#الثائر
اطلقت اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون ، قبل الظهر، من ارز اهمج - قضاء جبيل، قبل ايام من حلول الذكرى الـ75 للاستقلال، حملة التحريج لموسم 2018-2019، في اطار "برنامج الاربعين مليون شجرة".
كما اطلقت مشروع غابة "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون " في المنطقة نفسها، والتي تندرج في اطار المشروع البيئي الكبير الذي يعمل من خلاله رئيس الجمهورية مع اللبنانية الاولى لوصل غابات الارز بعضها بالبعض الاخر، "فيتكلل لبنان بارزه" كما جاء في كتابه "ما به اؤمن"، الذي خصص الرئيس عون ريعه لتحقيق هذا المشروع.
شارك في الاحتفال الى اللبنانية الاولى التي رعته، الوزراء في حكومة تصريف الاعمال الخارجية والمغتربين جبران باسيل والزراعة غازي زعيتر والبيئة طارق الخطيب والدفاع الوطني يعقوب الصراف ممثلا بالعقيد علي شحادة، عضوا تكتل "لبنان القوي" النائبان سيمون ابي رميا وروجيه عازار، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، قائد الجيش العماد جوزاف عون، المستشارة الخاصة لرئيس الجمهورية السيدة كلودين عون روكز، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد سليم البرجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالرائد كارلوس حاماتي، المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا ممثلا بالرائد ربيع الياس، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل خالد صدقة، رئيس بلدية اهمج نزيه ابي سمعان، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ممثلا بالمونسنيور رزق الله ابي نصر، رئيس دير مار مارون عناياالاباتي طنوس نعمة، كاهن البلدة الخوري طانيوس ابي رميا، الى اعضاء المجلس البلدي في اهمج ومختاري البلدة شربل زيادة وموريس الغبري، رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل ميشال جبران ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات روحية وتربوية وثقافية ورياضية وانمائية وعسكرية.
الاستقبال
وقد رفعت الاعلام اللبنانية واليافطات المؤيدة لمواقف رئيس الجمهورية والمرحبة باللبنانية الاولى، على امتداد الطريق من مدخل اهمج حتى مكان الاحتفال، فيما استقبلت اللبنانية الاولى لدى وصولها والوفد المرافق بالاغاني اللبنانية والدبكة والخيالة لفرقة هياكل بعلبك.
خليفة
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني، وكلمة تعريفية من رئيس الرابطة الثقافية الاجتماعية في اهمج المربي جرجس خليفة، رحب فيها باللبنانية الاولى والحاضرين "في إهمج، في ظلال غابة الارز، الشاهدة على عراقة تاريخ هذه البلدة، بقديمه وحديثه، ومرحبا بقدومكم لتصبح الغابة رئاسية بأرزها الخالد، الباقي على الايام، رمز عزة وعنفوان، فتكون: غابة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون".
وقال: "من هنا، من غابته في اهمج، نواكب مع فخامته الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال لبنان السيد الحر المستقل، الذي يرعاه "بي الكل" بكل أمانة وتضحية ووفاء، ونفتخر ونتشرف بحضورها بيننا اليوم، راعية هذا الاحتفال وهذه الحملة الخضراء، هي صاحبة الأكف البيضاء والأيادي المعطاء، اللبنانية الأولى السيدة ناديا عون".
ابي سمعان
والقى ابي سمعان كلمة، رحب فيها باللبنانية الاولى والحاضرين، وقال: "نلتقي اليوم في إهمج، البلدة الجبيلية الجبلية وبدعوة كريمة من وزارة الزراعة، لنحتفل معا بإطلاق حملة التحريج لموسم 2018-2019. إنه لشرف كبير أن يتم إختيار بلدتنا لإطلاق هذه الحملة ومشروع غابة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. كما نفتخر بوجود اللبنانية الاولى السيدة ناديا عون معنا لترعى هذا الإحتفال، ولكي تنقل لفخامة الرئيس محبتنا وشكرنا وتقديرنا لكل ما قام ويقوم به في سبيل وحدة بلدنا وأمنه وإزدهاره، وكم كنا نتمنى وجوده معنا اليوم في هذه البلدة التي طالما أحبته والتي كان لأهاليها محبة خاصة في قلبه".
أضاف: "لقد أولت بلدية إهمج الشأن البيئي أولوية في نشاطاتها ومشاريعها، فعملت على تفعيل السياحة البيئية، إيمانا منها بأن هذا المشروع يساهم في تحقيق التنمية المحلية التي تساعد في خلق فرص عمل جديدة وتساعد أهالي وسكان القرى الجبلية على البقاء في أرضهم، فأنشأت المركز البيئي الذي نجتمع اليوم في رحابه، وقامت بتأهيل طرق المشي التي بلغ عددها سبعة عشر طريقا والتي تربط إهمج بالبلدات المجاورة في منطقتي جبيل والشمال".
وتابع: "ومع أن غابات إهمج تشكل تقريبا ثلثي مساحة البلدة، وتحوي ستين بالمئة من انواع الأشجار والنباتات الموجودة في لبنان، مما يشكل تنوعا بيئيا مميزا، فقد عملت بلدية إهمج على زراعة حوالى 30 الف شجرة جديدة بالتعاون مع جمعية "إنماء إهمج" وبمساعدة ومساهمة مشكورة من جمعيتي "LRI" و"جذور لبنان". وتتويجا لهذه النشاطات، فأننا اليوم نعتز ونفتخر بإفتتاح غابة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على غابة أرز، شبيهة لفخامته شموخا وصلابة وعنفوانا، طالبين من الله أن يمده بالصحة والقوة لإستكمال مشروع الاصلاح والتغيير وبناء الدولة القوية بعد أن قام بتحرير الأرض وتوفير الأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما لبنان".
وختم متوجها الى اللبنانية، قائلا: "صاحبة الرعاية، بإسم بلدة إهمج بجميع أبنائها ومؤسساتها نشكر حضوركم ورعايتكم كما نشكر وزارة الزراعة التي أولتنا شرف استقبالكم واطلاق هذا المشروع من أرضنا. كذلك نشكر حضور اصحاب المعالي والسعادة وكافة الفاعليات والجمعيات والمؤسسات والأصدقاء ونتمنى للجميع دوام الصحة والعافية".
زعيتر
والقى الوزير زعيتر كلمة، فقال: "ان يخلق الانسان في لبنان، تلك نعمة لا يعرفها الا من يبتعد عنه. ولكي نتنعم بما خص الله به لبنان، لا بد من المحافظة على هذه النعمة. فمنذ مطلع التاريخ ارتبط اسم لبنان باللون الاخضر واحتلت الارزة الخضراء قلب راية الوطن، وتغنى الشعراء والمطربون بجمال الطبيعة اللبنانية. وما من زائر للبنان الا وبقي قلبه متعلقا به عند مغادرته، نظرا للأثر الجميل الذي تتركه الطبيعة اللبنانية والشعب اللبناني في قلبه".
أضاف: "ان تكون لبنانيا، فهذا يجعلك تحمل مسؤولية في المحافظة على هذه الطبيعة الغناء التي ننعم بها، فكيف بك اذا كنت وزيرا للزراعة؟ لا شك، ان المسؤولية تصبح مضاعفة. صحيح ان الله انعم علينا بهذه الطبيعة، الا ان استمرارها في خطر، الخطر على الغابات محدق من عدة محاور، لعل ابرزها خطر الحرائق في فصل الجفاف الذي يقضي على مساحات هائلة سنويا وخطر الزحف العمراني الذي يفرضه تزايد عدد السكان، بالاضافة الى القطع الجائر الذي تتعرض له الغابات في اكثر من منطقة، بالرغم من سهر حراس الاحراج على المحافظة على الثروة الحرجية. ولعل ما فاقم هذا الخطر هو نزوح عدد كبير من الاخوة السوريين الى لبنان هربا من الحرب التي تدور رحاها في بلادهم منذ سنوات، وحاجتهم الى التدفئة في ظل ارتفاع سعر المحروقات. اضف الى ذلك خطرا يتهدد كوكبنا برمته وليس لبنان فقط، الا وهو التغير المناخي وموجة التصحر بسبب ارتفاع حرارة الارض، وكل ذلك من صنع ايدي بني البشر فيا ليتهم يتنبهون".
وتابع: "لقد وعت وزارة الزراعة هذه الاخطار، وادراك المشكلة يشكل نصف الحل، وباتت تعمل على تحقيق الحل الشامل. ولقد وضعت وزارة الزراعة ضمن استراتيجيتها للاعوام 2015-2019 هدفا من بين الاهداف الثمانية، يقضي بتعزيز الادارة الرشيدة والاستثمار المستدام للموارد الطبيعية يعتمد بشكل اساسي على تفعيل المشاركة المحلية في ادارة وحماية الغابات والتحريج وزيادة التوعية على الاهمية الاقتصادية والبيئية للغابات والتحريج واعادة التحريج ودعم البرنامج الوطني لزيادة المساحة الحرجية وحماية الغابات من المخاطر والآفات التي تتهددها، وتطبيق استراتيجية مكافحة حرائق الغابات وترشيد جني واستثمار المنتجات الحرجية وغير الحرجية".
واردف: "اجتماعنا اليوم لافتتاح غابة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ارز اهمج، في اليوم الثاني من شهر الاستقلال، هو احد الخطوات التنفيذية لهذا الهدف وشاهد على دعم فخامة الرئيس لحماية الغابات، وفي ذلك تعزيز للاستقلال ونهوض للوطن. كما يشهد على قيام الادارة المحلية في هذه المنطقة، اعني بلدية اهمج، بتحمل مسؤولياتها وبالمشاركة في عملية حماية الغابات المطلوبة منا جميعا، فألف شكر لبلدية اهمج ولسائر بلديات المنطقة عسى ان تحذو مختلف البلديات حذوها".
واشار الى ان "وزارة الزراعة وفي سبيل استعادة المساحة الحرجية التي تناقصت في الاونة الاخيرة، اطلقت برنامج زراعة الاربعين مليون شجرة، وهي تسعى مع جميع المعنيين من اجل تنفيذه بالرغم من كل الصعوبات التي تعترضه"، مشيرا الى انه "تم اطلاق المشروع في 13 كانون الاول من العام 2012، وهو يهدف الى زيادة الغطاء الحرجي من 13 الى 20% على 70000 هكتار من الاراضي العامة وتكييف النظم الايكولوجية الطبيعية مع تغير المناخ، لما للغابات من دور في مواجهة التحديات البيئية والمناخية".
واعلن الوزير زعيتر ان الوزارة "اعطت تعليماتها لحراس ومراقبي الاحراج بالتشدد في تطبيق قانون الغابات وقمع المخالفات وتنظيم محاضر الضبط بالمخالفين واحالتها الى السلطات القضائية المختصة"، متمنيا عليها "الاسراع في اصدار الاحكام القضائية في المخالفات التي تعرض عليها". وذكر ان وزارة "تقوم باجراء المكافحة المتكاملة للآفة التي تعرضت لها اشجار الصنوبر وادت الى يباس بعضها في مناطق لبنانية مختلفة".
ووجه "الشكر الكبير الى فخامة رئيس الجمهورية لاهتمامه بالغابات وبالزراعة بشكل عام، فهو القدوة في هذا المجال، والشكر ايضا للبنانية الاولى السيدة ناديا عون لرعايتها هذا الاحتفال، ولبلدية اهمج على حسن التنظيم والاستقبال والتنفيذ".
وختم موجها دعوة "من القلب الى جميع المخلصين من بلديات وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات وسائر الافراد المقتدرين، للتعاون مع وزارة الزراعة من اجل انجاح برنامج الاربعين مليون شجرة لان لبنان لا يكون الا اخضر".
عون روكز
والقت السيدة كلودين عون روكز كلمة اللبنانية الاولى، استهلتها بتوجيه الشكر "للجهود التي بذلت، فكانت هذه الغابة خطوة في المشروع البيئي الكبيرالذي يعمل عليه فخامة الرئيس مع السيدة الأولى لوصل غابات الأرز بعضها ببعض فيتكلل لبنان بأرزه، كما يقول في كتابه "ما به أؤمن" والذي خصص ريعه لهذا المشروع الجبار".
وقالت: "من دواعي سروري واعتزازي أن أقف على ارض بلاد جبيل، في اهمج، لألقي كلمة في افتتاح غابة أرز تحمل اسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وإن كان ليس حاضرا بيننا اليوم ليشهد تحقيق خطوة من حلمه، إلا أنه لا شك يشاركنا فرحتنا ويفتخر معنا بهذا الإنجاز".
واشارت الى ان "بين الرئيس والطبيعة علاقة متميزة، وجدانية وعقلية، وهو القائل "إن الله خلق لنا الطبيعة عالما حيا متنوعا ومتوازنا بأبعاد ثلاثة: انسانية، حيوانية، ونباتية، فاذا فقد الانسان احد هذه الأبعاد سيصل الى فقدان ذاته ويصبح برسم الانقراض". وهو الذي دعا الى "إرساء معاهدة بين الانسان والشجرة وبين الانسان والعصفور، أي بين الإنسان والطبيعة، لأننا نقوم يوميا بالاعتداء عليها".
واكدت ان "هذا الارتباط بالطبيعة ليس غريبا عن فخامته، وهو الذي نشأ وترعرع في حارة حريك يوم كانت الضاحية الجنوبية لبيروت مساحة خضراء غنية بمختلف أنواع الاشجار، وكانت بالتالي ملعبا له ولأحلامه. وهو الذي تنقل خلال سنوات خدمته العسكرية بين جنوب لبنان وشماله وبقاعه وعاش مع الأرض وفي الطبيعة أكثر مما عاش بين جدران منزل أو مكتب".
واعلنت "بدعم مباشر من فخامة الرئيس لكل مشروع بيئي، وهو الذي أكد في خطاب القسم حق اللبناني بالعيش في بيئة طبيعية نظيفة، وبدعم ورعاية السيدة الأولى التي تولي البيئة اهتماما خاصا، وفي سياق حملة التحريج الوطنية التي نشهد اليوم إطلاق موسمها لعام 2018-2019، وضمن استراتيجية وزارة الزراعة القاضية بغرس أربعين مليون شجرة، نستمر في مشروع تحريج ممر الأرز الذي تزداد نسبة الاخضرار فيه شيئا فشيئا".
ولفتت الى ان "تحريج الأراضي البور والجرداء بشجرة الأرز، إضافة الى رمزيته وقيمته العاطفية لنا نحن اللبنانيين وبهاء صورته، هو مشروع بيئي بامتياز، لما له من دور كبير في مكافحة التصحر وتغير المناخ، وأيضا في حماية أنواع عديدة من النباتات المهددة بالانقراض، بحيث تشكل غابات الأرز لها ملجأ".
ورأت ان "الأرزة تعنينا جميعا، تتوسط علمنا، وتكلل قمم جبالنا. ومشروع زنار الارز على سلسلة جبال لبنان، يجب أن يصبح مشروعنا جميعا، ليصل ما انقطع، ولتعبر الارزة كل جبالنا ومناطقنا وتشكل لنا رابطا لا تضعفه محن ولا يفنيه زمن". وختمت مجددة الشكر "لبلدية إهمج وجمعية انماء اهمج وجمعية التحريج في لبنان LRI".
وفي الختام، تم عرض فيلم وثائقي عن الغابة، من انتاج "جمعية التحريج في لبنان" بالتعاون مع بلدية اهمج، ثم قدم رئيس البلدية للبنانية الاولى لوحة فنية من الموزاييك للفنان الاهمجي الياس خليفة، وشهادة تقدير لغرس الارزة في الغابة وشهادة مماثلة للسيدة كلودين عون روكز وتم غرس ارزة في المكان.
وطنية -