العربية المأزومة وسط عالم مأزوم. ونحن هنا معا لننقل إلى قياداتنا التي تجتمع بعد أيام في إطار القمة همومنا والهواجس. وهذه القمة جاءت بمبادرة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ينتقدها البعض كل يوم وكأنها هي المسؤولة عن الاختناقات والأزمات والإحباط في حين أنها المرآة التي تعكس كل الشؤون والشجون العربية".
وأضاف: "ان الجامعة العربية تحاول دائما تدوير الزوايا، والبحث عن الضوء في النفق المظلم. فلماذا نلومها وهي ليست الجهة التي ترسم السياسات وتبرم الاتفاقات، ودورها هو محاولة التقريب بين المتباعدين ومصالحة المتخاصمين وصولا إلى قواسم عربية مشتركة. إن التلاقي العربي مطلوب وبإلحاح لا سيما في هذه المرحلة السياسية والأمنية الصعبة المترافقة مع عدم استقرار أسواق النفط، الأمر الذي ينعكس سلبا على النشاطات الاقتصادية وعلى معدلات النمو وما ينتج عنها من تزايد في البطالة. ومثل هذا الوضع يستدعي دعم وتفعيل دور القطاع الخاص وتوفير المناخ المناسب لمؤسساته، وتحقيق المزيد من الانفتاح بين الأسواق، مما يساعد في تحريك العجلة وتحسين معدلات النمو".
وختم: "إن التحديات كبيرة والمطلوب منا تحويلها إلى فرص. ونحن على يقين أن الأمين العام لجامعة الدول العربية معالي الأستاذ أحمد أبو الغيط وبما يمتلك من خبرة ودبلوماسية، سيجد في ظل التعقيدات السياسية، فرصة لتعزيز الجانب الاقتصادي من عمل الجامعة وتفعيل العمل المشترك والإفادة القصوى من حيوية القطاع الخاص العربي".
تكريم
وتلا حفل الافتتاح تكريم حاكم مصرف لبنان سلامة، الرئيس الفخري لاتحاد الغرف العربية عدنان القصار، شقير، مجموعة هائل سعيد انعم وشركاه واستلم الجائزة نائب الرئيس والرئيس التنفيذي عبدالجبار هايل سعيد، نائب الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد المقاولين العالمية ((C.C.C. توفيق خوري، واستلم الجائزة بالنيابة عنه مدير عام لبنان في CCC يوسف كنعان، دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية - شاعر وشركاه واستلم الجائزة مدير العمليات مروان قبرصلي.
أعمال المنتدى
وتضمنت أعمال المنتدى خمسة جلسات عمل قدمت فيها 26 ورقة عمل، وهي: دور القطاع الخاص ومؤسسات التمويل في التنمية المستدامة والتجارة البينية وإعادة الإعمار، الثورة الصناعية الرابعة والمرحلة الاقتصادية المقبلة، المرأة العربية والتمكين الاقتصادي، ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة مفتاحا للتحول إلى الاقتصاد المعرفي، لبنان والشراكة بعد مؤتمر "سيدر".