#الثائر
– أنور عقل ضو
لم يأتِ فوز قطر على لبنان 2-0 في المباراة في المباراة الثانية من الدور الاول للمجموعة الخامسة من مسابقة كأس آسيا الـ 17 لكرة القدم التي تستضيفها الامارات حتى الاول من شباط (فبراير) 2019 مفاجئا، فعندما يكون لبنان مهزوما بسياسييه يصبح من الصعب على رياضييه انتشاله من وهاد الخيبة والإحباط، حتى ولو تمتعوا بخبرات فنية استثنائية وبمهارات عالية وبطول صبر وأناة، فذلك لا يعوض أنهم ينتمون إلى بلد يواجه هزائمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومؤخرا الخدماتية.
الرياضة ليست مهارات فنية وقدرات جسدية فحسب، وإنما هي منصة تُــنَمِّــــي الروحَ الوطنية لدى أي منتخب في العالم، لاعبين وجهازا فنيا وإداريا وجمهورا، والرياضيون عموما يرفعون بلدانهم إلى أعلى ويتصدرون منصات التتويج عندما يكونون أقوياء من الداخل، بعنفوان وكرامة وإباء، ولا يعانون الخذلان من طبقة سياسية ضنت على وطنهم وشعبهم بحكومة، أنَّى كانت المسوغات والتبريرات، وإذا كانت الرياضة نضال وتعب في ميادين المواجهة، فالسياسة كذلك نضال في حاضرة العمل العام من أجل رفاه المواطن ومستقبل أبنائه.
تزدهر الرياضة وتتطور ساعة نوفر لها البنى التحتية من ملاعب ومرافق عامة، لا أن نترك ملعبا دون رعاية إلى أن يذبل عشبه الأخضر، ونضطر إلى زراعته مجددا، وتزدهر الرياضة عندما يشعر الرياضيون أنهم محضونون من دولة ومؤسسات على مدار السنة، ويحظون باهتمام دائم، لا انتقائيا ولا موسميا، وألا نتطلع إليهم فقط وهم يخوضون مباراة لأقل من ساعتين، ونحملهم فوق إمكانياتهم وقدراتهم ليعوضوا بعض خيباتنا، لا أن تتحول الفرق الرياضية ممثلة لطوائف ومذاهب، ونضطر إلى الاستعانة بالقوى الأمنية لفض اشتباكات الجمهور تجنبا لفتنة طائفية!
كنا نتوقع أن يبذل المسؤولون جهودا مضاعفة لتشكيل حكومة تتمكن من مواجهة سيل الفضائح والكوارث، وتتفرغ لمعالجة أزماتنا المقيمة والناشئة مع استمرار الفساد ، ليهدوا منتخبنا الوطني حدا أدنى من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، لا أن يتوجهوا بدعم المنتخب عبر بيانات وتغريدات وحث أبطاله على تعويض خساراتهم الدائمة.
نحيي أبطالنا ونرفع لهم آيات التقدير على ما بذلوا من تعب وعرق، ونقول لهم لبنان المهزوم سياسيا يخسر في قطر 2-0، أما أنتم فلم تُهزموا بغض النظر عن نتيجة المباراة!