#الثائر
- * " فادي غانم "
بعد ساعات قليلة نودع سنة 2018، ونمضي في رحاب سنةٍ جديدة، لا نملك فيها ومعها غير الأمل والدعاء. الأمل بأن يكون الاستقرار حاضرا بما يزيل عن كواهلنا عبء ما عشنا وما نعيش من صعوبات ومشقات، لنلاقي أياما مقبلة عامرة بالخير والمحبة والطمأنينة، والدعاء بأن يلهم الله من بيدهم ترسيخ الأمان الاجتماعي والاقتصادي أن يتخطوا خلافات لن تفضي في حال استمرارها إلا لمزيد من التشنج، فلا يعود المواطنون أسرى مرحلة تُبقي لبنانَ رهينة أزماته، ومحاصرا بالأسئلة في لحظة صعبة محفوفة بمخاطر جمة.
ما هو واضح حتى الآن، هو أننا نلج السنة الجديدة ولا نملك أجوبة واضحة وشافية تطمئِنُ نفوسنا المرهقة، وكأن قدرنا أن نظل نسير من أزمة إلى أزمة، ونعبر من مأزق لآخر، فيما يزداد الخوف من أن تكون السنة الجديدة مشرعةً على أزمات أشد وأعتى، وأن نسير مجددا على درب الجلجلة ومسالك الخيبة، وفي أتون نار بدأت تلتهم ما بطريقها من أحلام لا تتخطى ضرورات الحياة الدنيا من طبابة واستشفاء وضمان شيخوخة وتعليم وكهرباء ومياه ...الخ، حتى أحلامنا صغُرت، وصارت أقصى الطموحات أن يوفق المسؤولون في تشكيل حكومة، لا الانطلاق نحو بناء دولة عصرية قادرة يستحقها اللبنانيون، بما بذلوا من تضحيات وما عاشوا من ويلات وحروب.
تطل السنة الجديدة بعد ساعات قليلة، لنعلن أننا لم ولن نفقد الأمل، ولنتوجه في الآن عينه إلى قيادات البلاد أن يتنبهوا إلى مخاطر تتجذر ويصعب مع مرور الوقت تجاوزها واجتثاثها، لأننا نريد جذورا لأحلامنا فلا تذوي ولا تضمر، لا نريد جذورا تقيد وتقوض ما بقي من أحلامنا هذه، ولا نطالب بالمستحيل، وإنما بالمتاح في ما لو اتفق المسؤولون، ومن مختلف الطوائف والأطياف على أنهم مؤتمنون على مصير بلد ومستقبل ناس يتطلعون إلى أمل لا نريده ضائعا، وإنما نريده قابلا للإثمار.
وسط كل هذه الأجواء الضاغطة، نعرف أن الحِمل ثقيل على فخامة رئيس الجمهورية، ونعرف كم خذله المقربون والأبعدون، لكننا لا نزال نتطلع إليه أبا لجميع اللبنانيين، وهو كذلك وسيبقى، ومن هنا، المطلوب أن يلاقي الجميع بما يتحلون به من حس بالمسؤولية رئيس البلاد عند حدود هواجسه وكبير أمانيه، فما عاد السكوت عن أخطاء مضت في مصلحة أحد، فالوقت سيف مسلط على رقاب الجميع وجميعنا في مركب واحد!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، فلسطين والعراق)
*رئيس " جمعية غدي "