#الثائر
ألقى النائب السابق مصباح الاحدب، على مسرح ثانوية القلبين الاقدسين في الهيكلية - طرابلس، محاضرة بعنوان "بالتربية نحمي لبنان"، في حضور مديرة الثانوية الاخت جورجيت بو رجيلي، مديرة فرع الشمال لجامعة القديس يوسف فاديا علم الجميل، رئيس لجنة الاهل في الثانوية ابراهيم محفوض والهيئتين التعليمية والادارية، وحشد كبير من الطلاب.
الاحتفال الذي نظمته ادارة الثانوية بمناسبة ذكرى استقلال لبنان، بدأ بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية لجوسلين قمر، فكلمة للاخت بو رجيلي شددت فيها على "ضرورة التعلق بالوطن والمحافظة على العلم اللبناني وحمايته من كل الاخطار التي تهدد كيانه ووجوده"، مؤكدة "ان الجيش اللبناني سيبقى حامي الوطن والاستقلال وهو ضمانة جميع اللبنانيين"، داعية الطلاب الى "تغليب الانتماء الوطني لديهم وجعله فوق كل اعتبار او انتماء آخر".
وقالت: "في عيد الاستقلال ننظر جميعا الى فوق، الى هدف سام، الى هدف بعيد.
ومن نظر منكم اليوم الى فوق قرأ بلا ادنى شك تلك اليافطة المكتوب عليها:
" بالتربية نبني استقلالنا".
اضافت: "التربية تعني الترقي بالانسان الذي يليق بالحياة، ويخالفه، وتليق به الحياة ويسر به خالقه، بل الاستقلال يليق بالانسان المرتقي ويليق به الاستقلال، كل ذلك هو نتاج هذا الترابط الوثيق بين التربية والاستقلال، وكلاهما فعل بناء، ولا يكون بناء من دون هذا الفوق الذي ننظر اليه والذي بالتربية يحقق احترام الآخر، وحب المعرفة، وصيانة الوقت، وقوة النظام، وشرف الاعتراف بالحق والعدل والمساواة، والذي بالاستقلال يحقق الحرية والسيادة والكرامة والتقدم، وفرح اداء الواجب وسعادة نيل الحق، والان التربية والاستقلال متلازمان، لقد صار لنا لمناسبة مرور خمس وسبعين سنة على بناء دولة الاستقلال، صار لنا شرف دعوة شخصية راقية ومتميزة، برقيها الفردي والوطني ومتمايزة كذلك باستقلاليتها الفردية والوطنية".
وختمت: "نلتقي اليوم بشخصية نموذجية في اتحاد ما بين التربية والاستقلال، وهي بغنى عن تسميتها، لقد عرفتموها من رقيها واستقلالها، فاهلا وسهلا بكم سعادة النائب عن سواك باحترام جم لقيم الانسان والوطن، اهلا بالقامة الوطنية الكبيرة وبالوجه الحضاري المصباح، مصباح الأحدب".
الاحدب
بدوره قال الاحدب: "أن مصطلح الاستقلال منفصل بروحيته عن الانقسام الطائفي اذ ان أسمى معاني الإستقلال هي خلق مناخ جديد من التسامح بين الطوائف والشعوب لإزالة أي إمكانية لنشوب النزاعات الطائفية المسلحة التي تؤدي غالبا لتدخل القوى الخارجية".
أضاف: "وهذا ما قد حصل فعلا ولم ينته حتى الآن، منذ اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عندما لم يكن هناك "مواطنية" بل كان هناك ظلم يمارس بحق فئات محددة من المواطنين ما أوصلنا الى الحرب التي حكمت البلد فيها قوى الأمر الواقع وأحكمت الميليشيات سطوتها على شوارعه، وحكمت شريعة "البارودة"، الى أن اجتمع قادة الحرب في لوزان وقرروا التنازل عن السلاح والانخراط في حكومة موحدة لكل الميليشيات المتنازعة".
وأردف: "اليوم نحن في العام 2018 وما زال هؤلاء أنفسهم في السلطة، محاطين بالقوى الميليشياوية التي يحمونها ويقدمون لها الغطاء المطلوب وتراخيص السلاح فتجد البلد مقسمة لمجموعة هنا وأخرى هناك، فاذا كانوا يمثلون السلطة في البلد فلماذا يرخصون السلاح ويشكلون مجموعات من خارج السلطة؟ انهم ببساطة يحمون بهذه المجموعات مصالحهم الخاصة، من أخطار مجموعات أخرى شبيهة، والحديث هنا ليس عن طرف محدد انما عن قوى متعددة في البلد ولا أستثني منهم وللأسف كثيرون ممن كانوا نواة قوى ثورة الأرز، التي أخرجت نظاما أمنيا قمعيا حكم البلد طيلة الفترة المذكورة، بانتفاضة شعبية كثير من قادتها تشاركوا مع خصومهم، وساوموا هنا وتآمروا هناك وها هم اليوم يتنازعون معهم على الحصص بينما يتوجه البلد نحو الإنهيار التام".
وتابع: "الأزمة الحكومية اليوم خير برهان، وكلنا نراهم اليوم يستقوون بالخارج لجلب ما يسمونه حقوق السنة وحقوق الشيعة وحقوق المسيحيين، في حين حقوق اللبنانيين هي التي تنهار".
وختم: "لقد اندثرت الأصوات التي تتحدث عن عودة للدور المسيحي في البلد وها هو الشباب المسيحي أول من يفكر بالهجرة من لبنان، الى جانب كل الشباب اللبناني، فهذا الواقع المتنافي مع رمزية الإستقلال لم يعد مقبولا، فالإستقلال يكون بالأفعال لا بالشعارات ومشوار الحرية طويل ولكن هذه بلادنا التي قدر لنا أن نعيش فيها، فان تنازل كل فرد منا لن يعود هناك وطن، اذ علينا جميعا أن نتمسك بأي تسوية تضمن التعددية التي بني عليها لبنان الرسالة".
وتخلل الاحتفال اغان ورقصات من وحي الاستقلال.
وفي الختام قدمت الاخت بو رجيلي درعا للاحدب تكريما وتقديرا لجهوده ومواقفه الوطنية.