#الثائر
أطلقت منظمة " أبعاد " بالشراكة مع وزارة الدولة لشؤون المرأة والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وبدعم من سفارة مملكة هولندا والسفارة البريطانية في لبنان والمساعدات الشعبية النروجية وعدد من الشركاء، حملة "مين الفلتان؟"، لمناسبة حملة الـ 16 يوم العالمية للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات.
وفي هذا السياق، علق الأب جان بول خوري على الحملة بمداخلة، جاء فيها:
إن هذا المشهد يتطلب إعادة قراءة للرسالة التي تريد تلك المؤسسات الداعمة لحقوق المرأة إرسالها إلى اللبنانيين. لا شك بأن هناك بونا شاسعا في المجتمع اللبناني على صعيد ما يقال وما يطبق من تلك الأقوال. إلا أن هذا الفيديو لا يعبر حقيقة عن واقع المرأة في لبنان.
في لبنان الأمر يختلف كليا عما تشيعه الجمعيات الداعمة لحقوق المرأة بالرغم من أحقية تلك مطالبها ولكن مع تحفظ شديد من الانتقاد البناء لبعض المطالب التي تخلق الريبة والنفور! غير أن الفيديو، يسلط الضوء على حالات الشواذ، التي هي شاذة عن القاعدة، وبالطبع هناك دائما حالات شواذ من الناحية المسلكية، لأسباب عديدة، إلا أن الملفت للنظر هو ان الشواذ صار مادة دسمة للاعلام ينقل الصورة القاتمة والبشعة للانسان دون أن يترك ولو القليل من فسحة الأمل وتنفس الصعداء.
فهل الشواذ يصلح للتعميم من أجل المطالبة بالحقوق على قاعدة الشاذ وليس على قاعدة الصلاح؟ لماذا إذا تكون حالات الشواذ ينفق لها أموالا طائلة بينما حالات نماذج علاقات الصلاح لا يسلط الضوء عليها بشكل كاف وواف لا بل هناك شبه تعتيم؟
على أمل أن يستعيد الاعلام اللبناني دوره الريادي في نقل نماذج الحياة الصالحة من خلال اختبارات لامهات مضحيات من عامة الشعب عشن اختبارات قاسية مع عائلاتهن، ولكنهن بالرغم من الألم ربحنَ حياة العائلة ولم يتهاونَّ في مصير أي فرد منها.
أتمنى أن يأتي اليوم الذي فيه يسلط الإعلام اللبناني الضوء على مثل هكذا نماذج من أمهات وفتيات صالحات محترمات تسعين الى خير المجتمع والانسان والوطن.
ولكن هل سنصل إلى هذا النوع من الوعي الخيّر والناضج؟ عسى وعلّ.