#الثائر
نظم تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، غداء حوار مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج والمدير الإقليمي للشرق الأوسط ساروج كومار جا والوفد المرافق للبنك الدولي، في حضور رئيس مجلس ادارة "بنك بيمو" رياض عبجي الراعي الاساسي للحفل، أعضاء مجلس الإدارة والمجلس الإستشاري ومجلس الأمناء للتجمع اللبناني العالمي، شخصيات رسمية وديبلوماسية واقتصادية واعلامية.
وهدف اللقاء الى الاطلاع على رأي البنك الدولي حيال الوضع الإقتصادي في لبنان، والرؤى والتوقعات للفترة المقبلة محليا واقليميا.
زمكحل
وقال رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم: "إنه شرف وسرور أن نستقبل اليوم صديقنا وحليفنا السيد فريد بلحاج الذي انطلق من لبنان كمدير إقليمي ورجع إليه كنائب رئيس إقليمي للبنك الدولي. وكأن لبنان، ليس فقط مختبرا إقتصاديا وسياسيا وأرضا خصبة للتجارب لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، لكن أيضا للسفارات الدولية والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، الذي يرسل إليها أهم الموارد البشرية من أجل أن يثبتوا مرونتهم واستراتيجياتهم ويسيرون بين الألغام الداخلية والإقليمية، قبل أن يحلقوا في الفضاء الدولي. وهناك أمثال كثيرة ونتشرف بها ونتمنى من قلبنا ألا ينسوا المنصة التي سمحت لهم أن يقفزوا من خلالها نحو نجاحات أخرى".
أضاف: "هل سيكون لنا حكومة؟ هل سيشتد الخلاف السياسي؟ هل سيكمل الفراغ الحكومي؟ مهما كانت الأوضاع والاجابات على هذه الأسئلة، فإن رؤية ومطالب واستراتيجيات رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، ثابتة ومستدامة وواضحة، ورسالتنا إلى البنك الدولي ستكون واضحة، شفافة وموضوعية، مهما كانت الاجواء إيجابية، سلبية أم مستقرة".
وتابع: "نفهم ونتفهم أن هذه الزيارة كانت مشروطة بوجود حكومة، لكن بعد إصرارنا، شددنا على أنه حتى ولو كان عندنا حكومة، فإن دعم البنك الدولي عليه أن يكون بالأولوية للمواطنين وللأسر وللشركات، ولرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، لأن شراكتنا صريحة وبناءة ومستدامة على الأمد القصير، المتوسط والبعيد. إننا نطلب منكم الوقوف إلى جانب الشركات اللبنانية، ومساعدتها على إمرار فترة الركود، وتمويلها عبر مصرف لبنان والمصارف التجارية في قروض مدعومة تضخ سيولة في الإقتصاد اللبناني، لبناء نمو جديد ومستدام وخلق فرص عمل".
وأردف: "من المعروف وليس سرا، أن مشكلتنا الكبرى تتمثل في عدم النمو (لأن النمو 2% في بلد مثل لبنان يعني صفر إنماء وركود). إن النمو وهو الحل الوحيد لخفض العجز وخلق فرص عمل ومواجهة أكبر وأخطر مشكلة مزمنة لدينا وهي البطالة والتي تخطت الـ 26%، لذا فإنه ليس أحدا سوى البنك الدولي يستطيع بخبرته الواسعة رسم خطة إنقاذ لمعالجة هذا الوضع الإجتماعي والإقتصادي. إننا نشدد على أن تقليص العجز، لم ولن يكون بفرض ضرائب جديدة، لأنها إذا قررت فستكون الضربة القاضية للاقتصاد والشركات. لذا نتمنى منكم عدم ترجيح أي ضرائب جديدة على الإقتصاد قبل رفع الجباية التي لم تتجاوز الـ 50% حسب مصادرنا العامة. إنها جريمة إقتصادية بأن يتم فرض الضرائب في جو الركود وخصوصا استعمال الضرائب لتخفيض العجز وهميا، عوضا عن استخدامها في مشاريع بناءة ومفيدة لبلادنا".
وتوجه الى المسؤولين في البنك الدولي، قائلا: "نشكركم على دعمكم البناء لتنظيم مؤتمر سيدر الذي هو حسب أحرف الكلمة، مؤتمر للاصلاحات مع الشركات. لا نخفي عليكم أن لدينا خوفا من عدم تطبيق أي إصلاح ولا نثق بأنه سيكون للشركات يد وعين لرسم وتطبيق الإصلاحات التي نتجت عن مؤتمر سيدر. إن هذه الإصلاحات تشبه كثيرا ما نتج عن مؤتمر باريس 1، 2 و3، ولا إفادة من التذكير بنجاح وتنفيذ هذه الإصلاحات. عوضا عن اليأس وجلد النفس عن فشلنا الماضي، إنه من المنتج المفيد والبناء، اقتراح فكرة جديدة عمليا: عوضا عن التركيز على إصلاحات عدة، لما لا نجلس سويا ونركز على إصلاح واحد يصبح قصة نجاح، ويعيد الثقة بين المواطنين والشركات والدولة، فهذا الإصلاح المقترح يجب أن يكون إصلاح كهرباء لبنان التي تكلف ميزانية الدولة ملياري دولار، وثلث الموازنة، وليس غير البنك الدولي يستطيع مساعدتنا في هذا الهدف الذي يمكن أن يكون مثل نجاح وخشبة خلاص لمشاكلنا المزمنة".
أضاف: "من جهة أخرى، تعلمون جيدا كم يتراجع لبنان سنويا في تصنيفكم DOING BUSINESS IN LEBANON صنع العمل في لبنان، فإذا كان هناك منح جائزة للبلد الذي يتراجع سنويا، كنا ربحنا هذه الجائزة بتفوق، لكن من حظنا ونفتخر بأنه بالتوازي، فإن رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم يحافظون بفخر على سمعتهم الدولية، وهي أنهم من أنجح وأكثر ديناميكية ريادية في العالم. إن قطاعنا العام يتراجع وقطاعنا الخاص يقاوم للصمود، ولم ولن يستسلم، وشركاتنا تجول العالم وتنافس أكبر الشركات الدولية. في حال فكرتم بتنظيم مؤتمر جديد للبنان، فإننا نطلب منكم أن يكون هذا المؤتمر ليس لمساعدتنا المالية لكن لتعليمنا كيف نساعد أنفسنا، ويعلمنا كيف ندير أنفسنا لوحدنا، ويعلمنا معاني الديموقراطية والتآزر البناء، وكيف نضع مصلحة بلادنا كأولوية قصوى".
وختم: "ليس سرا على أحد، أن اقتصادنا اللبناني، يمر في أصعب فتراته في تاريخه، وإننا مضطربون من الأزمة الإجتماعية التي يمكن أن يكون لها تداعيات خطرة على بلادنا. ونتساءل عن قدرة صمودنا المالي، لكن ما هو أكيد أن مرونتنا واندفاعنا يلين لكن لا ينكسر، ولم ولن نستسلم لأي أزمة، لكن سنواجهها بشجاعة وثقة يدا بيد".
بلحاج
بدوره، قال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "عندما اسمع رئيس التجمع اللبناني العالمي الدكتور فؤاد زمكحل يتحدث عن التحديات اتذكر هذه التحديات عينها منذ 7 سنوات، لكن هذه التحديات تعانيها منطقة الشرق الاوسط منذ ما يسمى بالربيع العربي. لكن تبهرني مرونة الدول التي عانت جراء هذا الربيع العربي، ونحن في البنك الدولي نعمل على مساعدة الدول التي تعاني جراء التغيرات الإقتصادية والمناخية. فهناك ملايين من الشباب المثقفين في المنطقة ينبغي ان نحاول التوصل الى حل حيالهم، وهذا التزامنا، بأن نبذل جهودا اضافية في حلول العام 2050، علما ان لا وقت لدينا بل إنه يداهمنا. لذا يجب ان نستثمر كل ما لدينا من جهود، وقد اطلقنا في البنك الدولي مشروع رأس المال للتنمية والنمو، ولدينا البرهان والادلة للمضي قدما في مجال التعليم والصحة".
أضاف: "إذا نظرنا الى المنطقة من المغرب الى ايران، وحتى لبنان فإن هذا البلد يبذل جهودا مميزة من اجل التعليم، لكن حين ننظر الى لبنان تحديدا نلاحظ انه لا يحقق نتائج عالية. من هنا، علينا ان نسمح للشباب بالعمل ورفع القيود وتشجيعهم على العمل في القطاع الخاص، وهذا ينطبق على كل البلدان في المنطقة. وعلينا ان ندعم التكنولوجيا الحديثة بما يواكب الشباب الذين بدأوا بإطلاق مشاريع صغيرة لهم. لقد زرنا سان فرنسيسكو في كاليفورنيا (الولايات المتحدة الاميركية) ولاحظنا ان الكثيرين من الشباب يعملون في شركات صغيرة، ولديهم قواسم مشتركة مع الشباب اللبناني. وسيكون البنك الدولي منخرطا لمساعدة الشباب لتحقيق طموحاتهم".
وتابع: "نتفاجأ بأن لبنان لديه رأس المال البشري الهائل والكفوء والروح الريادية اكثر من اي بلد في العالم. نحن نقول ذلك لاعوام عدة بأنه يجب على الحكومة اللبنانية إزالة القيود عن القطاع الخاص وزيادة فاعلية القطاع العام. لبنان يعاني من اوضاع اقتصادية حرجة راهنا، رغم انه يستطيع ان يحسن اداءه في الطاقة والكهرباء التي تكلف اموالا طائلة. في مجال المياه، فوجئنا في فصل الصيف بأن صهاريج المياه تنقل المياه في شوارع الاشرفية. لكن مع مرور الوقت ستتمكن بيروت الكبرى من الحصول على المياه. وفي مجال التكنولوجيا لدينا فرص كبيرة في لبنان لتبادل المعلومات. لكن في مجال الاتصالات لا يزال متاخرا في لبنان".
وأردف: "أخيرا فإننا ننتظر أن ينجم عن مؤتمر سيدر الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس، نتائج كبيرة اقتصاديا واجتماعيا. لكن علينا الملاحظة بأن مشكلة النزوح السوري الذي عاني منه هذا البلد ويشكل ضغوطا على البنى التحتية، تحول دون تحقيق المشروعات التي تنقذ البنى التحتية وتخفف من الاعباء التي تضغط عليها".
كومار جا
أما المدير الإقليمي للشرق الأوسط فقال: "يجري العمل في لبنان ليل نهار من أجل حل مشكلة الكهرباء، لكن يبقى العبء الكبير على القطاع الخاص من اجل المساعدة وتقديم التمويل في سبيل انقاذ مشروعات الكهرباء والمياه، لان هذه المشروعات لا تهدف الى الربح بمقدار ما تهدف الى انقاذ قطاعات حيوية تنهض بالاقتصاد الوطني، كما في اي بلد في العالم وليس في لبنان وحسب".
أضاف: "المشكلة في لبنان والمنطقة لا تتعلق بالكهرباء والمياه بل بأوضاع البيئة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا المالية والرقمية، وكلها عوامل تساهم على نحو كبير في تطوير الاقتصاد اللبناني وبقية اقتصادات المنطقة".
وختم: "على الحكومة اللبنانية كما في سائر حكومات المنطقة، العمل على إنقاذ القطاعات الإقتصادية وعلى الإصلاحات الضرورية التي نص عليها مؤتمر سيدر ومؤتمرات باريس 1 و2 و3 والقضاء على الفساد، لانه لا يجوز تنفيذ الإصلاحات من دون اجتثاث الفساد في القطاع العام وفي غيره".