#الثائر
– أنور عقل ضو
النائب رولا الطبش جارودي نائب عن كل لبنان، تمثل اللبنانيين بمختلف طوائفهم، مسلمين ومسيحيين، وهي صوت من اقترع لها دون حصرية مقيتة أورثنا إياها نظام الطوائف وقانون انتخاب أشوه، يقصي اللبناني عن انتمائه الإنساني وعن فضاء وطن لا ساحة تعصب أعمى وخطاب يصلح حصرا في "جبال تورابورا" في أفغانستان، ومع بقايا " داعش " و"بوكو حرام" الصومالية وجماعة "أبو سياف" في الفيليبين.
"جريمة" الطبش أنها تقدمت نحو مذبح الكنيسة وباركها الكاهن بالكأس المقدسة، ولم نر أنه جردها من إيمانها، راجعوا الصور جيدا، لتتأكدوا أن الطبش لم يتراجع منسوب إيمانها كمسلمة تؤمن بالله الواحد الأحد، وأن المسيحيين أهل توحيد أيضا، ثالوث مقدس وإله واحد آمين، فلماذا كل هذه الضجة؟
ألم نشهد في لبنان صلاة مشتركة بين المسلمين والمسيحيين في " مدرسة سيدة الجمهور " شارك فيها الداعية الإسلامي عمرو خالد في العام 2009 تحت عنوان "معاً حول سيدتنا مريم" ونظمتها رابطة قدامى مدرستي سيدة الجمهور واليسوعية، وأصبحت تقليدا سنويا؟
لعل من المفيد التذكير بتلك الصلاة من على مذبح كنيسة سيدة الجمهور، لأنها دائما تكون صلاة واحدة وإن اختلفت الطقوس بما هي شكل وإطار لمعنى واحد هو الايمان، حتى الحضور يتابع بخشوع، بلا همس، ولا تبرم، وإنما اندغام كامل في تراتيل مسيحية وتواشيح اسلامية، بدت كأنها مناجاة واحدة من صلاة الأبانا إلى تكبير الآذان.
ونسمع في كل سنة تراتيل مسيحية من طقوس متعددة، وتلاوة سور من القرآن الكريم وإنشاد تواشيح دينية وفتلة مولوية، ودعوات وشهادات تؤكد على التلاقي بين الأديان في حوار محوره كلمة الله والسيدة العذراء في الإنجيل، ومريم في القرآن الكريم، وتختصر هذه الصلوات والابتهالات الكثير من الكلام، ، خصوصاً عندما تحول نبض الموسيقى للغة مشتركة ومفردة واحدة في رحاب الايمان وإن تعددت مشاربه، علما أنه تشارك في هذه الاحتفالية الإيمانية عشرات الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والروحية، من بينها لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي، هيئة الأوقاف الدرزية، جمعية المقاصد الإسلامية ومؤسستا الإمام موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين للحوار وغيرها.
رولا الطبش نائب عن بيروت بكل طوائفها ومذاهبها، ولم ترتكب "جريمة"، إلا إذا كان ثمة يعتبر أن بيروت "تورا بورا"، وهنا الطامة الكبرى!