#الثائر
دعوة سوريا إلى القمة الانمائية العربية المفترض أن تلتئم في بيروت بعد ثمانية أيام دونها محاذير، فجرى استبعادها على خلفية أن ثمة أسبابا موجبة متصلة بإعادة ترتيب البيت العربي وصولا لاستعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وحضور ليبيا القمة مرفوض بالاستناد إلى موقف نواب حركة "أمل"، إذ لم يخفوا احتجاجهم من دعوة ليبيا إلى القمة، حتى أن النائب علي خريس هدد قائلا "ما تجربونا"!
وما هو مستغرب أن ليبيا وفي عهد العقيد معمر القذافي دعيت للمشاركة في القمة العربية في بيروت عام 2001 ومثلها يومذاك الوزير الليبي أمين شؤون الوحدة الأفريقية عبد السلام التريكي، فما هو الموجب اليوم لرفض مشاركة ليبيا بعد سقوط نظام القذافي المسؤول عن هذه الجريمة، ولماذا نحاسب ليبيا التي كانت مصادرة من خلال ديكتاتورية القذافي يوم كان الحاكم المطلق، يسبغ على نفسه ألقابا وهمية، حتى أعلن نفسه "ملك ملوك أفريقيا".
ومن ثم قضية الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه هي قضية جميع اللبنانيين، وهذا الأمر يتطلب موقفا وطنيا وضحا، وموقفا رسميا واحدا، ولا بد من الخروج بتوجه وطني حيال هذه الجريمة التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وستظل حاضرة لانها تمس كرامة لبنان بكل طوائفه ومذاهبه.
من جهة ثانية، ما تزال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل القمة بسبب استبعاد سوريا عن المشاركة فيها، تلاقي ارتدادات داخلية، خصوصا وأن موضوع مشاركتها لا يقرره لبنان، هذا بالإضافة إلى أن الرئيس بري متمسك بقرار التأجيل لعدم وجود حكومة، وبسبب عدم دعوة سوريا من جهة ودعوة ليبيا من جهة ثانية.
وفي هذا السياق، يبدو أن الأمور متجهة نحو التصعيد، بعد دعوة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى اجتماع طارئ لهيئتيه الشرعية والتنفيذية صباح اليوم، وجاء ذلك توازيا مع موقف وزير العدل سليم جريصاتي طلب بموجبه تفعيل قضية الموقوف هنيبعل القذافي، وتحويل الملف إلى التفتيش القضائي، لكونه تحول الى قضية رأي عام بلغت لجنة حقوق الإنسان في جنيف، ومراجعة جريصاتي طلبت التدقيق في المسار القضائي للتوقيف، وما اذا كان هناك تجاوز قانوني لكي لا يتهم لبنان بالاحتجاز لا سيما بعد المراجعة في هذا الشأن من الحكومة الليبية ومن الدولة السورية التي قدمت مذكرة استرداد لكونه خطف من أراضيها، ما دفع النائب علي بزي إلى انتقاد ما أسماه "فرمان وزير العدل".
ما يؤسف فعلا أن يبدو لبنان منقسما، وأن تطالعنا من اليوم وصاعدا فرمانات همايونية تعزز مثل هذا الانقسام!