#الثائر
- المحرر
في لبنان للفساد أوجه عدة، يتمظهر ويتبدَّى بوجوه مختلفة، وغالبا ما يظن كثيرون أن الفساد صِنْوَ المآثم كالسرقة وهدر المال العام، لكن في الواقع هو أبعد من ذلك بكثير، وما تجذر في تربة السياسة اللبنانية عبر سنوات ما بعد "الطائف"، بات متثملا في أن وظائف الفئة الأولى، وفي حدود أقل الفئة الثانية وما دون، هي بعض "عطايا" زعماء الطوائف للتابعين والمستزلمين، ومن يصل صدفة إلى أي موقع يكون عرضة لضغوط كأن يؤدي "طقوس" الولاء للزعيم بمناسبة وغير مناسبة.
حيال ذلك، نجد أن ثمة افتئاتا يطاول في الغالب ذوي الكفاءة من خارج الانتماءات السياسية في مداها النفعي، والمعادلة القائمة أن من يطأطىء الرأس ويحابي يبقى ويستمر، لكن "محلقا" في فضاء الزعيم لا في فضاء العمل العام والمصلحة العامة، وهذا ما يفسر "التقاتل" بين أهل السلطة على تسمية الموظفين، ومن يعترض على الوصول إلى موقع مسؤول عبر بوابة الزعيم فيكون عرضة للتجهيل.
أردنا هذه المقدمة، لنطل على نموذج غرد خارج سرب الطوائفية بأبشع تجلياتها، وهو ما تمثله مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان صعب ، هذه السيدة القابضة على جمر الوجع، غير المبالية بهذا المدى "الزعاماتي" المحكوم بأمراض السلطة وتشوهاتها على الطريقة اللبنانية.
في لبنان ليس ثمة أسرار خلف الأسوار السياسية الحصينة، وليس ثمة ما لا نعرفه كإعلام ومواطنين دأبنا البحث عن الحقيقة، وأن نغض الطرف عن المفاسد فذلك مرده إلى أننا لا نريد تشويه المشوه، كما أننا لا نريد تصوير بعض الزعماء والمسؤولين بصورتهم الحقيقية، فهوس السلطة لا حدود له، حتى أن بعض المسؤولين يحاولون التماهي مع "الأنبياء" كأن الله أنزلهم لنجدة بني البشر، وأننا في لبنان وهبنا الله صالحين وأتقياء ترهبنوا في سبيل أن نحيا بكرامة وعزة وأنفة.
لن تطأطىء الزميلة لور سليمان صعب الرأس لأي كان، ولن تكون إلا صوتنا كإعلام حر أينما حلت وفي أي موقع كانت، وهي ليست أساسا بحاجة لشفاعة أحد وهي التي كرست قيما ومبادئ في ميدان عملها، وارتقت بالوكالة الوطنية للإعلام إلى مواقع ومراتب أعلى، حتى غدت بين المؤسسات الإعلامية الرسمية الأولى في عالمنا العربي، وطرقت العالم في ما أنجزته من تعاون مع وكالات أنباء عالمية، واستحقت تكريمها في أكثر من مناسبة ومحطة.
لور سليمان صعب نحن معك، صوتا حرا نبيلا، وأنت أكبر من أن تحسبي على فريق أو آخر، وفي انتمائك للبنان أنت الأكبر.