#الثائر
نشر الأب جان بول خوري على صفحته في "فيسبوك" صورة لرجل مشرد عند رصيف صيدا البحري، تكاد تختصر واقعا مأساويا يعيشه مواطنون لم يجدوا مأوى في خريف العمر، ولم تمتد إليهم يد حانية ترعاهم بكرامة وتحفظ إنسانيتهم وحقهم في حياة هانئة كريمة، فوقعوا فريسة الذل والبؤس والبرد التشرد والفاقة.
استوقفتنا في "الثائر" لفتة الأب خوري الإنسانية، وبدت أقرب ما تكون إلى صرخة، تساءل فيها: أين هو دور الجمعيات الأهلية المدعومة من الدولة؟ من يحمي المشرد من البرد القارس من الجوع من قساوة الوضع؟
ولفت إلى أن "أبو غوش" يمثل قصة عجوز عمره 75 سنة شرّد من منزله بعدما تخلت عنه عائلته، مضى على تشرّده 12 يوما، يقضيها متنقلا بين الأرصفة والخيم، بحثا عن مأوى آمن.
نتمنى أن تلقى أسئلة الأب خوري إجابات تبدد كثيرا من هواجس حيال أناس لا يجدون دور كرامة تحضنهم، وتؤمن رعايتهم صحيا، وتعيد إليه حدا أدنى من حقوق.
ونستغرب أن بلديات تصرف موازنات كبيرة على زينة الأعياد، ولا تعير هؤلاء بعض اهتمام، فالزينة لا تكتمل إن ظلت متصدرة الشوارع والساحة ولم تلفح بجمالها أرواح مواطنين لفظهم مجتمهم.
نريد الزينة، نريد معالم الفرح واستحضار المعاني الأسمى لأعيادنا، لكن نريد أيضا أن نقتصد بالزينة لصالح "أبو غوش" وغيره، فتصبح "الزينة زينتين"، واحدة على نواصي الطرق، وثانية في شغاف القلوب.