#الثائر
أدلى الوزير السابق النقيب رشيد درباس بتصريح جاء فيه: "في هذه الحمأة السنية، أحاول في كلمات قليلة أن أخرج من الجدل إلى بعض الإنصاف، لأن الخطاب السياسي فقد أدبه في سياق تعهرت فيه الحجة، وتهافتت المفردات، وضاعت الرصانة، وذهب الاندفاع إلى مضمار اللارجوع. فإذا كان تشكيل الحكومة المتعثر متوقفا على توزير واحد من الستة، فلماذا يذهبون في البروباغندا إلى قبر رفيق الحريري، ليحملوا رخامه وزر ما جرى قبل وفاته وبعدها، من تراكم الدين العام والفساد، والكساد الاقتصادي، وزيغ الوطنية والعروبة، في الوقت الذي يعلنون فيه صراحة ومداورة تمسكهم بولده سعد، شاهرين في وجهه كلما دعت الحاجة، قصة الذئب والحمل الذي عكر أبوه عذوبة المورد، حسب حكاية لافونتين؟".
وتابع: "إذا كان سعد الحريري يوافق على أن يكون ثلث الحصة السنية لسواه، فكيف يكون محتكرا لطائفته فيما الجدار الفاصل يحول دون الطير من أن يرفرف فوق الحصص الأخرى.
لا أريد ان أدافع عن الرئيس المكلف فله نهجه الذي قد لا أوافقه عليه، ولكنني أحاول أن أدعو إلى جرعة من الإنصاف والمنطق الوطني حتى لا تأخذنا العصبية المذهبية إلى ما شاهدتم إرهاصا لها في برنامج صار الوقت حيث كاد الطلاب الجامعيون أن يتضاربوا وقد جحظت منهم العيون واشرأبت الاعناق وارتفعت العقائر حتى كادت تخرق جدار الصوت. حيال هذا وجدت أن شهادة مني لأشخاص لا أنتمي إلى فكرهم أو سلوكهم السياسي، تعيد الاعتبار إلى رصانة اللغة، وإلى أصالة الديموقراطية التي تعتمد على الاختلاف لا على الإلغاء. أما الأشخاص فهم النائب أسامة سعد، ابن الشهيد معروف سعد، والخصم المباشر لآل الحريري في صيدا، والحليف المعلن لحزب الله، الذي نأى بنفسه عن الانخراط في متحد مذهبي، وأكد هويته الوطنية المختلفة كأنه يعيد انتاج مرحلة صحية أكلها التعصب وسيطرت عليها الأحقاد. ثانيهم، النائب فؤاد مخزومي، الذي نافس رفيق الحريري في عزه، وانتزع مقعده النيابي في معركة حامية الوطيس ضد سعد الحريري، ولا يخفي خلافه العميق معه، أمس واليوم وربما غدا، ومع هذا لم يبحث لنفسه عن معقد وزاري يكاد يكون هو الأقرب إليه، في ما لو كان سابع الستة. وثالثهم، صديق لدود، الذي لي معه تاريخ طويل من عدم التفاهم السياسي والشخصي، عنيت دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي فاز بأكبر رقم تفضيلي سني في لبنان كله، والذي يحتفظ بمساحة ودية مع خصوم سعد الحريري، ورغم ذلك، تجده في هذا الصدد، الأكثر تمسكا بالدستور وبالطائف وبفصل السلطات".
وختم درباس: "إن هؤلاء الثلاثة نالوا من الاصوات التفضيلية السنية بحسب موقع وزارة الداخلية 42528، وبالتالي فإنهم يمثلون شريحة وتيارا له وجاهة تمثيلية خالية من المساعدات الخارجية. ولهذا وجدت من واجبي التنويه".