#الثائر
لم تقنع الرواية السعودية في "فصلها الأخير"، والمتعلقة بقضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول الصحافة الأميركية أمس واليوم، وقد تصدرت العناوين واحتلت مساحات واسعة من الصحف والمواقع والفضائيات.
ويبدو من متابعة هذه الجريمة من وجهة نظر أميركية، أنها تحولت موضع سجال، فالمعارضون للرئيس الأميركي اعتبروا أن ترامب يؤازر السعودية في التستر على جريمة قتل جمال خاشقجي، فيما توالت الدعوات من أجل إجراء تحقيق دولي مستقل في الجريمة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وكانت صحيفة "الواشنطن بوست" أبرز من عرض للرواية السعودية، وقد نددت في افتتاحيتها، وعبر هيئة التحرير بالرواية الجديدة التي قدمتها النيابة السعودية أمس الخميس بشأن مقتل خاشقجي، وقالت إنها صادمة بوقاحتها ومليئة بالتناقضات.
وأشارت إلى أن النائب العام السعودي لم يعف فقط ولي العهد السعوي محمد بن سلمان من المسؤولية - مشيرة إليه بالمشتبه به الرئيسي في جريمة القتل - بل أعفى ذلك اثنين من كبار مساعدي ولي العهد، في إشارة إلى أحمد عسيري وسعود القحطاني.
وكان خاشقجي كاتب رأي في "الواشنطن بوست" قبل مقتله في إسطنبول، ورأت الصحيفة أن النظام السعودي يتحدى بصفاقة كل من طالب بالشفافية التامة والمحاسبة بمن فيهم أعضاء بارزون في الكونغرس الأميركي.
وقالت الصحيفة "إن الرياض بعدما أقرت سابقا بأن قتل خاشقجي كان جريمة مدبرة عن سبق الإصرار ما لبثت أن عادت إلى رواية سابقة تقول إن خاشقجي قتل بدون تخطيط مسبق، وإن الفريق السعودي الذي أرسل إلى إسطنبول كان يهدف أصلا إلى إعادته للسعودية"، وأوضحت أن قبول هذه الرواية السعودية يعني تجاهل عدد من الحقائق التي ترسخت، ومنها التسجيل الصوتي الذي أسمعته السلطات التركية لمديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل، والذي يشير إلى أن الفريق السعودي هاجم خاشقجي وخنقه فور دخوله القنصلية.
وانتقدت الصحيفة إدارة ترامب بسبب استعدادها للقبول بـ"المماطلة السعودية"، وفرضها عقوبات على 17 سعوديا ليس منهم ولي العهد أو كبار مسؤولي الاستخبارات في الرياض، ورأت أنه يتعين على الكونغرس ألا يسمح "باستمرار المهزلة"، ودعته إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة وأوجه التعاون مع السعودية إلى حين استكمال تحقيق دولي موثوق في جريمة قتل خاشقجي.
وختمت الصحيفة بأن "رواية التستر السعودية هي مثال آخر على سلوك محمد بن سلمان المتعجرف والمتهور"، ودعت إلى تسمية القتلة الحقيقيين لجمال خاشقجي ومعاقبتهم.