#الثائر
رأى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي ان "لبنان على مفترق مصيري، ومهدد باقتصاده وباستقراره الاجتماعي وفي قدرة الناس في كل الطوائف وفي كل المناطق على تحمل الاعباء المعيشية التي تهدد بكارثة اجتماعية حقيقية". ولفت الى ان "نتائج الانتخابات تدحض شعار "كلنا معك"، لا لسنا كلنا معك، هناك جزء غير بسيط ووازن من الناس ليس معك".
كلام كرامي جاء خلال رعايته حفل عشاء لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في مطعم "النخيل" في الميناء، في حضور حشد شعبي.
بعد النشيد الوطني، قرأ المختار يحيى الرفاعي آيات من القران الكريم، وتحدث عن معاني صاحب الذكرى واهمية "رسالة الرسول".
ثم تحدث صاحب الدعوة، موضحا انه اراد "ان يكون هذا اللقاء بهذة المناسبة العطرة جامعا لكل اطياف المدينة الا ان جهة سياسية حرضت وضغطت في محاولة لإفشاله". وتطرق الى الوضع الاجتماعي من ضائقة اقتصادية وانقطاع مياه وكهرباء وانتشار نفايات و"لا حلول".
ثم ألقى رضوان ابو طوق قصيدة شعرية من كلمات جميلة بسام سفرجلاني.
كرامي
وبدأ كرامي كلامه عن "الاتصالات التي جرت لثني المواطنين عن عدم حضور هذا اللقاء الجامع بدعوة من ابن بلد محب لطرابلس، في مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف اعاده الله علينا بالنصر لهذه الامة التي عانت وتعاني". وقال: "ونتذكر حديث الرسول عن الامة يقول "توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا، وكراهية الموت".
اضاف :" اليوم كثرت الفتن والاشاعات والشعارات الكاذبة لثنينا عن هدفنا الاساسي وهو نصرة هذا الدين. وهنا اطلب من الجميع، تيمنا بصاحب الذكرى، بألا نعامل الناس بأعمالها فهم مبتدئون في السياسة ولا يعلمون قيمة الحياة الاجتماعية واهميتها في حياة الطرابلسيين، ولم تكن السياسة يوما سببا للسباب او التحريض اوالتقاتل بين الناس، كل ذلك لن يحيدنا عن اخلاقنا وقيمنا وتعاضدنا مع بعضنا البعض. هم لا يعرفون معنى السياسة والاخوة والرابط العائلي ولا يعرفون كيف يكون ابن البلد. هذه النخوة تعلمناها منكم انتم ابناء البلد، وانا رأيتها ولمستها خلال ممارستي العملية معكم، من خلال محبتكم ولهفتكم بعضكم لبعض، عندما يحتاج احدكم الى شيء فجيرانه واهله وابناء حارته يقطعون اللقمة عن افواههم ويعطونه اياها ويركضون ويوقظوننا في الليل لادخاله الى المستشفى الاسلامي. لذلك نتمنى على السياسيين وخاصة الجدد منهم الذين يطبقون مبدأ التجارة على السياسية ان يتعلموا منكم ويقتدوا بكم لأنكم انتم فعلا ابناء خير، وهم يكفيهم لعبا بأمن الناس ومصالح الناس في شتى المجالات. ونعود دائما الى الحديث الشريف "الخير بي وبأمتي الى يوم القيامة"، اللهم اجعلنا من هذه الامة وعلى خير هذه الامة وعلى هدي نبي هذه الأمة".
وتابع: "نقول لمن يتساءل عن تراجع الخدمات في المستشفى الاسلامي الخيري، نحن وانتم ايها الحضور وكل طرابلس نعاقب اليوم على نتائج الانتخابات ونقول لهم انتم واهمون ولا يمكنكم ان تحاسبوننا، فالمستشفى الاسلامي الخيري، مؤسسة خاصة بنيت من قرش الفقير وهي اليوم العمود الفقري للاستشفاء في طرابلس والشمال ولكل الفقراء. وتفاجأنا ان وزير الصحة وهو من القوات اللبنانية، وبإيحاء من قوى تدعي حرصها على طرابلس، انزل سقف الوزارة المخصص للاسلامي عقابا على موقفكم في الانتخابات، ونقول لهم باسمكم لاشيئ يدوم والمستشفى الاسلامي سيبقى في خدمة الناس ووالدي الرئيس عمر كرامي كان يردد دائما شعاره الشهير "خدمة الناس لها رب يرعاها"، وسنبقى مع عمل الخير بنية صافية لله ورسوله ولناسنا واكبر دليل اننا بنينا مؤسسات داخل طرابلس لخدمتكم، واعود واكرر ان هذه المرحلة لن تطول وسيعود المستشفى الاسلامي لخدمتكم، ونحن على استعداد الان للمساعدة قدر الامكان لتقديم الخدمات".
وقال: "يسعدني ان اكون معكم في هذه الامسية الطيبة شاكرا لكم محبتكم وشاكرا للداعي الى هذا الحفل الاخ العزيز ابن تيار الكرامة شادي سفرجلاني. ولعل اجمل ما في هذا الحفل تزامنه مع بدء الاحتفالات المبهجة بذكرى المولد الشريف".
وإذ أشار الى ان "الخوض في السيرة العطرة للرسول الاكرم يحتاج الى ساعات من الكلام بل الى ايام"، قال: "اكتفي في هذه الامسية باستذكار فجر النبوة واول الوحي وما عاناه النبي من أذى طوال ثلاثة عشرة سنة في دعوته، لكنه بقي صامدا صابرا مؤمنا ومقاوما، وانتهى الامر الى نصرة الحق، وهي عبرة يجب ان يستلهمها المرء في كل ما يتعرض له وهو يدافع عن الحق، فلا تهاون ولا تراجع، بل الايمان الكامل بأن الحق ينتصر في النهاية مهما غلبته جولان الباطل العابرة، ولنا في رسولنا وحبيبنا وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم خير اسوة نتبعها وخير سنة نقتضي بها".
أضاف: "لا يخفى عليكم ان لبنان على مفترق مصيري، ومهدد باقتصاده وفي استقراره الاجتماعي وفي قدرة الناس في كل الطوائف وفي كل المناطق على تحمل الاعباء المعيشية التي تهدد بكارثة اجتماعية حقيقية. ولا يخفى عليكم ايضا ان ملفات الفساد والهدر والنهب المنظم والمحمي سياسيا هي السبب الرئيسي وربما الوحيد في تحويل هذا الوطن الى تجمع فقراء والى بيئة ملوثة تنشر الامراض والاخطر الى مكان مليء باليأس والاحباط يشتهي فيه الرجال والشيوخ والنساء والشباب ان ينجوا بانفسهم ويهربوا الى اية بقعة في الارض يمكن ان تستقبلهم".
واوضح " رغم كل هذه الوقائع المؤسفة والمخيفة، فإننا اليوم نكمل 170 يوما بدون حكومة. كان يجب ان تولد هذه الحكومة خلال اسبوع واحد بعد صدور نتائج الانتخابات النيابية، وكل يوم مضى دون تشكيلها تتحمل مسؤوليته القوى السياسية التي أمضت 160 يوما وهي تتفاوض وتتحاصص وطبعا المسؤولية الكبرى تقع على الرئيس المكلف.
الغريب ايها الاخوة ان هذه القوى تحملنا نحن اعضاء اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين مسؤولية عرقلة ولادة الحكومة، والله صدق من قال شر البلية ما يضحك.
باقتضاب شديد، اقول اننا لم نكن يوما عقدة، وان مطلبنا موجود في المشهد السياسي منذ التكليف، وان الاستخفاف الذي عومل به هذا المطلب هو خطأ في السياسة حتى لا اقول انه خطأ في الوطنية والميثاقية، ولكن التراجع عن الخطأ فضيلة. لكل من يمنن اللبنانيين بأنهم ضحوا ويضحون، نبارك لهم تضحياتهم ولكن نلفت نظرهم ايضا بأننا طالبنا ونطالب بمقعد وزاري واحد للنواب السنة المستقلين وليس بمقعدين، فنحن نعرف كيف نضحي ايضا.
من موقعي الوطني اولا، ومن موقعي السني ثانيا، ومن موقعي الطرابلسي ثالثا، اناشد الجميع وخصوصا الرئيس المكلف بإعادة حساباتهم والاعتراف بالوقائع الجديدة وتخفيف الاطماع ومد اليد الى جميع اللبنانيين ونحن منهم لكي نتعاون معا على اولوية واحدة هي انقاذ لبنان من الكارثة بغض النظر عن خلافاتنا في السياسة الاقليمية والدولية والمحلية، فهذا البلد انتزعه الآباء والاجداد بالنضال والدماء والتضحيات ولا يحق لأي منا التفريط به بسبب التناحر على السلطة والمغانم، والا سيحاسبنا التاريخ وستحاسبنا الاجيال القادمة".
وتابع : "ليس لدي ما اضيفه، فنحن نريد موقعنا وحصتنا وحقنا ولا نطلب منة من احد، ولن نتنازل عن هذا المطلب المحق من منطلق وطني واخلاقي وميثاقي وهو وضع حد اخير ونهائي لظاهرة خطف الطوائف في لبنان بما يتعارض مع جوهر تكوينه كبلد قائم على عقد اجتماعي يتميز باحترام التنوع والتعدد ضمن الوطن وضمن الطائفة. وفاجأني في آخر عشرة ايام حفلة التحريض والشتائم والشعارات التي نشروها في طرابلس، اما التحريض والشتائم نحن لن نرد عليها لاننا في النهاية جميعا ابناء بلد وهم مبتدئون في السياسة ويفتكرون ان هذه آخر الدنيا ونحن نفهم شراستهم على السلطة ولماذا وعندما يحين وقتها نتحدث فيها، لكن، ما فاجأني الشعار الذي أنزلوه "كلنا معك". بالامس جرت الانتخابات وبينت ان ليس الكل معه، هناك جزء من الناس ليسوا معه، وجزء غير بسيط ووازن. هل راجعوا الارقام؟ لا يريدون. يغشون بالارقام لإيهام الرأي العام وتضيع الناس. هل راجعوا نتائج الصناديق؟ لا يريدون ويغشون في نتائج الصناديق حتي يضيعوا النتائج، وعندما نطالب بالبت بالطعون ولدينا طعن، لا يبتون بالطعن. لدينا نائب ثالث ناجح من لائحة الكرامة الوطنية، وهناك خطأ مادي في الحسابات، يؤخرون ذلك ولا يبتون به اكراما لشعار "كلنا معك"، ولكي يثبتوا ان كل الناس معه. لا، ليس كل الناس معه، هذا يعيدنا للأساس بأن طرابلس تعاقب على خيارها وارادتها في الانتخابات النيابية الاخيرة".
واعتبر أن "هناك حقيقة مرة لدى تيار المستقبل عليه ان يعترف بها اخيرا"، وقال: "انا افهم هذه المرارة واحترمها، ولكن ليس باليد حيلة. حين تقرر الطائفة السنية في لبنان وعبر انتخابات نيابية عامة بأن تيار المستقبل ليس الممثل الاوحد لهذه الطائفة. لو كنا نريد ازاحتهم لا سمح الله، او عدم الاعتراف بثقلهم في الساحة السنية، لم نكن لنسمي الحريري في استشارات التكليف الملزمة. بالمقابل وكما نعترف بهم لا نقبل بأي شكل من الاشكال تجاهلنا او المس بوطنيتنا وبسنيتنا وبقواعدنا الشعبية وبسوى ذلك من اهانات تسرح وتمرح منذ اسبوع في الاعلام ونحن نحرص في الرد عليها دائما بالمنطق وبالسياسة ولكن منذ هذه اللحظة، الود بالود والاهانة بالاهانة والبادئ اكرم او اظلم.
كل الالقاب التي يصفوننا بها متجاوزين اسمنا الذي اخترناه لأنفسنا، وهو اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين، كل هذه الالقاب التي اصبغوها علينا لا تغير من الواقع شيئا: يقولون سنة 8 آذار؟ وما المشكلة، وأين وجعكم لنداويه طالما انتم تتقاسمون الحكم مع احزاب 8 آذار؟ يقولون سنة حزب الله؟ أيضا أين المشكلة؟ وأين وجعكم لنداويه، طالما ان علاقتكم بحزب الله قائمة على تسوية معلنة وعلى تفاهم معلن خصوصا بعد ان ذهبتم الى ترشيح وانتخاب مرشح "حزب الله" لرئاسة الجمهورية وهو فخامة الرئيس المقاوم العماد ميشال عون"!".
وخاطب تيار المستقبل، بالقول: "ايها الاحبة في تيار المستقبل، عودوا الى العقل، فنحن وانتم نجنح الى الصلح والمسالمة ونوفر كل طاقاتنا وجهودنا لقتال عدو واحد لنا هو الكيان الصهيوني ولتحرير ارضنا ومقدساتنا ونصرة اشقائنا في فلسطين. وانا اتمنى ان نمنع اختلافاتنا في السياسة من ان تؤثر على تعاوننا في اعادة الثقة الى اللبنانيين في وطنهم وفي بدء مسيرة اصلاحية عنوانها العريض مكافحة الفساد واحترام الدستور واشراك اللبنانيين جميعا بلا اي استثناء في ترميم الوطن بشرا وحجرا وايمانا واخلاقا وعيشا مشتركا صادقا ومخلصا".
وختم: "مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، ليس لدي ما اختم به سوى بالحديث الشريف الذي لم يكف رشيد كرامي من ترداده حتى آخر ايام حياته، "تفاءلوا بالخير تجدوه".