#الثائر
– متابعة سوزان أبو سعيد ضو
انطلقت السبت 17 تشرين الثاني (نوفمبر) فعاليات مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي بمدينة شرم الشيخ بحضور ممثلين من 196 دولة، ويعقد هذا المؤتمر فى الفترة بين17 و29 من هذا الشهر تحت شعار "الإستثمار فى التنوع البيولوجي من أجل الإنسان والكوكب"، بحضور رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي ، والسكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأطراف كريستيانا بالمر وعدد من الوزراء المصريين وخبراء بيئة وتنوع بيولوجي وإعلامييم من مصر ومن حول العالم.
وتعد مصر أول دولة عربية وأفريقية تستضيف هذا الحدث، وهو من أكبر المؤتمرات الدولية للأمم المتحدة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئي، ومنبرا هاما لتعزيز التعاون والمشاركة الإنسانية بين شعوب العالم لزيادة ونشر الوعي بأهمية التنوع البيولوجي.
وتم إعلان تسلم مصر لرئاسة المؤتمر لمدة عامين من دولة المكسيك بصفتها رئيس الإجتماع الثالث عشر للاتفاقية في افتتاح المؤتمر، وقد سبق حفل إفتتاح مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي قمة وزراء البيئة الأفارقة لتوحيد الرؤى والأولويات الإفريقية وشق رفيع المستوى يومى 13 و15 (نوفمبر).
فؤاد
بداية، كانت كلمة لوزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد عبرت فيها عن شكرها لحضو رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي في المؤتمر "كأول رئيس يحضر حدث عالمي بيئي على أرض مصر وهو ما يؤكد تقدير الرئيس لقضية حماية البيئة وأهميتها وأنها من أولويات العمل" وأشارت إلى أن "هذا هو ما يحقق حلم وزراء البيئة في العالم أجمع، بان العمل البيئي يهتم به على أعلى المستويات"، كما عبرت عن امتنانها بكونها "أول شخصية عربية وأفريقية ترأس مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وكممثلة للحكومة لرئاسة مؤتمر التنوع البيولوجي ولتقديم أقدم إتفاقية عرفها المجتمع الدولي لنثبت أن البيئة والتنمية والسلام مترابطون".
وشكرت فؤاد دولة المكسيك على قيادتها المؤتمر الـ 13، وبالمر على التعاون والدعم الكامل لمصر لتقديم المؤتمر بهذا المستوى وللدول الأفريقية لدعم مصر وتوحيد الرؤى والاتجاهات حتى يتحقق نجاح إقامة واستضافة المؤتمر.
ولفتت إلى أن "استضافة مصر لهذا المؤتمر تؤكد اهتمام الرئيس بتحرك مصر الدولي لا سيما تلك التي تراعي الأبعاد البيئية، حيث سبق وأن استضافت مصر مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة عام 2015، ونستضيف اليوم مؤتمر الأطراف التنوع البيولوجي لنؤكد أن الحياة على كوكب الأرض تتكامل فيها الإنسانية والطبيعة، كما أن مصر قامت بالعديد من المشروعات المحلية لحماية البيئة و منها تبنى مشروعات لوقف تلوث البحيرات كبحيرة المنزلة، والحفاظ على نهر النيل ووقف التعدى عليه، والذى يولي الرئيس إهتماما به، كما يتم مراعاة المعايير البيئية بمشروع العاصمة الإدارية وإتاحة مساحات كبيرة للزراعة بها لتوفير بيئة نظيفة".
وأشارت فؤاد إلى أن "التنوع البيولوجي هو أساس الحياة على كوكب الأرض، وما تم مناقشته خلال الإجتماعات التى سبقت إنطلاق المؤتمر لصون التنوع البيولوجى والعمل على وقف تدهور الأراضي، ومكافحة الصيد الجائر في القارة الأفريقية، وهو ما تم إعلانه فى مبادرة دمج القطاعات الخمسة المعنية بالتنوع البيولوجي، ورسم خارطة وقف فقدان التنوع البيولوجي، لما بعد 2030".
وأعربت عن املها فى "توحيد 3 مسارات هامة خلال المؤتمر (مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي ومكافحة التصحر) والتي لم ننجح فى الوصول لها منذ العام 1992 ولتحقيق أهداف "آيشى للتنوع البيولوجي" من أجل الشعوب والأجيال القادمة، لذا فأننا لابد ان نوحد كل تلك الجهود للعمل للوصول الى الاستغلال الرشيد للموارد بالاضافة الى ترجمة كل تلك الخطط على أعمال حقيقية، لحماية كوكب الأرض من الأنشطة الإنسانية".
وتابعت فؤاد "مصر تقع على عاتقها مسؤولية حماية التنوع البيولوجي من أجل الأجيال القادمة وهو ما يجعلنا نهتم خلال الفترة الحالية بالاستثمار فى البشر والكوكب من خلال تشجيع الدولة للشباب والمرأة فى المجتمعات المحلية، فى الحفاظ على الموارد الطبيعية"، وختمت بالقول: "كلنا ثقة فى ضوء ما قدمته الوفود أن الرؤساء سيدعمون جهودنا من أجل حماية الأرض".
أوكتافيوس
من جهته، أكد سفير المكسيك خوزيه اوكتافيوس، ثقته "بقدرة مصر على تحقيق إنجازات حقيقية خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف الرابع عشر، خلال العامين المقبلين للنهوض ببرامج الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعميمه في قطاعات الصحة والتعدين لصالح السكان المحليين والشباب، بهدف تحقيق برنامج 2030".
وقال: "من الضروري اتخاذ إجراءات جماعية لتعميم التنوع البيولوجي"، مؤكدا أنه "آن الآوان لتحويل التنوع البيولوجي لصالح كوكبنا، وشعوبنا"، وأضاف: "نحيي مصر والحكومة المصرية لنشر التقرير المعني بالمؤتمر الأخير، ونحيي مصر ونحن على ثقة أنه بفضل تضامنها سنحرز تقدم في برنامجنا".
بالمر
وشكرت السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الأطراف للتنوع البيولوجي بالأمم المتحدة كريستيانا بالمر الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد وكل المصريين على حفاوة الاستقبال مؤكدة أن "مصر كانت على مدار آلاف السنين فى صدارة الحضارة البشرية، وأن مصر لم تكن رائدة فى عالم الحضارة فقط، بل برهنت أن التنمية المستدامة والاعتناء بالطبيعة أمران متصلان ببعضهما، ويعتمدان على بعضهما"، مضيفة: "ونحن فى مؤتمر الأطراف الرابع عشر لدينا عمل هام نتطلع على عمله خلال الأسبوعين المقبلين، لعقد مجموعة من الاجتماعات، حيث يوافق العام الحالي مرور 25 عام على اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، والتي تهدف لتأمين مستقبل البشرية والأنواع الأخرى".
كما شكرت حكومة المكسيك، على مجهودها خلال العامين الماضيين لرئاستها الاتفاقية، والصين لاحتضانها لفعاليات المؤتمر بعد عامين.
وأعربت عن سعادتها بالجهود المصرية لانجاح المؤتمر مؤكدة على أهمية حماية وصون التنوع البيولوجي .
وقالت بالمر: "ستقود مصر الاتفاقية بالتعاون مع الصين، خلال العامين القادمين، وحتى العام 2020، فصون الحياة على الكوكب قضية عالمية، تؤثر على كافة الأصناف على كوكب الأرض"، وأضافت: مرت 25 سنة على الاتفاقية، وقد تم إحراز تقدم كبير فى مجالات صون التنوع البيولوجي، وانخفض صافي معدل فقد الغابات خلال العشرة سنوات الماضية بين 10 و15 بالمئة فى المناطق البرية، إلا أن ذلك ليس كافيا، ونحتاج إلى جهود أخرى".
وتابعت: "نواجه خيارات قاسية، خصوصا وأننا نواصل تدمير الطبيعة، وعلينا أن نعلم أن هذا الطريق سيؤدي إلى تدمير الأرض، ويحولها من بالوعة للكربون إلى مصدر لانبعاث الكربون، ما يؤثر سلبيا على الصحة العامة للمواطنين، لذا فإن الخيار واضح، في العام 2020 علينا أن ننجز أهداف (آيشي)، وبحلول 2030 علينا أن نعكس فقدان التنوع البيولوجي، وإلا فسيتم حدوث ضرر لا يمكننا الرجوع فيه، وبالتالي لا بد من حوار جاد خلال تلك الأيام لإنشاء ممرات لتحقيق تلك الرؤى الهامة".
وختمت بالمر قائلة: "في مصر وخلال الأيام السابقة للمؤتمر، حققنا إنجازات هامة، بحضور ممثلين لـ 30 دولة، ونتج عنه إعلان سياسي، واجتماع رفيع المستوى تحت عنوان الإستثمار فى أمن الناس والكوكب، وبالتعاون مع الحكومتين المصرية والصينية، أعلنا عن خطة عمل من شرم الشيخ إلى بكين، لجمع وتنشيط الاحتفال بالأنشطة لدعم حماية كافة أنماط الحياة على الأرض، وأعلنا عن مبادرة جديدة".
وتتابعت كلمات لممثلي الوفود المشاركة.